لبنانيات >أخبار لبنانية
رجال دين نفذوا وقفة تضامنية في طرابلس مع الشعب الفلسطيني ومتظاهري غزة الشعار: فلسطين دولة عربية ومن حق الجميع العيش على أرضها
رجال دين نفذوا وقفة تضامنية في طرابلس مع الشعب الفلسطيني ومتظاهري غزة الشعار: فلسطين دولة عربية ومن حق الجميع العيش على أرضها ‎الأربعاء 16 05 2018 09:12
رجال دين نفذوا وقفة تضامنية في طرابلس مع الشعب الفلسطيني ومتظاهري غزة الشعار: فلسطين دولة عربية ومن حق الجميع العيش على أرضها

جنوبيات

لبى حشد من العلماء ورجال الدين والأئمة، دعوة دار الفتوى بطرابلس والشمال لتنفيذ وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني وإستنكارا للجرائم التي يرتكبها العدو الإسرائيلي بحق المتظاهرين العزل في قطاع غزة وذلك في مدينة طرابلس.

تزامنت هذه الوقفة التضامنية مع إلتماس هلال شهر رمضان المبارك. وشارك فيها مفتي طرابلس والشمال الدكتور الشيخ مالك الشعار، أمين الفتوى الشيخ محمد إمام، رئيس دائرة اوقاف طرابلس الشيخ عبد الرزاق إسلامبولي، الشيخ أحمد عاصي ممثلا المجلس الإسلامي العلوي وسفير لبنان في الجزائر علي محمد حسن، ومستشار المحكمة الشرعية العليا القاضي غالب الأيوبي.

خلال اللقاء ألقى المفتي الشعار كلمة قال فيها: "ارحب بكم جميعا في دار الفتوى، دار اللبنانيين جميعا، وآمل أن تكون محضنا وطنيا لكل ما له علاقة بأبناء الوطن وقضاياه المصيرية، صحيح ان إجتماعنا في أساسه من أجل تحري رؤية هلال شهر رمضان المبارك الكريم، يسعدني أن أرحب بضيوفنا كذلك سعادة سفير لبنان في الجزائر علي حسن وفضيلة الشيخ أحمد عاصي إبن اخ الشيخ أسد عاصي".

أضاف: "إبتداء اريد ان أثمن عاليا موقف سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الذي أعلنه بالأمس تجاه القضية الفلسطينية عامة وتجاه ما يحدث الآن في غزة وتجاه هذه الفعلة الشنيعة النكراء التي حدثت في القدس التي نعتبرها وستبقى عاصمة عربية بإمتياز وهي عاصمة دولة فلسطين بإذن الله تعالى، حتى يرث الله الأرض ومن عليها".

وتابع: "لقد كان موقف سماحة المفتي لافتا بالأمس، كما أؤكد على ما أعلنه دولة الرئيس الشيخ سعد الحريري من موقف لافت بإستنكار شديد اللهجة يعبر فيه عن ضمائر الشعوب الإسلامية والعربية لإجتياح حرمات القدس بنقل سفارة الولايات المتحدة الأميركية إليها، وهذا لا يمنعنا من ان نضيف وأن نعلن بأن أهالي طرابلس والشمال وأن المسلمين وإخوانهم من أبناء الوطن في طرابلس والشمال يعبرون عن موقف واحد هو الإستنكار والإستهجان والرفض المطلق لتهويد بيت المقدس وحتى تهويد فلسطين".

وقال: "نحن لا نعتبر ان فلسطين إلآ دولة عربية بإمتياز، ومن حق الجميع أن يعيشوا على أرضها ولكنها دولة عربية لن تكون إلا فلسطين بإذن الله تعالى، وعاصمتها القدس، ولا يخفى على أحد أن المسجد الأقصى هو أولى القبلتين وأنه مسرى النبي المصطفى محمد وأن فلسطين بعامة من بلاد الشام هي ارض مباركة التي جاء النص القرآني بها في قول الله تعالى( سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا".

وقال: "نحن إذ نعلن رفضنا وإستنكارنا وعدم موافقتنا لأية خطوة من خطوات الإعتداء على فلسطين وغزة والقدس، نعلن بإذن الله تعالى أن فلسطين لن تكون إلآ بلدا عربيا يحتضن جميع الأبناء الذين يعيشون على ارضه على قاعدة الفقهاء لهم ما لنا وعليهم ما علينا".

أضاف: نحن الآن نستقبل شهر رمضان الكريم المبارك، هذا شهر خير ويمن وبركة وهذا شهر عطاء وفضل ومنحة من الله تعالى، ولم تكن واحدة من العبادات أدنى عقوبة، كما أن التكاليف لم تكن يوما عقوبة للعباد وإنما هي منحة وعطاء وفرصة إتصال بين العبد وربه، من الله تعالى به علينا، في هذا الشهر المبارك الكريم نحن ينبغي أن ندندن حول خصائصه وفضائله ومزاياه، وأن ندندن حول عبقه الإيماني وخيراته وبركاته وأن نفتح قلوبنا لبعضنا ولإخواننا جميعا، ان نتلاقى وأن نتصافح وأن نتغافر، هذا شهر تصفد فيه الشياطين وتفتح فيه أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب النيران وينادي مناد "أيا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر إقصر".

وتابع: هذا الشهر المبارك الكريم يحملنا مسؤولية كبرى، أن نتواصل مع أبناء بلدنا، وأن نتواصل مع جميع شرائح أبناء المجتمع، وخاصة في مساجدنا وتراويحنا حتى تغسل القلوب وتطمئن النفوس، رمضان هو شهر التوبة وعلينا ان نحمل خصائصه وأفضاله وخيراته إلى إخواننا حتى نترجم عظمة الإسلام إلى خلق رضي وإلى سلوك سوي وإلى منهج في الحياة، ليست الغاية أبدا ان يقتصر صيامنا على الإمتناع عن الطعام والشراب وشهوة الغريزة، إنما هناك قفزة نوعية أخرى، من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه، حتى إذا شاتمنا أحد ،المطلوب منا رباطة الجأش فليقل إني صائم".

وقال: نحن رسل خير وحملة رسالة مضمونها بعد توحيد الله عز وجل القيم ومكارم الأخلاق، فالدين حسن الخلق، ووظيفتنا كبيرة ورسالتنا عظيمة وينبغي ان نتواصل في ما بيننا بالحق وبالصبر وأن نتعالى على الجراح وأن نتعالى على كل أنواع الخصومات، وان ننسلخ من غرائزنا ومن شحنا ومن خصوماتنا حتى نفر إلى الله تعالى طاهرين مطهرين مخلصين، هذا شهر كان صحابة النبي يسألون ربهم قبل أن يهل عليهم الشهر بستة أشهر، كانوا يسألون اللع تعالى أن يبلغهم رمضان، فإذا جاء رمضان سألوه ستة أشهر أخرى ان يتقبل منهم صيامه وقيامه، وأعظم ما في هذا الشهر هو الهدوء النفسين هو التربية الإيمانية، هو تقوية إرادة الخير، هو أن نشعر أننا ننتقل إلى الأفضل والأعلى والأكمل وان لا تكون عباداتنا محنطة أو مسلوبة المضمون، أبدا، روح هذه العبادات هو تقوى الله عز وجل وهذا الذي حدده ربنا في كتابه الكريم( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذي من قبلكم لعلكم تتقون)".

واردف قائلا: "أنا أدرك تماما أنكم جميعا تعيشون هذه المعاني، ولكن الله تعالى أمرنا أن نتواصى بالحق وبالصبر وان نتذاكر، ونحن نخطىء ونصيب، ولعل الصواب يكون أكثر وأرجح بإذن الله، لكنّ الحق الذي أنزله ربنا عزّ وجلّ هو الذي يقاس به ال"بشر.

وقال: "من أهم ما أحب أن ينقل إلى المساجد وإلى إخواننا الصائمين أن تسعنا سماحة الإسلام، وأن يستوعب بعضنا بعضا، يندر أن يكون الخلاف بين أبناء المسلمين في قضايا في إطار المحكم وفي إطار المعتقد أو في إطار المتواتر الذي ليس فيه أكثر من إحتمال، ومعظم الخلافات التي بيننا إما في الجزئيات، إما في الفروع، إما في المتشابه إما في الظنيات، يسعنا أخوة الإسلام أكبر، نحن من حقنا أن ننصح بعضنا وأن نذكر بعضنا وان نعلم بعضنا وان يلفت أحدنا نظر الآخر، هذا من واجبنا ومن حق الأخ على أخيه لكن ليس من حقنا أن يحمل أحدنا أخاه على ما يراه ،أبدا. يجب ان نضرب مثلا إلى أهل بلدنا وإلى عموم المسلمين أن سماحة الإسلام تسعنا، فالإسلام يسع غير المسلمين ولو لم يكونوا من أهل الكتاب، الأولى أن نسع بعضنا نحن، وأن لا نسع بعضنا على مضض".

وختم: "أسأل الله تعالى أن يمن علينا بشهر مبارك كريم وأن يعيننا فيه على حسن الصيام وحسن القيام وان يعيننا فيه على حسن التآخي والتعامل والتواصل في ما بيننا.أناآمل أن نسع بعضنا وأن نتنافس في الخير فرمضان ميزان الإيمان والخير والبركات".