عام >عام
سبعة شهداء وأكثر من 200 جريح على حدود غزة
سبعة شهداء وأكثر من 200 جريح على حدود غزة ‎السبت 7 04 2018 09:21
سبعة شهداء وأكثر من 200 جريح على حدود غزة


قال مسؤولون طبيون في قطاع غزة إن جنوداً إسرائيليين قتلوا بالرصاص سبعة محتجين فلسطينيين وجرحوا ما لا يقل عن 200 على طول الحدود بين القطاع وإسرائيل (الجمعة)، ليرتفع العدد الإجمالي للشهداء إلى 27 خلال الاضطرابات المستمرة منذ أسبوع.

وقال المسؤولون إن المحتجين، وبينهم صبي عمره 16 عاماً وآخر عمره 17 عاماً، قتلوا في مواقع احتجاج على الحدود خلال جولة من التظاهرات اليومية التي بدأت في 30 آذار (مارس) الماضي باسم «مسيرة العودة الكبرى».

وفي كلمة أمام الاف المتظاهرين في مخيم «العودة» قرب الحدود في خان يونس، قال رئيس «حماس» يحيى السنوار ان «مؤامرة الحصار والتجويع فشلت».

وأضاف: «قالوا غزة ستتخلى عن ثوابتها ومشروع التحرير والعودة اذا تم تجويعها ولكن تخرج غزة اليوم، الصغير والكبير والرجل والمراة والطفل تقول ان هذا هو العدو الذي يحاصرنا اذا انفجرنا سننفجر في وجهه».

وتابع: «سنفاجي شعبنا وشبابنا والعالم كله ولينتظروا زحفنا سنقتلع الحدود وسنعود الى ارضنا وسنصلي في القدس» وسط هتافات «على القدس رايحين شهداء بالملايين».

وبدأ الفلسطينيون الجمعة الماضي في «يوم الارض» حركة احتجاجية تحت عنوان «مسيرة العودة» لمدة ستة أسابيع يفترض ان تنتهي في ذكرى «النكبة». وتخللتها صدامات استشهد فيها 18 فلسطينياً في اقوى موجة عنف يشهدها القطاع منذ حرب 2014.

وحاول عشرات المتظاهرين مرات عدة اجتياز الحدود شرق رفح وخان يونس. على ما ذكرت مراسلة «فرانس برس».

وافاد مراسلو «فرانس برس» ان الاف المتظاهرين تجمعوا على بعد عشرات الامتار من السياج الحدودي واشعلوا مئات من اطارات السيارات ورشقوا الجيش الاسرائيلي بالحجارة.

وأطلق الجيش الرصاص وعشرات من قنابل الغاز المسيل للدموع، وفتح خراطيم المياه العادمة على المتظاهرين في شرق مدينة غزة.

وأشعل مئات المتظاهرين أيضاً عشرات إطارات السيارات قرب الحدود شرق جباليا في شمال القطاع، وكذلك شرق مخيم البريج (وسط) وشرق خان يونس ورفح في جنوب القطاع.

وكان المنظمون أعلنوا انهم يتوقعون مشاركة آلاف الفلسطينيين في الاحتجاج في خمس نقاط على طول الحدود بين غزة واسرائيل.

على الحدود الشرقية لمدينة خان يونس، وقف الشاب احمد ابو غالي (20 عاما) متكئاً على عكازه مشيراً الى ضماده كبيرة على بطنه نتيجة اصابته الجمعة الماضي، وقال: «اليوم انا ساكون شهيداً، سأدخل السياج الفاصل حتى لو كلفني ذلك حياتي».

وتابع متباهياً بهروبه من المستشفى ليشارك في الاحتجاجات : «في بطني 40 غرزة جراحية لكني هربت من المستشفى لاحضر الى هنا».

وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة حال «الاستنفار والطوارئ» تحسبا لاحتمال سقوط جرحى خلال المواجهات.

وقالت اللجنة التنسيقية لـ«مسيرة العودة» إن التحرك «الرئيس سيكون بعد عصر الجمعة بإقامة مهرجانات تأبين للشهداء» في المواقع الخمسة التي نصبت فيها خيم منذ الاسبوع الماضي.

واكد الناطق باسم «حماس» حازم قاسم ضرورة «محافظة الجماهير على الطابع الشعبي السلمي للمسيرات»، معتبراً ان التزام ذلك سيساهم في «ضرب كل الدعاية المتهاوية التي يروجها الاحتلال حول هذه المسيرات».

وحذرت اسرائيل من أنها ستبقي على الأوامر التي أصدرتها الى جنودها في 30 آذار(مارس) الماضي بإطلاق النار في حال حصول استفزازات على الحدود مع قطاع غزة.

ويسعى المتظاهرون الى التشويش على القناصة الاسرائيليين بأعمدة الدخان المتصاعدة من الاطارات المشتعلة وبواسطة المرايا ايضا.

ودعا الموفد الخاص للامم المتحدة الى الشرق الاوسط نيكولاي ملادينوف القوات الاسرائيلية «الى اقصى درجات ضبط النفس». وطلب من الفلسطينيين تفادي الاحتكاكات.

في المقابل، طلب الموفد الرئاسي الاميركي الى الشرق الاوسط جايسون غرينبلات من المتظاهرين «عدم الاقتراب من السياج».

وقال: «نندد بالقادة والمتظاهرين الذين يدعون الى العنف أو يرسلون متظاهرين - بينهم أطفال - نحو السياج، مع علمهم بأنهم قد يتعرضون للاصابة او القتل».

على الحدود الشرقية لمدينة خان يونس، جلس أحمد الناقة (40 عاماً) على تلة تقابلها تلة في الجانب الاسرائيلي وقف عليها عدد من الجنود الاسرائيليين بينما كانت جرافة عسكرية تجوب المكان قربهم.

وقال: «نحن مستعدون للموت جميعاً من أجل أرضنا وكرامتنا وعرضنا».

وبعدما اشار الى ان اثنين من اشقائه قتلا في قصف اسرائيلي خلال الحرب الاسرائيلية الاخيرة على قطاع غزة في 2014، أكد الناقة «يجب ان نثور وننفجر حتى نتحرر، كفانا العيش في علبة سردين».

على الحدود الشرقية لمدينة غزة، قالت حنان حبيب (56 عاماً) التي جلست على بعد حوالى 300 متر من السياج الفاصل مع عدد من النساء «اليوم سنعبر الحدود باتجاه اراضينا».

وتابعت وهي تشير الى أبنائها وهم ينقلون اطارات السيارات بالقرب من السياج: «كل أولادي وبناتي وأحفادي جاؤوا اليوم، نريد ارضنا ونريد كسر الحصار، الوضع السيء هو الذي يدفع الناس للمجيء وللتضحية بحياتهم من اجل حياة كريمة».

وطرحت منظمات حقوقية أسئلة حول استخدام الجيش الإسرائيلي الرصاص الحي، فيما اتهم الفلسطينيون الجنود باطلاق النار على متظاهرين مدنيين لا يشكلون خطراً داهماً.

الا ان الجيش أكد ان الجنود اضطروا الى اطلاق النار على متظاهرين كانوا يلقون الحجارة وقنابل مولوتوف واطارات مشتعلة باتجاه الجنود، مضيفاً ان بعضهم حاول تحطيم السياج واختراق الحدود ودخول الاراضي الاسرائيلية.

ويزيد الحصار الاسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من عشر سنوات من الغضب بين السكان الذين يعانون من الفقر وكل انواع الازمات.

ويخشى تكرر اعمال العنف مع قرب تنفيذ قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب بنقل السفارة الاميركية الى القدس المقرر في منتصف أيار (مايو) المقبل.

المصدر : الحياة