فلسطينيات >داخل فلسطين
مستوطنو «تدفيع الثمن».. عقيدة متطرفة غايتها «الانتقام من العرب»
مستوطنو «تدفيع الثمن».. عقيدة متطرفة غايتها «الانتقام من العرب» ‎الثلاثاء 8 05 2018 18:30
مستوطنو «تدفيع الثمن».. عقيدة متطرفة غايتها «الانتقام من العرب»


تصاعدت في الأسابيع الأخيرة، اعتداءات المستوطنين اليهود ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم بالضفة المحتلة، والتي تنفذها جماعات تُطلق على نفسها «تدفيع الثمن».

«الانتقام»، «الموت للعرب»، «سيرحل العرب قريباً».. عبارات بتوقيع جماعات «تدفيع الثمن»، يخطها المستوطنون في مسرح الاعتداء الذي يشنوه ضد القرى والمناطق الفلسطينية المحاذية للمستوطنات بالضفة المحتلة.

وتضمنت تلك الاعتداءات، حرق مركبات فلسطينية، وإعطاب العشرات منها، وتقطيع الأشجار، وحرق أراضٍ، ومهاجمة منازل الفلسطينيين، والاعتداء على المساجد والمدارس في القرى المحاذية للمستوطنات.

ولعل أبرز الانتهاكات، الجريمة التي ارتكبتها إحدى مجموعات «تدفيع الثمن» قبل سنوات، بإحراق منزل لعائلة دوابشة الفلسطينية، في قرية دوما، جنوب نابلس، شمال الضفة.

وراح ضحية ذلك الاعتداء، رضيع ووالديه حرقاً، بعد إلقاء زجاجات حارقة على منزلهم خلال نومهم، في حين لا يزال ابنهما أحمد، الناجي الوحيد، يتلقى العلاج حتى اليوم نتيجة إصابته بحروق تجاوزت الـ60 في المئة من جسده الصغير.

وتحيط بمدينة نابلس، عشرات المستوطنات والبؤر الاستيطانية، ويسكنها أشد المستوطنين تطرفاً وكرهاً للعرب.

مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية، غسان دغلس، أشار إلى أن جماعات «تدفيع الثمن» الاستيطانية، «تعمل على تنفيذ مخطط إرهابي يهدف لتفتيت الضفة الغربية وتهويد أكثر ما يمكن تهويده».

وأضاف في حديثه «هذه الجماعات تحاول إيصال رسالة للفلسطينيين بأنكم غير آمنين بأرضكم، فلا المزارع آمن في أرضه، ولا المواطن في بيته، وأن ممتلكاته كلها معرضه للاعتداء»، لافتاً إلى أن اعتداءات «تدفيع الثمن» هي حرب مدروسة، تتم فصولها في كل مناطق الضفة الغربية والقدس، وحتى ضد الفلسطينيين داخل إسرائيل.

واشار دغلس إلى أن الاعتداءات التي تشنها هذه الجماعات تكون تحت حماية الجيش الإسرائيلي، وفي كثير من الأوقات يُشارك الجيش فيها أيضاً. وذكر أن آخر تلك الاعتداءات كان في قرى جالود واللبن الشرقية وقرى أخرى في محيط مدينة نابلس، تضمنت إعطاب مركبات ومحاولة اعتداء على المساجد.

وعادة ما تنفذ تلك الجماعات هجماتها بعد منتصف الليل، وتحت حراسة الجيش الإسرائيلي.

وعن أصل ونشأة تلك الجماعات المتطرفة، يُشير مدير مركز القدس لدراسات الشأن الفلسطيني والإسرائيلي في رام الله عماد أبو عوّاد إلى أنها من الجماعات اليمينية الموجودة في إسرائيل، والتي تنتمي للصهيونية الدينية. وقال : «هي من التيارات الدينية التي للصهيونية منذ تأسيسها، كحركة من أجل تحقيق الطموح الديني».

واشار أبو عوّاد إلى أن داخل الحركة الصهيونية، تيارات متنوعة، أبرزها التيار العلماني الذي كان هدفه إقامة الدولة ومصالح سياسية واقتصادية والتشابك مع الغرب، كما ظهر فيها مجموعة المتدينين.

وتابع: «الجماعات الدينية رأت مع مرور الوقت أن الحلم الديني لليهود لم يطبّق، فأخذت على عاتقها حمل لواء تطبيق الشريعة اليهودية والطموح اليهودي في أرض فلسطين، وبدأوا بتأسيس جماعات لهم علاقة برجال الهيكل ونساء الهيكل، وهم يهدفون لهدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل»، موضحاً أن جماعات «تدفيع الثمن» هي جزء من تلك الجماعات الدينية المتطرفة، وهي من يمين اليمين المتطرف في إسرائيل.

وتحظى تلك الجماعات بدعم من حزب «البيت اليهودي»، الذي ينتمي غالبية أنصاره للتيار المتديّن المتشدد ومن المستوطنين.

ويشير أبو عوّاد إلى أن حزب «البيت اليهودي» بات يُشكل غطاء لتلك الجماعات المتطرفة، التي تقوم بأعمال عدائية ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم.

وعن أهداف جماعات «تدفيع الثمن»، لفت أبو عوّاد إلى أنها تسعى للانتقام من الشعب الفلسطيني، باعتبار أن الفلسطينيين وفق معتقدهم الديني والتوراتي، موجودون على هذه الأرض بغير وجه حق. كما يسعون لدفع الفلسطينيين للهجرة والرحيل عن أرضهم.

وتهدف تلك الجماعات بممارساتها، الضغط على الحكومة الإسرائيلية من أجل تلبية مطالبها من أجل المزيد من الاستيطان وبناء جبل الهيكل.

وعن نفوذ هذه الجماعات داخل الحكومة الإسرائيلية، يقول: «هذه الجماعات تعتمد على حزب البيت اليهودي، ولطبيعة تشكيلتها، يستطيع أي حزب أن يسقط الحكومة، بالتالي، فإن هذه الأحزاب تستطيع تمرير أجندتها». وأضاف: «الأحزاب الصغيرة تستطيع الضغط فإما تلبية طلباتها أو الانسحاب من الحكومة وإسقاطها».

ودليل على نفوذها، تمكنت الجماعات الدينية المتطرفة من تطبيق 12 قانوناً جديداً على المستوطنات بالضفة الغربية لأول مرة في تاريخ الصراع، وفق أبو عوّاد الذي تابع: «بناء على ذلك، بدأت الحكومة الإسرائيلية تتشرب فكرة ضم الضفة الغربية بمستوطناتها أو على الأقل الجزء الغالب من أراضيها، إضافة لزيادة أعداد المستوطنين المقتحمين للمسجد الأقصى».

وذكر الخبير بالشأن الإسرائيلي، أن عدد المقتحمين للمسجد الأقصى تضاعف خلال السنوات الأخيرة، إضافة للسماح لهم بتطبيق عباداتهم داخل المسجد الأقصى، وهو الأمر الذي كان ممنوعاً بالسابق، مشيراً إلى أن تأثير هذه الجماعات لا يقتصر على الحكومة الإسرائيلية، وإنما على الفكر الديني داخل إسرائيل، فمن كان يرفض من الحاخامات اليهود اقتحام الأقصى، أصبح مؤيداً لها تحت تأثير الصهيونية الدينية.

وقال إن «الجماعات المتطرفة استطاعة تحريف الدين اليهودي ليتلاءم مع الطموح الصهيوني». وأضاف أن هذه الجماعات تُطالب بالموت والانتقام من العرب، وبرحيل الفلسطينيين عن هذه الأرض، موضحاً أن «الجماعات اليهودية المتطرفة، تعتقد أن المأساة التاريخية التي حلّت باليهود، على يد العرب والفلسطينيين، ومن العالم ككل، لذلك يجب الانتقام من كل العالم، لكن الانتقام يبدأ من العرب الفلسطينيين».

المصدر : وكالات