عام >عام
مصادر أمنية: خيوط تقود إلى تحديد المنفذين في اغتيال فتحي زيدان
مصادر أمنية: خيوط تقود إلى تحديد المنفذين في اغتيال فتحي زيدان ‎الخميس 14 04 2016 07:36
مصادر أمنية: خيوط تقود إلى تحديد المنفذين في اغتيال فتحي زيدان
السفير أشرف دبور وفتحي أبو العردات يضعان إكليلاً من الزهر بإسم الرئيس «أبو مازن» خلال تشييع جثمان الشهيد فتحي زيدان

هيثم زعيتر

أكدت مصادر أمنية مطلعة على سير التحقيقات في جريمة اغتيال أمين سر حركة "فتح" في مخيّم المية ومية العميد فتحي زيدان "الزورو"  لـ"اللـواء" أنها توصّلت إلى خيوط هامة، قد تساهم في كشف المنفّذين، وصولاً إلى المخطّطين.
وكشفت المصادر المطلعة عن أنّ التركيز يتم على معرفة مَنْ كان يتولّى مراقبة ومتابعة العميد زيدان، منذ خروجه من منزله في مخيّم المية ومية، وصولاً إلى مشاركته في الاجتماع الأمني الذي عُقِدَ في مقر "القوّة الأمنية الفلسطينية المشتركة" في مخيّم المية ومية، حيث ركن سيارته هناك، قبل أنْ يعود ويستقلها، متوجّهاً إلى مخيّم عين الحلوة.
وكذلك سحب تسجيلات عدد من كاميرات المراقبة على الطريق بين مخيّم المية ومية ومكان الاغتيال عند "دوار الأمركان" - صيدا، حيث أكد تقرير الخبير العسكري في الجيش اللبناني أنّ التفجير تمّ لاسلكياً - أي أنَّ مَنْ نفّذ كان قد شاهد المغدور وهو يقود سيارته، قبل أنْ يعطّي أمراً بتفجير العبوة التي قُدّرت زنتها بـ1 كلغ من المواد شديدة الإنفجار.
وأوضحت المصادر أنّ الخيوط تُشير إلى مجموعات إرهابية تستهدف توتير الأجواء في المخيّمات الفلسطينية، وهو ما كانت قد أشارت إليه "اللـواء" صباح الثلاثاء - أي قبل حصول الإغتيال.
ويتابع المحامي العام العسكري القاضي هاني الحجّار التحقيق في القضية، حيث عُلِمَ بأن الأجهزة الأمنية استمعت إلى إفادات عدد من الأشخاص من مرافقي العميد زيدان، وممن كان قد التقاهم قبل الاغتيال.
إلى ذلك، يترأس محافظ الجنوب منصور ضو اجتماعاً لـ"مجلس الامن الفرعي" في الجنوب لبحث جريمة اغتيال زيدان، والأوضاع في منطقة صيدا.
هذا، وقد سُجلت محاولات لإشعال الفتنة عبر بيانات تبيّن أنّها مدسوسة، ومنها إعلان "مجموعة الشهيد كمال مدحت وإخوانه" عن تبنّي الاغتيال، وهو ما جرى نفيه، إذ تم التحذير من مثل هذه البيانات التي تهدف إلى إشعال الفتنة.
وشهدت المخيّمات الفلسطينية في لبنان إضراباً وحداداً عامين تلبية لدعوة "منظمة التحرير الفلسطينية"، استنكاراً وشجباً للجريمة البشعة، حيث توقفت الدراسة في مدارس "الأونروا".
وشُيّع أمس جثمان زيدان، حيث نقل من برّاد "مستشفى الهمشري" – صيدا، إلى منزله في مخيّم المية ومية، لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه من قِبل زوجته وأولاده وأهله وأقاربه، ثم نُقِلَ إلى مسجد "عمر بن الخطاب" في المخيّم، حيث صُلِّيَ على جثمانه الطاهر، قبل أن ينطلق موكب التشييع سيراً على الأقدام، حيث حُمِلَ الجثمان على الأكف ملفوفاً بعلم فلسطين، وصولاً إلى حاجز "قوات الأمن الوطني" و"القوّة الأمنية المشتركة" عند مدخل المخيّم، ونُقِلَ في موكب سيّار إلى "مقبرة صيدا الجديدة" في سيروب، حيث ووري الثرى.
تقدّم المشاركين في التشييع: سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور، أمين سر فصائل "منظّمة التحرير الفلسطينية" في لبنان اللواء فتحي أبو العردات، أمين سر إقليم حركة "فتح" في لبنان رفعت شناعة، قائد "قوّات الأمن الوطني الفلسطيني" في لبنان اللواء صبحي أبو عرب، وقائد "القوّة الأمنية الفلسطينية المشتركة" في مخيمات لبنان اللواء منير المقدح، وقيادات وممثلين عن الأحزاب اللبنانية والفلصائل الفلسطينية ورجال دين، فضلاًُ عن عدد من ضبّاط وكوادر وقيادات حركة "فتح".
إلى ذلك، قام قائد "قوات الأمن الوطني" اللواء صبحي أبو عرب بزيارة مقر الأمانة العامة لحركة "أنصار الله"، حيث التقى أمينها العام جمال سليمان وعضوَيْ شورى الحركة أحمد سليمان وحسين المصري. 
وجرى التطرّق إلى اغتيال زيدان، مؤكدين على ضرورة كشف الجناة بأقصى سرعة ممكنة لتوقيفهم ومحاسبتهم.
*وفي المواقف استنكر النائب ياسين جابر اغتيال زيدان معتبراً أنها "رسالة للبنان واللبنانيين بأن يتنبهوا لكل المخاطر المحدقة بالوطن كي يشدّوا أزر بعضهم البعض في إطار تمتين أواصر الوحدة الوطنية في هذا الوقت الحساس والدقيق والمصيري من تاريخ الوطن والمنطقة، خصوصا أننا على أبواب الذكرى السنوية للحرب الاهلية المشؤومة التي يجب الاتعاظ منها ومما تركته من دمار وقتلى وجرحى، وكيف اننا اتفقنا اخيرا لاننا شعب لبناني يقوى بأرزه وشموخ وطنه وصلابة جيشه وقواه الامنية في تحقيق الاستقرار".
*من جهته، دعا رئيس لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني الوزير السابق الدكتور حسن منيمنة القيادات والفصائل الفلسطينية الى التنبه الى خطورة ما يدبر للمخيمات الفلسطينية عموما ومخيم عين الحلوة خصوصا، وقال: "هذا الحادث الذي يأتي في الذكرى 41 لاندلاع الحرب في لبنان مع كل مآسيها ودروسها ، ليس معزولا عما سبقه من استهدافات تمثلت بجملة من عمليات الاغتيال المدبرة وإلقاء القنابل وافتعال الاشتباكات الداخلية بين أحياء ومنازل اللاجئين الآمنين، ما يهدد أمن أكبر مخيم في لبنان ومدينة صيدا والمخيمات".
*وأعلن "حزب الله" عن إدانته للاغتيال، ورأى في بيان له "أن هذه العملية الإجرامية جزء من المخطط الذي تعدّه أيادٍ خفيّة للمخيمات وجوارها في صيدا والجنوب، ما يتطلّب الانتباه من هذه المخططات والتحلي بأقصى درجات الوعي والحكمة، إضافة إلى التنسيق الكامل مع القوى الأمنية اللبنانية وعلى رأسها الجيش اللبناني لإفشال هذا المخطط الإجرامي".