عام >عام
لبنان في «بيت المملكة» وعسيري لتوحيد الإرادة السياسية وانتخاب رئيس
لبنان في «بيت المملكة» وعسيري لتوحيد الإرادة السياسية وانتخاب رئيس ‎السبت 21 05 2016 10:18
لبنان في «بيت المملكة» وعسيري لتوحيد الإرادة السياسية وانتخاب رئيس
المائدة الرئيسية من اليمين: الوزير مقبل، الرئيسان الحريري وميقاتي، النائب عون، الوزير خليل، الرئيسان الجميل وسلام، السفير عسيري،

جنوبيات

الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظتي الجنوب والنبطية، ويتوجه إلى صناديق الاقتراع نحو 852 ألف ناخب لاختيار 3318 عضواً في 263 بلدية و702 مختاراً،، وفي جزّين ينتخب أبناء القضاء نائباً عن المقعد الذي شغر بوفاة النائب الراحل ميشال الحلو (29 حزيران 2014)
اكتملت الصورة التحالفية واللوائحية والإجراءات اللوجستية والإدارية في الجنوب بمحافظتيه، في وقت كان فيه لبنان الرسمي لا يكتفي بإبلاغ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عبر ممثلته في بيروت السيدة سيغريد كاغ رفضه لما ورد في تقريره حول قضية النازحين السوريين ورؤيته في ما خصّ إعادة توطينهم في البلدان حيث هم، بل طالب بإيضاحات تصدر رسمياً عن بان شخصياً.
وبعد أن تسلّمت كاغ رسالة من وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل إلى بان كي مون، قالت للصحافيين أن «الحل الوحيد عودة النازحين السوريين السريعة إلى بلدهم سوريا».
وعلمت «اللواء» أن لبنان لن يكتفي بإيضاحات دولية، تشرح أو تفسّر تصريحات بان، ولا الظروف التي أملت إعداد التقرير الأممي ، بل هو سيبعث بكتاب خطّي إلى الأمم المتحدة يتضمن الرفض اللبناني القاطع لمحتويات التقرير في ما خصّ تجنيس السوريين وتوطينهم في أماكن إقامتهم.
وقال وزير الاقتصاد والتجارة آلان حكيم لـ«اللواء» أن مجلس الوزراء خرج بموقف موحّد رافض للتوطين، وأن الرئيس تمام سلام سيتابع هذا الموضوع في مؤتمر اسطنبول.
واتفق القائم بأعمال السفارة الأميركية في بيروت مع توجه السفيرة كاغ بأن الحل الأفضل للاجئين العودة إلى بلادهم بمجرد أن تسمح الظروف، داعياً لتوطينهم في أماكن أخرى غير لبنان إذا استحالت إعادتهم إلى سوريا!
وكشفت مصادر رسمية لـ«اللواء» أن سقف الموقف اللبناني غير قابل للتعديل تحت أي ظرف، وأن الدبلوماسية اللبنانية ستكثّف الاتصالات مع دول القرار للحؤول دون أية إجراءات تحمّل لبنان فوق طاقته وتهدّد استقراره العام، سواء لجهة التعداد السكاني أو الأعباء الخدماتية، فضلاً عن رفض إعطاء فرص عمل يمكن للبنانيين القيام بها، وذلك قبل 19 أيلول موعد الاجتماع الأممي الذي سيبحث تقرير بان.
لبنان في «بيت المملكة»
وفي خضمّ حالات الترقّب والإنتظار تلقى لبنان الرسمي والسياسي والروحي وبكل مكوّناته جرعة دعم قوية من المملكة العربية السعودية عبّر عنها سفير المملكة في لبنان الدكتور علي عواض عسيري وذلك خلال العشاء الذي أقامه في دار السكن في اليرزة مساء أمس، عندما أكد أن الأشقاء العرب وفي طليعتهم أبناء المملكة العربية السعودية يتطلعون إلى اللحظة التي يتم فيها التوصّل إلى الحلول السياسية التي تريح الوضع العام في لبنان، محدداً أن يُشكّل اللقاء الذي جمع قيادات لبنان الرسمية والسياسية والروحية والأمنية فاتحة الحلول وأن تتخذ الحكومة اللبنانية مزيداً من الخطوات السياسية والأمنية التي تطمئن السيّاح العرب والأجانب وتؤكد أن السلطات اللبنانية لا تألو جهدا في اتخاذ كافة الاجراءات التي تشجع كل محبي لبنان على المجيء اليه الأمر الذي سينشط الدورة الاقتصادية ويعود بالنفع على قطاع الخدمات والوضع المالي العام، وقبل كل ذلك وبعده سيبقي لبنان في دائرة التواصل الطبيعي مع اشقائه العرب الذي تسعى بعض الجهات جاهدة الى بتره والى تشويه تاريخ العلاقات اللبنانية العربية وتغيير وجه لبنان وهويته وانتمائه.
وقال: بصراحة ان بعض الاصوات التي تستعمل اساليب التجييش وارتفاع النبرة لا تخدم مصلحة لبنان ولا تريدها اصلا وجل ما فعلته انها استجلبت الانعكاسات السلبية على الاقتصاد وعلى الوضع اللبناني عموما بعدما ربطت نفسها بشؤون اقليمية ومحاور لا تقيم اعتبارا الا لمصالحها الخاصة، فيما مصلحة الوطن تتطلب خلال هذه المرحلة ابعاده عن كافة الملفات والتجاذبات الاقليمية وعدم ربط مصيره بمصير أي طرف، وانما الانصراف الى معالجة قضاياه الداخلية واستنباط الحلول المفيدة بمعزل عما سيؤول اليه وضع نظام هنا او نظام هناك.
إن المملكة العربية السعودية بكافة قياداتها كانت وستبقى الداعم الاساسي للوفاق الوطني والاستقرار السياسي والامني في لبنان ولصيغة العيش المشترك الاسلامي المسيحي وغير صحيح ما يشاع انها تخلت عن لبنان، فهذه ربما امنية البعض التي لن تتحقق، لأن العلاقات السعودية اللبنانية متجذرة في التاريخ وفي البعد الانساني الذي يجمع الدول والشعوب.الا ان المطلوب من لبنان في المقابل ان يبقى امينا لتاريخه، منسجما مع ذاته ومع محيطه ليتصدى لكل ما قد يواجهه من مخططات ومشاريع نعرف سلفا انها لن تحقق ما تتوخاه لأن الشعب اللبناني بكل طوائفه يعرف تماما ماذا يريد واين تتحقق مصلحة بلاده.
وأكد السفير عسيري ان «شغور رئاسة الجمهورية يوشك على دخول عامه الثالث وكلما طال تقترب الدولة والمؤسسات من حافة الهاوية، فمن موقعي الأخوي ومن هذا البيت السعودي الذي يجمع الاشقاء اللبنانيين من كافة الأطياف السياسية والدينية انطلاقا مما تكنه المملكة لهذا البلد الطيب من محبة وخير اناشدكم ان توجدوا الارادة السياسية والحلول التوافقية لهذا الملف بحيث يحل عيد الفطر المبارك ويكون للبنان رئيس عتيد يقود السفينة الى ميناء الطمأنينة والازدهار ويحقق آمال وتطلعات كافة اللبنانيين. هذا ما ينتظره مواطنوكم منكم وكل محب للبنان».
وخاطب المجتمعين قائلاً: «صدقوني ان هذه الافكار تعتمل في داخلي كأي واحد منكم. واعرف ان في داخل كل منكم كما كبيرا من الحس الوطني والمسؤولية الاخلاقية والحرص اللامتناهي على مصلحة لبنان. فلهذه المشاعر اتوجه واوجه نداء صادقا ان يقوم كل واحد منكم بخطوة نحو الآخر دون انتظار من سيكون البادىء، داعياً القيادات ان تبادر الى حوار يختلف عن كل الحوارات السابقة عنوانه «انقاذ لبنان» لأن الوقت يمر والاخطار تزداد، والحرائق لا تزال تندلع وتتمدد، ولبنان لم يعد قادرا على الاحتمال، لا بل يتطلع الى همتكم وقراراتكم الشجاعة بعدما عانى ولا يزال من ضرر سياسي واقتصادي كبير بسبب شغور موقع رئاسة الجمهورية وغياب «حامي الدستور» الذي يعتبر انتخابه المدخل الأساسي الى كافة الحلول والى مرحلة جديدة تستكمل فيها الخطوات الدستورية لينتظم عمل المؤسسات وتستعيد الدولة قدراتها والحياة السياسية حيويتها من اجل خدمة الوطن والمواطن».
وكان عسيري استهل كلمته بالقول: «بعبق الغبطة ومشاعر الفرح والسرور، أرحب بكم في بيت المملكة العربية السعودية في هذه الامسية التي انرتموها بحضوركم الكريم ودونتم تاريخها في سجل العلاقات الاخوية التي تجمع بلدينا العزيزين بأرقام من المحبة لا تحصى، وبتوقيع من خمسة احرف عزيزة، لبنان، الذي يتجسد من خلالكم من شماله الى جنوبه الى جبله وبقاعه وبيروته، بكل طوائفه ومذاهبه كما نعرفه وكما نتمنى ان يكون ويبقى، وطن واحد، عائلة واحدة، هوية واحدة وهدف واحد.
هذا هو لبنان الذي تعرفه المملكة العربية السعودية والتي حرص قادتها وصولا الى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله على التمسك به وبقيمه وتاريخه ورسالته العربية والدولية، ولم يوفروا فرصة الا ودعوا خلالها الاشقاء اللبنانيين الى الوحدة والحوار والمصالحة والحفاظ على العيش المشترك واللقاء الاخوي كما يحصل اليوم لأن الوفاء وارادة الخير للأشقاء هو طبع المملكة ومواقفها التي اتخذتها في مختلف المراحل، قبل اتفاق الطائف وبعده على الصعد السياسية والاقتصادية المختلفة اكدت انها في طليعة الداعمين للبنان وشعبه وان لا هدف لها سوى مصلحة هذا البلد وتقدمه وأمنه واستقراره.
اضاف: في رحاب هذا المسار الاخوي وانطلاقا من حرص خادم الحرمين الشريفين الدائم على لبنان بادرت الى هذه الدعوة مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك، كمواطن عربي محب للبنان عاش معكم وبينكم وأحب ان نلتقي كأسرة واحدة يتعالى ابناؤها عن التناقضات السياسية والمصالح الضيقة الى ما هو اسمى لهدم الجدران الفاصلة وشبك السواعد والسير بالوطن الى مرحلة تشهد حلولا سياسية بدل العقد، وازدهارا اقتصاديا بدل المخاوف والارتباك، واستقرارا امنيا وثقة بلبنان بدل التوجس منه، وثباتا للشباب في ارضهم بدل التفكير بالهجرة والرحيل.
وخاطب السفير عسيري الحضور: لبنان يناديكم فلبوا النداء، لبنان يستحق بذل الجهود فلا توفروا جهدا في سبيله، لبنان امانة في اعناقكم فاحرصوا على الامانة، ابناؤكم يتطلعون الى قراراتكم وخطواتكم وعليها تتوقف قراراتهم وخطواتهم ومستقبلهم.
وختم: رجائي، كما رجاء كل محب للبنان، ان يشهد هذا المساء الحد الفاصل في القرارات. نعم للبنان الوحدة. نعم للبنان العيش المشترك. نعم للبنان المصالحة. نعم للبنان الرئيس الجديد. نعم للغد المشرق والسلام والاستقرار والازدهار، مع الأمل ان تكون الانتخابات البلدية التي تجري بكل رقي وديمقراطية فأل خير وخطوة في اتجاه اجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية».
وحضر مأدبة العشاء ممثّل رئيس المجلس النيابي نبيه برّي وزير المال علي حسن خليل، الرئيس تمام سلام، الرئيسان أمين الجميل وميشال سليمان، الرؤساء حسين الحسيني، نجيب ميقاتي، فؤاد السنيورة، وسعد الحريري، مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، ممثل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس بشارة الراعي المطران بولس مطر، السفير البابوي غابريللي كاتشا، رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب العماد ميشال عون، قائد الجيش العماد جان قهوجي، المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، المطران الياس عودة، رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، طوني سليمان فرنجية، إضافة إلى حشد من كبار الشخصيات السياسية والعسكرية والروحية وعدد السفراء العرب وبعض سفراء الدول الغربية ووزراء ونواب حاليين وسابقين ورؤساء أحزاب وشخصيات من مختلف القطاعات توزعوا على طاولات حملت اسماء المدن السعودية.

اما المعتذرون فهم النائب وليد جنبلاط (الموجود في الكويت)، المرشح الرئاسي النائب سليمان فرنجية الذي حضر نجله طوني برفقة الوزيرين ريمون عريجي ويوسف سعادة من تيّار المردة وكذلك اعتذر النائب بهية الحريري والوزير بطرس حرب والوزير السابق جان عبيد وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة (بسبب وعكة صحية).
بلديات الجنوب
على صعيد البلديات تتخذ المعركة في صيدا شكل معركة احجام بين القوى المتنافسة حيث أقامت لائحة انماء صيدا برئاسة رئيس البلدية الحالي محمّد السعودي مهرجاناً خطابياً حاشداً تحدث فيه كل من الرئيس فؤاد السنيورة والنائب الحريري ومسؤول الجماعة الإسلامية في الجنوب بسّام حمود طالبوا فيها الصيداويين بالاقتراع لمصلحة لائحة السعودي لإكمال مشوار الإنجازات التي بدأها من ست سنوات، في حين أقامت لائحة النّاس المدعومة من النائب السابق اسامة سعد مهرجاناً آخر داعية للاقتراع لمرشحيها مع الإشارة إلى ان عدد المقترعين فيها 606110 ناخباً.
وفي أقضية الجنوب الأخرى ذات الغالبية الشيعية فإن تحالف «أمل» و«حزب الله» جنب البلدات الكبرى معارك قاسية وإن سجل في بعضها حالات رفض كما حصل في حارة صيدا، بأن أعلن الرئيس الحالي للبلدية سميح الزين لائحة أكّد انها من صلب حركة «أمل» وهي ستكون في مواجهة اللائحة الأخرى التي شكّلتها الحركة بالتنسيق مع «حزب الله».
وإيذاء حالات الفتور والبرودة طالب الأمين العام لـ«حزب الله» في ذكرى أسبوع القيادي في الحزب مصطفى بدر الدين للمشاركة الكثيفة في الانتخابات البلدية بما في ذلك الجرحى للتصويت للوائح الانتخابية وعدم التشطيب انطلاقاً من ان هناك «حملة عشواء علينا والفريق الآخر يعتبر ان التصويت هو على الرؤية السياسية وعلى جمهورنا ان لا يعطي الأعداء مجالاً للتحليل».
وفي المناطق المسيحية، يبدو أنّ العائلات قد تخطّت دور الأحزاب، خاصة «القوّات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر» حيث تبرز معارك في العديد منها.
أما في المناطق ذات الغالبية الدرزية، خاصة في حاصبيا فإنّ هناك معارك حامية الوطيس، خاصة في ظل وجود «الحزب التقدّمي الاشتراكي»، «الحزب الديمقراطي اللبناني»، الحزب السوري القومي الاجتماعي» والعديد من القوى اليسارية. (راجع ص 5)
إعلان لائحة التوافق في طرابلس
في الفيحاء أعلنت لائحة «لطرابلس» برئاسة الدكتور عزام عويضة والتي ضمّت 23 مرشحاً  إليه (المجموع 24) وهي اللائحة الائتلافية المدعومة من الرئيسين الحريري وميقاتي والنائب محمد الصفدي والوزير السابق فيصل كرامي وهي تضم نخبة من الوجوه الشبابية من حملة الاختصاصات في كافة المجالات وتعهد عويضة بإعادة طرابلس عاصمة ثانية للبنان وأن يكون معرض طرابلس والمرفأ بوابة الشرقة.
بدوره، استغرب وزير العدل المستقيل اللواء اشرف ريفي تحالف «المستقبل» مع الرئيس ميقاتي معلناً انه لا يُحب تدوير الزوايا، وقال: «لن اشكل لائحة ولكن سأدعم تلك التي تؤسس شراكة بين المجتمع المدني وممثلين عن المناطق الشعبية».