عام >عام
فلسطين تشكو ترامب.. والإحتلال الإسرائيلي يحاول تكريس"يهودية الدولة" متسلحاً بالجنوح الأميركي
فلسطين تشكو ترامب.. والإحتلال الإسرائيلي يحاول تكريس"يهودية الدولة" متسلحاً بالجنوح الأميركي ‎الخميس 17 05 2018 09:30
فلسطين تشكو ترامب.. والإحتلال الإسرائيلي يحاول تكريس"يهودية الدولة" متسلحاً بالجنوح الأميركي
فلسطينيون يضيئون الشموع ضد المجازر الإسرائيلية في غزة (أ.ف.ب.)

هيثم زعيتر

يُعبد الكيان الصهيوني الطريق نحو "يهودية إسرائيل" عبر إصدار القوانين العنصرية لتكريس الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الغاصب، كما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
ويحاول الكنيست الإسرائيلي تمرير "قانون القومية" العنصري، حيث رفضت اللجنة الإسرائيلية الموكلة بالدفع ما يسمى "يهودية إسرائيل" تأجيل اجتماعها، بناءً لطلب النواب في "القائمة العربية المشتركة" لتغييبهم التزاماً بالإضراب العام، الذي نفذ أمس في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ العام 1948، نصرة لغزة، وشجباً وإدانة لمجزرة الإحتلال الاثنين الماضي، واحياء للذكرى الـ70 لنكبة فلسطين بإحتلالها من العدو الإسرائيلي.
وفيما تتوالى ردود الفعل العالمية الشاجبة لنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، واعلانها عاصمة للكيان الإسرائيلي، تحاول سلطات الإحتلال تمرير ذلك عبر ارتكابها المجازر، وليس آخرها جنوبي قطاع غزة يوم الاثنين الماضي، ما أسفر عن سقوط 64 شهيداً وأكثر من 2750 جريحاً، بل تعمد إلى إلقاء "بالونات" حرارية في أكثر من مكان، للتغطية على تهويد المدينة المقدسة وضرب قضية اللاجئين.

في غضون ذلك، قررت القيادة الفلسطينية التقدم بشكوى قضائية ضد إدارة الرئيس ترامب، لخرقه القوانين الدولية بخطوة نقل السفارة الأميركية إلى القدس.
وأكد ذلك عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" اللواء اسماعيل جبر.
واستدعت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، أمس (الأربعاء) سفراء دولة فلسطين لدى كل من: رومانيا، التشيك، هنغاريا والنمسا، للتشاور معهم على إثر مشاركة سفراء هذه الدول في حفل الاستقبال الذي أقيم في وزارة الخارجية الإسرائيلية بمناسبة نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، واعلان القدس عاصمة موحدة للكيان الإسرائيلي.
واعتبرت الخارجية "أن هذه المشاركة مخالفة جسيمة للقانون الدولي ولقرارات الأمم المتحدة العديدة، التي تؤكد على أن مدينة القدس هي أرض محتلة منذ العام 1967، وتمنع الدول من نقل سفاراتها إليها".
وقالت: "يأتي هذا الاستدعاء للتشاور مع سفراء فلسطين لدى هذه الدول فيما يتعلق بمواقفها ومدى التزامها بمواقف الاتحاد الأوروبي، الذي نثمن عالياً التزام معظم دوله بالقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات العلاقة بالقضية الفلسطينية".
وتزامناً، وصل إلى رام الله، رئيس مكتب بعثة "منظمة التحرير الفلسطينية" في واشنطن السفير حسام زملط، بعدما كان الرئيس محمود عباس، قد قرر مساء أمس الأول استدعاءه.
ووصف المتحدث الرسمي باسم الحكومة الفلسطينية يوسف المحمود نقل غواتيمالا سفارتها من تل أبيب إلى القدس بـ"التسول والارتزاق السياسي المهين عبر العدوان على شعبنا وقضيتنا الفلسطينية".
وفي اطار ردود الفعل، أعرب بابا الفاتيكان فرنسيس، أمس (الأربعاء) عن "القلق الشديد لتصعيد التوتر في الأراضي المقدسة والشرق الأوسط وحيال دوامة العنف التي تبعدنا أكثر وأكثر عن طريق الحوار والمفاوضات".
وأضاف: "أعبر عن ألمي الشديد لسقوط قتلى وجرحى، وأنا أتضامن بصلواتي ومشاعري مع الذين يتألمون".
وجدد التأكيد على "أن اللجوء إلى العنف لم يؤد أبداً إلى السلام، فالحرب تجلب الحرب، والعنف يؤدي إلى العنف"، داعياً الجانبين والأسرة الدولية إلى العمل من أجل "الحوار والعدالة والسلام".
من جهتها، أدانت وزارة الخارجية الروسية "استخدام الجيش الإسرائيلي القوة العسكرية لمواجهة المدنيين المتظاهرين سلمياً ضد الخطوة الأميركية بنقل السفارة إلى القدس".
وأكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، خلال مؤتمر صحفي عقدته أمس (الأربعاء) "تمسك روسيا بموقفها الثابت من قضية القدس، والذي يتمثل بضرورة أن تصبح المدينة عاصمة للدولتين الفلسطينية والإسرائيلية، وأن تكون مفتوحة أمام أتباع الديانات السماوية الثلاث".
إلى ذلك، تواصلت التحركات الاحتجاجية في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ العام 1948، ادانة وشجباً لجرائم الإحتلال الإسرائيلي ضد المتظاهرين السلميين خلال مسيرات العودة الكبرى عند السياج الأمني الفاصل شرقي قطاع غزة المحاصر، وذلك بالتزامن مع الذكرى الـ70 لنكبة الشعب الفلسطيني.
وتظاهر المئات مساء أمس (الأربعاء) على شارع رقم 70، وتحديداً على مفرقي بلدتي كابول وطمرة، حيث رفعوا الأعلام الفلسطينية، ولافتات تندد بالمجزرة وتدعم حق العودة.
وقد أضاء فلسطينيون الشموع أثناء وقفة مسائية نفذوها في قطاع غزة، ناشدوا خلالها الأمم المتحدة وقف قتل المتظاهرين بغزة".
هذا، وقد قصفت مدفعية الإحتلال مساء أمس، موقعين للمقاومة الفلسطينية جنوب قطاع غزة رداً على تعرض قوة عسكرية لإطلاق نار دون وقوع اصابات.
وكانت قوات الإحتلال قد أطلقت النار وقنابل الغاز تجاه المتظاهرين المشاركين في مخيم العودة - شرقي بلدة خزاعة بخان يونس - جنوب قطاع غزة، وكذلك تجاه حفل تأبين شهداء "مليونية" العودة شرقي مدينة خان يونس.
ولَم يبلغ عن وقوع إصابات في صفوف المتظاهرين السلميين المتواجدين في مخيمات العودة حيث تتواصل الفعاليات داخل المخيمات الخمسة.
في غضون ذلك، اشتعلت الحرائق بأحراش مستوطنة "كفار عزة" - شرق جباليا بفعل بالونات حارقة، وأخرى شرق موقع "ناحل عوز" العسكري الإسرائيلي، وفي أحراش الإحتلال قرب موقع "الكاميرا" - شرق بلدة جحر الديك، جنوب شرق مدينة غزة جراء طائرة ورقية حارقة.

 

المصدر : اللواء