فلسطينيات >الفلسطينيون في لبنان
قاسم سعد: مابين الهلوكوست اليهودي والهلكوست الفلسطيني
قاسم سعد: مابين الهلوكوست اليهودي والهلكوست الفلسطيني ‎الخميس 6 09 2018 17:02
قاسم سعد: مابين الهلوكوست اليهودي والهلكوست الفلسطيني

قاسم سعد

لسنا هنا في معرض تبيان هل الهلوكوست اليهودي حقيقة ام خرافة تبعاً لما تم تناوله تاريخيا بحق اليهود كديانة في القرن العشرين )او حتى كعرق او مجموعة بشرية ما. بل اننا هنا نعرض الإتفاقات التي حصلت بين دولة ألمانيا من جهة والكيان الغاصب لفلسطين التاريخية ومنظمة التعويض اليهودي والتي مقراتها في كل من نيويورك وبرلين وفرانكفورت عام (١٩٥٢) وكيف ممكن ان تمثل هذه الإتفاقيات نموذجاً واداة للاجئين الفلسطينيين للحصول على حقوقهم او بعضها حيث ان الشعب الفلسطيني يمر بأخطر وادق مراحل تاريخه الوجودي .لذلك كان لا بد لنا من الإضاءة التاريخية بعجالة لتيسير الفهم لدى القارئ. لقد سعت الدولة الصهيونية منذ تأسيسها على إيجاد ممول وجيرت كل الأحداث التي حصلت لمجموع اليهود والتي لم تحصل كأساس في تشيد أركان تلك الدولة .فما كان منها الا ان سعت الى استثمار معاناة اليهود من قبل النازية الألمانية من اجل ذلك فوقعت اتفاقية اللوكسمبورغ (اتفاقية لوكسمبورغ أو اتفاقية دفع التعويضات الألمانية (بالألمانية: Deutsche Wiedergutmachungspolitik) هي اتفاقية بين دولة إسرائيل وجمهورية ألمانيا الاتحادية تم التوقيع عليها في سبتمبر 1952 والتزمت ألمانيا فيها بدفع تعويضات لليهود الناجين من الهولوكوست ولدولة إسرائيل باعتبارها الدولة التي ترث حقوق الضحايا اليهود والتي تعتني بتأهيل أغلبية الناجين اليهود).في إطار هذه الاتفاقية دفعت جمهورية ألمانيا الاتحادية لدولة إسرائيل ما يقدر بـ 3 مليارات مارك ألماني غربي في غضون 12 عاما ما بين عام 1953 و1965 ، كذلك التزمت حكومة ألمانية بدفع معاش شهري مدى الحياة لكل يهودي أينما كان، إذا أثبت تعرضه لمطاردة الحكم النازي في أوروبا منذ 1933 وحتى نهاية الحرب العالمية الثانية. في 10 سبتمبر 1952، بعد 6 أشهر من المفاوضات، اتفق الجانبان على سلسلة من البروتوكولات والاتفاقيات التي نصت على تشكيل جهازقانوني وإداري لدفع التعويضات. منظمة التعويض اليهودي: ولعبت منظمة التعويض اليهودي -المكونة من عدة منظمات يهودية والتي يقع مقرها الرئيسي بمدينة نيويورك ولها فروع في برلين وفرانكفورت- منذ توقيع اتفاقية لوكسمبورغ وقبلها دور المفاوض الرسمي للحكومة الألمانية حول تعويضات اليهود. ولا توجد إحصائيات رسمية حول قيمة محددة للتعويضات التي دفعتها ألمانيا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية حتى الآن لليهود أفرادا أو مؤسسات، إلا أن الحكومة الألمانية ذكرت في بيان مقتضب صدر في يونيو/ حزيران 2010 أن هذه التعويضات ناهزت 63 مليار يورو.(المصدر الجزيرة) وقد سارت فرنسا نوعا ما على خطى ألمانيا وقامت بدفع ٦٠مليون دولار (تبلغ قيمة هذه التعويضات 60 مليون دولار ستدفعها فرنسا لأولئك الأمريكيين كتعويض لضحايا الهولوكوست الذي تم نقلهم بواسطة شركة السكك الحديدية الوطنية الفرنسية إلى ألمانيا بين عامي 1942 – 1944م. وستقوم كل من فرنسا والولايات المتحدة بتوقيع الاتفاقية خلال أيام. وقس على ذلك العديد من الدول الأوروبية قامت وتعمل على دفع التعويضات لضحايا الهولوكست وما زالت منظمة التعويض اليهودي تبحث في التاريخ وتجترح المعجزات لإيجاد من هم يستطيعون ان يحصلوا على تعويضات وهي سياسة استنزاف وابتزاز تقوم فيه الدولة الصهيونية . كما ان دولة الكيان تخطط وتطرح من حين لآخر عن عزمها مطالبة الدول العربية بتعويضات لليهود العرب الذين كانوا مقيمين فيها . كل ذلك يحصل في ظل استمرار انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني المقتلع من ارضه والذي تعرض لشتى انواع الاذلال والمهانة منذ عام ١٩٤٨. والفلسطينيون شعبا وقيادة منذ النكبة الاولى وحتى الان لم يبنوا استراتيجيات بديلة غير تلك التي اسست لها او قامت ببنائها الامم المتحدة ومنظومة الدول العربية (وكالة الغوث الدولية وثانيا منظمة التحرير الفلسطينية. - الاولى كإطار اممي لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ضمن تعريف للاجئ( فإن اللاجئين الفلسطينيين هم أولئك الأشخاص الذين كانوا يقيمون في فلسطين خلال الفترة ما بين حزيران 1946 وحتى أيار 1948، والذين فقدوا بيوتهم ومورد رزقهم نتيجة حرب 1948.تعد الخدمات التي تقدمها الأونروا متاحة لكافة أولئك اللاجئين الذين يقيمون في مناطق عملياتها والذين ينطبق عليهم هذا التعريف والذين هم مسجلون لدى الوكالة وبحاجة إلى المساعدة. كما أن ذرية أولئك اللاجئين الفلسطينيين الأصليين يستحقون أن يتم تسجيلهم في سجلات الوكالة. وعندما بدأت الوكالة عملها في عام 1950، كانت تعمل على الاستجابة لاحتياجات ما يقارب من 750,000 لاجئ فلسطيني. واليوم، فإن ما يقارب من 5 مليون لاجئ فلسطيني يستحقون التمتع بخدمات الأونروا.)المصدر الأنروا . - والثانية كإطار نضالي من اجل تحرير و استرجاع وتحرير فلسطين التاريخية . ونركز هنا في هذه المقالة على الاستراتيجيات البديلة والتي على الفلسطينيين ان يعملوا على صياغتها بمعزل عن اي تأثيرات داخلية او خارجية ،دولية او عربية وان تكون مصلحة اللاجئ الفلسطيني هي القاعدة التي تبني على الشئ مقتضاه. عوامل سهلت اتخاذ القرار الأميركي: بالعودة الى الإطار الاول والمتمثل بوكالة الغوث (الأنروا)،فإن قرار الادارة الاميركية والرئيس ترامب بوقف الحصة التمويلية الاميركية بشكل شامل فهو قرار سياسي وسيادي أميركي بإمتياز . ولَم يكن هذا القرار ليتخذ وينفذ لولا عوامل شتى نذكر أهمها: - غياب استراتيجيات عربية واضحة للوقوف في وجه الموقف الأميركي . - الإنقسام العربي وموت سريري لجامعة الدول العربية - ضعف السلطة الوطنية الفلسطينية وترويض منظمة التحرير الفلسطينية . - افشال (وتعمد ذلك ) سياسة الإصلاح داخل (الأنروا). - استخدام أدوات غير مجدية في عملية الترويج والتسويق لتمويل السياسات التي تخدم مجموع اللاجئينإن كان من قبل الأنروا او منظمة التحرير . - وقوف الدول المضيفة موقف المتفرج على اساس ان المعني الأساسي هي الأنروا.خطاب الكراهية ضد الفلسطيني الذي تم بثه خلال ما سمي الربيع العربي من اتهام للفلسطيني بأنه سبب رئيسي في محاولة قلب الأنظمة وتغييرها ،وفي تدمير عدد من الدول العربية اضافة الى ان أنظمة اخرى استعملت العنصر الفلسطيني كشماعة لتقصيرها في التنمية الداخلية لشعوبها (حيث نسبت بعض الأنظمة التأخر التنموي بسب دعمها المادي والمعنوي القضية الفلسطينية. - ونتج عن ذلك خروج منظرين ورجال دين عرب /مسلمين ينكرون وجود كيان وشعب فلسطين . - استغلال دراسات مجتزئة مثل الدراسة التي نظمتها لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني على أهميتها ولَم تستتبع بدراسات اخرى تبين وتفصل إعداد الفلسطينيين في لبنان والمسجلين رسميا(في لبنان والموجودين خارج البلاد) لدى دوائر الأمن العام اللبناني ووزارة الداخلية مما أدى الى استخدامها ضد الوكالة . - الانقسام الفلسطيني وما نتج عنه من وجود سلطتين (فتح وحماس)أدى الى تشتيت التركيز وعدم استجماع أدوات القوة المعنوية والمادية الفلسطينية لصالح اللجؤ الفلسطيني . - خلق بؤر توتر بمسميات مختلفة داخل مجتمع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ،ساعد الكيان الصهيوني والإدارة الاميركية على استخدامه ضد الفلسطينيين (تدمير ،إعمار ،تدمير )سياسة دمر وعمر ثم دمر ....الخ - عقد مؤتمرات وأنشطة عنوانها مساندة وحقوق اللاجئين ليست ذو جدوى وبمسميات مختلفة ،في لبنان وخارج لبنان صرفت عليها الاف الدولارات فقط للاستحواذ والنكاية بالاخر الفلسطيني . - بمعزل عن ذلك نستطيع القول ان فقدان عنصر الجهوزية والتحضير لما هو قادم أوقع اللاجئين الفلسطينيين في مأزق ما زالو في بدايته على طريق إنهاء حق العودة والتعويضات والوجود الكلي للقضية . استراتيجيات مقترحة: - كان من الاجدى ان يكون هناك تكتلاً فلسطينيا يحوي كل القدرات وليس المحسوبيات بحيث تعمل هذه الطاقات (الحقوقية،الأكاديمية ،الاقتصادية،التنموية )على وضع استراتيجيات وبرامج دقيقة التوجه لمواجهة القادم والذي الكل كان يعلم به . - ان مقاومة عدوك بنفس سلاحه هو احد الاستراتيجيات للمجابهة والرد على إلغاء حق العودة والتعويضات وقرارا الأمم المتحدة الخاصة باللاجئين . فدراسة الاستراتيجيات وطرق التفكير لدى الكيان الصهيوني يمنحنا الكثير من أدوات المجابهة والتقليل من الخسائر . - من هنا علينا القيام بحصر كل الممتلكات المادية والتعويضات النفسية منذ عام النكبة ١٩٤٨ وحتى يومنا ٢٠١٨ هذا ومطالبة الحكومة البريطانيةالتي سلمت الارض وما عليها وما تحتويه من ثروات باطنية ومن دعم قيام الكيان الصهيوني واعترف به بدفع كامل المستحقات المترتبة عليه .ويتوج ذلك بتأسيس هيئة تعويضات فلسطينية عن الممتلكات وعن الارض وما تحتويها من ثروات . - ان الهلوكوست اليهودي استمر لأعوام لا تتعدى الخمس سنوات ولكن الهلوكوست الفلسطين مازال مستمراً ما يربو على ٧٠ سنة وبحسبة بسيطة فقد استفادت اسرائيل بمليارات الدولارات على الأعوام الخمسة وأخذت منظمة التعويضات اليهودية على عاتقها البحث عن جذور كل يهودي تعرض بطريقة او بأخرى للهولكوست من اجل الاستفادة المادية والمعنوية. - على منظمة التحرير الفلسطينية والقوى غير المنضوية في إطار المنظمة ان تحول ما يحصل الان الى نقاط قوة تعمل من خلالها على تأطير كافة اطياف الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج عبر جبهة نضالية واحدة هدفها الأساسي تنمية الانسان الفلسطيني والتركيز على منظومة تعليميةاقتصادية اجتماعية جديدة عنوانها الانسان الفلسطيني ووجوده - إن تحويل السفارات الفلسطينية وأماكن العمل والشركات الى خلية عمل للترويج لانسنة الانسان الفلسطيني ورفع المظلومية عنه وشرح الأسباب السياسية التي دفعت بالإدارة الاميركية ومن يدور في فلكها من دول داعمة اجنبية او عربية سيبين حقيقة هذا الانسان الذي ظلم على مدى سبعون عاماً ونيف وذلك عبر لوبي فلسطيني من الشرق الى الغرب ومن الشمال الى الجنوب. - ان تعمل تلك اللوبيات على شن أوسع مواجهة إعلامية تبين الحقائق وزيف الادعاءات الاميركية الإسرائيلية بحق الانسان اللاجئ ووكالة الأنروا . - وعليه فإن الفلسطينيون مطالبون أيضاً وبقوة بعدم ترك ساحة المطالبة بدعم الأنروا للمفوض العام (فأهل مكة ادرى بشعابها )وعليهم مساندته بكل الوسائل والأدوات خاصة الخارجية منها كالسفارات والأكاديميين والحقوقيين من أصول فلسطينية والمنتشرين في ارجاء المعمورة وإقامة المناظرات وبث الأفلام الوثائقية التي تعري زيف ما تبثه الدعاية الإسرائيلية وتلك الاميركية الموالية لها . إن اهم النتائج التي ستنجم عن تفكيك وكالة الانروا هو خلق جيل ناقم وغير مبال بأي من القيم الاجتماعية والأخلاقية وسيكون في فترة ما عرضة للاستغلال والاستعمال السياسي والعسكري والذي لا يمت بصلة لصالح القضية الفلسطينية والدول المضيفة والمجتمع الدولي . فتحت عنوان لم يعد لدي ما اخسره تكون سياسة العقاب الأميركي عملت على استجلاب كل الذاكرة السيئة منذ النكبةعند اللاجئ ،فيسهل حينها ادلجته واستغلاله من قوى لها ارتباطات مشبوهه. اما دول اللجؤ والتي كانت تحركاتها خجولة وسارت عَل درب قوم موسى (اذهب انت وربك فقاتلاانا هاهنا قاعدون)عليها ان تقرن خطاب لا للتوطين بنعم لان يعيش اللاجئ بكرامة حيث تتبنى حزمة من الحقوق الآدمية تساعد اللاجئ ان يشعر انه ليس وحيداً وتفوت فرض التوطين ضمن صفقات ومشاريع تنفذ لاعادة رسم شرق اوسط جديد. إن سياسة تلقي الصدمات لم تعد مجدية بل اصبحت قاتلة وستؤدي حتما الى نتيجة واحدة تتمثل بتوطين اللاجئين في اماكن تواجدهم واقامة كونفدرالية مع المملكة الاردنية وسيطرة امنيه مصريه على قطاع غزة خلاصة القول يترتب على الفلسطينيين ان يتبعوا ويستنبطوا استراتيجيات جديدة في مجابهة تجدد طرح مخططات لانهاء القضية الفلسطينية وانقاذ ما يمكن إنقاذه واستبدال اليات الاحتجاج المتمثلة بحرق الاعلام والاعتصامات وإصدار البيانات التي لم تعد مجدية والبعد عن الأنانية والحزبية والفردية الضيقة لإن ذلك يدل على سياسة عجز ورفع عتب, بل عليهم الانتقال الى مرحلة جديدة اقلها الانسحاب من كل التفاهمات والاتفاقيات على مدى العشرون عاما الماضية ، وعلى الانروا ان تعمل من اجل ايجاد شراكة مجتمعية مع مجموع اللاجئين في لبنان بحيث يشارك المجتمع في سياسات واستراتيجيات وكالة الغوث والشراكة ، عليها ان تكون تبادليه اساسها مصلحةاللاجئ الفضلى . اما الدول المضيفة فعليها ان تنفض غبار التعاطي الامني عن ملف اللاجئ واستبداله باستراتيجيات مؤنسنه لديه حقوق وعليه واجبات تحت سقف القانون .