لبنانيات >صيداويات
هكذا سترد الجماعة الإسلامية على عقابها الانتخابي
هكذا سترد الجماعة الإسلامية على عقابها الانتخابي ‎الأحد 13 05 2018 13:50
هكذا سترد الجماعة الإسلامية على عقابها الانتخابي


خرجت الجماعة الإسلاميّة من الانتخابات النيابيّة بخسارةٍ كبيرة. والنتائج التي بدت قاسيةً عليها، أفقدتها نائبها الوحيد عماد الحوت، ولم تفلح بإيصال أيّ من مرشحيها الأربعة إلى الندوة البرلمانية الجديدة.

الخسارة لم تكن في النتيجة فحسب، بل بدأت مؤشراتها تتراكم منذ انعدام الخيارات السياسيّة للجماعة، على إثر إغلاق كلّ التيارات السياسيّة- السنيّة الوازنة أبوابها في وجه "إخوان لبنان"، إلى أن وجدتْ نفسها مبعثرةً في تحالفات هجينة لا تشبهها. ثمّة أصوات في الجماعة تجد في خسارتها الاستحقاق النيابي، عقاباً أفرزه الضغط الخليجي/ العربي عليها، وتحديداً من المملكة العربية السعودية ومصر، فيما أصوات أخرى تعتبر نفسها وقعت ضحيّة القانون النسبي الذي أقصاها من المعادلة. 

أمّا الأصوات المعارضة داخل صفوف الجماعة، التي قرأت النتائج الانتخابية من باب التقييم والنقد لا التبرير، فتعتبر أنّ قيادتها فشلت في تسويق نفسها خياراً سياسياً وفشلت في تقديم مرشحيها كأقوياء. كذلك، تعتبر الأصوات المعارضة أنّ قيادتها تدفع ثمن تعليق مصيرها بتيار المستقبل، الذي لم يفِ بوعوده، إضافةَ إلى خللٍ سياسي وتنظيمي وداخلي، أدى إلى سوء إدارة المشروع السياسي للجماعة.

شاركت الجماعة بـ4 مرشحين في كلّ من عكار وطرابلس وبيروت وصيدا. وفيما لم توفق في الفوز بأي مقعد، نال مرشحوها وفق أرقام وزارة الداخلية: محمد شديد 5277 صوتاً في عكار، وسيم علوان 2000 صوت في طرابلس، عماد الحوت 4000 صوت في بيروت وبسام حمود 3200 صوت في صيدا.

وفي حوارٍ مع "المدن"، يقدّم الأمين العام للجماعة الإسلامية في لبنان عزام الأيوبي قراءةً تقيميّة للمشاركة في الاستحقاق الانتخابي. وقياساً على الظروف التي خاضت فيها الجماعة الانتخابات، فـ"إننا نعتبر مشاركتنا جيدة، حيث أننا نجحنا في تجاوز منطق الحصار والالغاء، واستطعنا أن نحافظ على الكتلة الصلبة المؤيدة لنا ولنهجنا ولو بحدها الأدنى. كما نجحنا في إثبات قدرتنا على التأثير في نتائج الحلفاء والخصوم على حد سواء".

وبمنطق الربح والخسارة، يحصر الأيوبي خسارة الجماعة في هذا الاستحقاق بعدم الفوز بأي مقعد نيابي. "وهي خسارة كبيرة بدون شكّ". أما المكاسب، فهي متعددة، وفقه. إذ يرى أنّ الجماعة نجحت في كسر الحصار الذي حاول استبعادها عن المنافسة، وأثبتت صدقيّتها أمام جمهورها، واستقلاليتها عن أي قرار محلي أو إقليمي. 

يؤكد الأيوبي أنّ الجماعة لا تزال تشكّل حيثية لا يُستهان بها ولا يمكن تجاوزها، وأنها قادرة على المنافسة الجدية في أغلب الدوائر، "وأنها تستحق أن تتمثل في الندوة البرلمانية لو كانت المنافسة متكافئة ونزيهة".

ينظر الأيوبي إلى النتائج بعينٍ إيجابيّة ومتفائلة. فـ"بدون أدنى شك هناك دروس مستفادة من هذه المشاركة، وسيكون لهذه الدروس أثر في أدائنا مستقبلاً على أكثر من صعيد". لكن، ما هي الدروس التي استخلصتها الجماعة لمرحلتها الجديدة؟ يفنّد الأيوبي دروس الجماعة بـ4 نقاط: 

1- تأكيد استقلاليتنا وعدم الارتهان إلى أي محور سياسي.

2- المضي قدماً بخيار الانفتاح على جمهورنا والخروج من حالة الإنعزال التنظيمي.

3- الاسراع في إنجاز تعديلات على النظم الداخلية والهياكل التنظيمية التي أوصى بها المؤتمر العام الأخير، بما يتيح للجماعة المرونة الكافية في أدائها العام.

4- ضرورة بناء شراكات حقيقية مع المكونات الفاعلة في الطوائف الأخرى، وعدم حصر علاقاتنا داخل الساحة الإسلامية السنية. 

وعن المجلس النيابي المنتخب، يعتبر الأيوبي أنّ المجلس الحالي يختلف عن السابق كثيراً، باستثناء إثبات محور حزب الله وحلفائه أنه الأثبت أداءً والأقدر على الإمساك بساحاته حتى إشعار آخر. أما دور الطائفة السنية، "فهو مهدد بالتراجع إذا بقيت الأمور على حالها لدى المراجع التي تمسك بزمام تمثيل الطائفة، إلّا إذا اقتنعت بضرورة إعادة النظر بطبيعة أدائها"

المصدر : جنى الدهيبي - المدن