أمن وقضائيات >أمن وقضائيات
الأسير في جلسة الخلايا النائمة في العسكرية: منذ الصباح انتظر بسيارة مقيداً من دون طعام أو دواء وأنا مريض
الأسير في جلسة الخلايا النائمة في العسكرية: منذ الصباح انتظر بسيارة مقيداً من دون طعام أو دواء وأنا مريض ‎الخميس 30 08 2018 11:29
الأسير في جلسة الخلايا النائمة في العسكرية: منذ الصباح انتظر بسيارة مقيداً من دون طعام أو دواء وأنا مريض

جنوبيات

تابعت هيئة المحكمة العسكرية الدائمة المؤلفة من العميد الركن حسين عبد الله والمعاونين: المستشار المدني القاضي حسن شحرور والضباط الأربعة، وبحضور ممثّل مفوض الحكومة لدى المحكمة المحامي العام المساعد القاضي رولان شرتوني استجواب المتهمين في قضية تشكيل مجموعات إرهابية وخلايا نائمة باستثناء الشيخ أحمد محمّد هلال الأسير الحسيني، هدفها التخطيط لتنفيذ عمليات اغتيال وإرهاب ضد مؤسسات الدولة والشخصيات الدينية والسياسية وضد مؤسّسة الجيش اللبناني وتدريب أفراد توزعوا في عدّة مناطق من مدينة صيدا، بوابة الجنوب، وتخزين أسلحة واعتدة عسكرية لتحقيق ذلك. وتحريض الأسير للمتهمين على تنفيذ تلك الأعمال فاستجوبت الرئاسة كلاً من المتهمين المخلى سبيلهم الفلسطيني حسين غالب الجشي، والفلسطيني عصام رياض مجذوب، والفلسطيني محمّد امين القيّم، عمر جمال غياض، وهاني أحمد نجم، واستمعت إلى شهادة خالد مصطفى المحمد المعروف بخالد حبلص بناءً لطلب جهة الدفاع عن الأسير، الذي ختم الجلسة أمس بشكوى رفعها إلى رئيس المحكمة في القاعة، من طول الانتظار في سيّارة السوق من السابعة صباحاً حتى الليل من دون طعام، أو دواء، لا سيما انه مصاب بالسكري، والروماتيزم ويعاني من اوجاع في الظهر وحصى في الكلى، ومن عدم قدرته على إتمام واجباته الدينية بالصلاة، ما استدعى رئيس المحكمة إلى استيضاح ضابط السوق الذي اوضح ان الدورية التي احضرته إلى مقر المحكمة كانت بعيدة وان الموقوف الشيخ الأسير لم يطلب طعاماً.
بدأت جلسة الخلايا النائمة التي يحاكم فيها الشيخ أحمد الأسير ومن استجوبتهم الرئاسة أمس، إضافة إلى كل من محمّد زياد النقوزي، مصعب سعد الدين قدورة، الفلسطيني محمود سليم مشعل، عمر أحمد زكور، شادي بهاء رفاعي، والفلسطيني عبد الله محمّد بلباسي، بأن أُدخل الشيخ أحمد الأسير إلى قاعة المحكمة وأُجلس في مقعد خلفي وسط حراسة مشددة، وبدا عليه حال التعب والمرض، وأُدخل الموقوفون ومثل المخلى سبيلهم امام هيئة المحكمة، ثم انسحبوا ولازموا القاعة للاستماع إلى إفادات المتهمين. بدءاً من الفلسطيني حسين الجشي الذي قال انه ينتمي إلى حركة فتح وجمعية الاستجابة في صيدا وهو مسعف طبابي فيها، نافياً عنه مشاركته بأحداث عبرا ومؤكداً ان ما كتب في افادته الأوّلية هو من نسيج المخابرات وقد تعرض للتعذيب حتى اصيب بالسرطان وكان ممنوعا عليه قول كلمة «لا» ولم يضربه والده في حياته إنما هو تلقى الضرب ولا ينسى ضربه تحت الدرج وعدم النوم لأكثر من ساعتين وقد اصابه الانهيار العصبي وتناول أدوية مضادة للاعصاب. ونفى الجشي أي انتماء لمجموعة الأسير موضحاً ان راتبه 2000$ ولا يحتاج لفعل كل ما اتهم به. لكن الجشي أكّد حبه للسلاح واستمراره في تلقي العلاج ضد السرطان وانه يعرف فقط هاني نجم وان توجهه معروف وهو الانتماء إلى القضية الفلسطينية، وقد اوقف 28 شهراً وأخلي سبيله لتدهور حاله الصحي بمرض السرطان.
بدوره محمّد القيم نفى صحة الإفادة المعطاة منه امام المخابرات وقال انه أعطى كل المعلومات فقط لرفع التعذيب عنه. وهو لم يجتمع بأحد ويعرف محمود بظاظة من سرايا المقاومة ولم يُشارك في معارك عبرا لتنفيذ الاغتيالات.
اما الفلسطيني عصام مجذوب فقد نفى صحة ما أفاد به امام الضابطة العدلية - القوى الأمنية - التحقيق الابتدائي، لأنه لم يُشارك بمعركة عبرا ولم يذهب إلى سوريا إنما إلى الشريط الحدودي مع سوريا حيث لا سلاح ولا شيء. والاسير لم يجتمع به هناك وقد ذهب لتلقي التدريب على السلاح ضد اليهود وعندما علم ان المعركة مع الجيش بعد تلقي رسالة كلامية انسحب، وأوضح ان معتصم قدورة قصده إلى محله ولم يذكر له خلايا نائمة إنما العمل من أجل الدعوة. والخط الأميركي الذي اعطاه اياه معتصم لم يستخدمه إنما كسره، نافياً اجتماعه بعناصر مجموعة الأسير ومؤكداً ان الكلام دار من أجل الدعوة.
ونفى عمر جمال غياض ما اسند إليه من أعمال إرهابية مؤكداً انه كان يدرس في المنزل للجامعة وهو ممرض يحمل شهادات.
اما هاني أحمد نجم فقد أكّد على ما قاله عصام مجذوب بأن الفكرة كانت الدعوة وهو من الاجتماع الأوّل بدّل رأيه بشأن الانتماء إلى خلايا نائمة وقد احتمى بعين الحلوة منطقة التعمير وقد هدّد بالقتل بعدما أراد تسليم نفسه عن طريق أحد المشايخ من عين الحلوة.
ثم استمعت الرئاسة إلى افادة خالد المحمد المعروف بحبلص على سبيل المعلومات وقد أكّد بسؤال وكيل الأسير المحامي انطوان نعمة، انه لا يعلم شيئاً عن الخلايا النائمة ولم يتكلم لا هو ولا أي من المجموعة عنها وهو لا يعرف شاهين سليمان والشيخ الأسير عندما اجتمع به لم يكن معهما أشخاص لا يعرفهم وهو لا يدخل في خصوصيات الأسير ولم يتواصل معه هاتفياً ولم ير الأسير يحمل هاتفاً.
وطلب المحامي انطوان نعمة عرض المضبوطات بعد معاينتها من خبير وتحديد المواد الجرمية، وهنا استدعت الرئاسة المتهم نجم مرّة أخرى لتسأله عن التسجيل الصوتي الذي سمعه بوجود شخصين فقال انه سمعه قبل التحدث عن مسألة الخلايا النائمة، مشدداً ان التسجيل كان يدعو إلى نشر الدعوة.
وشدّدت الرئاسة للدفاع ان المحكمة سوف تُلبّي طلبات الدفاع فأجاب الوكيل نعمة ان هذا يتم في حدود تعيين المواد الجرمية ومعاينة المواد المضبوطة وعرضها لاتخاذ موقف وانه لا بدّ من خبرة بالمعلوماتية والتسجيلات وايضاً الخبرة في الشق العسكري والعتاد المضبوط، لافتاً إلى ضرورة ضبط القاعة التي يُسمع فيها استهزاء من إحدى المحاميات التي تظن نفسها ذكية فوق العادة مشددا انه لا بدّ من التعليل، وهو ما يتفرد به عن اسياد المرافعة وهو لها.
وهنا استوضح القاضي شرتوني ممثّل الحق العام، عن اختصاص الخبير الواجب تعيينه للمهمة في ما إذا كان اختصاصه متفجرات أو صوتيات!! فأجاب وكيل الدفاع نعمة انه لا بدّ من تعيين خبير للمتفجرات وآخر للمعلوماتية والتسجيلات.
ولفتت الرئاسة انه في حال عدم تسليف مبلغ 500 ألف ل.ل. لمن يتم تعيينه فإن المحكمة ستصرف النظر عن التعيين وارجأت الجلسة إلى الأوّل من نيسان 2019.
وبعد نحو ساعة ونصف تقدّم المتهم أحمد الأسير من هيئة المحكمة وخاطب الرئاسة بسؤال: لي منذ السابعة صباحا بالسيارة مقيدا من دون طعام أو دواء. فقاطعته الرئاسة لتجيب: أريد اراحتك قبل طرح السؤال. السجن في مقر المحكمة قيد الترميم ولا يُمكن مكوثك في النظارة مع الباقين ولا في قاعة المحكمة. طلبنا من المسؤول عن السوق ردّك إلى السجن، لكن الطلب لم يُستجب لأسباب تتعلق بالسوق ومسؤولياته. وأُعِلمنا بأن وضعك الصحي لا يسمح بالانتظار أكثر فأوقفنا متابعة محاكمة «الواو» وقربنا جلستك فأجاب الأسير ان هذا لا يكفي اعاني من السكري والروماتيزم واوجاع في الظهر والحصى في الكلى ولم آكل ولم اتناول الدواء من يتحمل المسؤولية؟
وهنا طلب رئيس المحكمة العميد الركن حسين عبد الله ضابط السوق الذي أفاد من غرفة المذاكرة ان الدورية كانت بعيدة وان الأسير لم يطلب طعاماً. فقال ا لاسير طلبت منه الصلاة فسأل المسؤول في الجيش ولم استطع الصلاة الا بالسيارة معاكساً القبلة (الشرق) فهل يتوافق هذا مع قانون المحكمة وحقوق الإنسان. المرة السابقة بقيت حتى الثامنة ليلا من دون طعام أو دواء لا سيما ان الطعام العادي لا يناسب وضعي الصحي.
وأوضحت الرئاسة للاسير ان المحكمة العسكرية تسعى إلى تحسين أوضاع السجناء من خلال الترميمات التي تجريها في المبنى والمرة المقبلة سوف يتأمن كل ما تحتاجه. ثم التفتت الرئاسة إلى وكيل الدفاع الثاني المحامي محمّد صبلوح الذي اثار مسألة حقوق الإنسان لتقول له أنت وكيل الأسير وتتقاضى اجرا وواجبك الاهتمام بوضعه. لا تترك الموضوع يأخذ مسارا ومنحى يُظن من خلاله ان هناك تقصيراً لجهة حقوق الإنسان، لا سيما ان المتهم الشيخ الأسير لم يطلب طعاماً. وهنا امتعض بعض المحامين بينهم المحامي هادي سعيد قائلا نحن ايضا لا نزال من دون طعام.
ولفت ممثّل الحق العام القاضي الشرتوني إلى ان المصاب بالسكري له طعامه الخاص والمفروض تأمينه والمحكمة لا تؤمن تلك الاحتياجات إنما على أصحاب العلاقة تأمينها.
وهنا صرخ المحامي سعيد منزعجاً: الساعة التاسعة ليلا اشفق علينا يا حضرة الرئيس نحن ايضا أهم من الاسير مع احترامنا له، لا سيما ان الرئاسة أمس بقيت في المذاكرة حتى الصباح فإن كانت الرئاسة لا تنام نحن لا نستطيع العمل ليلا نهاراً.

المصدر : اللواء