عام >عام
أجواء انتخابية ديمقراطية وتنافسية بامتياز في قرى قضاء مرجعيون
أجواء انتخابية ديمقراطية وتنافسية بامتياز في قرى قضاء مرجعيون ‎الاثنين 23 05 2016 11:10
أجواء انتخابية ديمقراطية وتنافسية بامتياز في قرى قضاء مرجعيون

مرجعيون – جورج نهرا

شهدت قرى منطقة مرجعيون معارك انتخابية تنافسية وديمقراطية بامتياز، وتميز اليوم الانتخابي بالهدوء داخل وخارج مراكز الاقتراع، وسط إجراءات أمنية مشدّدة للقوى الأمنية والجيش اللبناني، ولم تسجل أي حالة غير طبيعية باستثناء بعض حالات الاعتراض بين مندوبي اللوائح عمل القوى المحلية على معالجتها بسرعة دون أي تأخير في عملية الاقتراع.
وما ميّز هذا الاستحقاق  في مرجعيون عن الدورات السابقة هو اختلاف الواقع الانتخابي لجهة تنافس الأحزاب والعائلات على مجالس البلدية بعدما كانت تفوز بغالبيتها ولا سيما في القرى الشيعية حيث تحالف حركة أمل وحزب الله، بالتزكية، ويمكن ان تبقى النتيجة بمعظمها لصالح التحالف على حساب المجتمع المدني والأحزاب اليسارية والعائلات، ولكن الملاحظ كان اصرار القوى السياسية والعائلية خوض المعارك وكسر حاجز الخوف ورفض المفاوضات ولا سيما في قرى الخيام والطيبة وكفركلا والعديسة وحولا وميس الجبل.
اما في القرى المسيحية فكان التنافس على اشده وشهدت البلدات معارك كسر عظم بامتياز وكانت نسبة الاقتراع عالية تخطت الخمسين بالمئة في بلدة القليعة وبرج الملوك وابل السقي، واخذت طابعا عائليا دون اي تأثير لدور الاحزاب السياسية المسيحية.
وعرفت بلدة القليعة بأم المعارك حيث تنافست لائحتان الاولى برئاسة حنا ظاهر ضد لائحة القليعة الغد برئاسة بسام الحاصباني ووصل عدد المقترعين لغاية الساعة السادسة 1650 ناخباً، وسجل اشكال بين المندوبين عملت القوى الامنية على معالجته، اما في برج الملوك فكان التنافس بين لائحتين مكتملتين وكان التنافس في صناديق الاقتراع وسادها جو من المحبة بين المنتافسين. وكذلك كان الوضع في بلدة ابل السقي.
اما في القرى الشيعية وخاصة في مدينة الخيام، فكان التنافس بين لائحة حزب الله وحركة امل واخرى غير مكتملة اطلق عليها اسم الخيام مدينتي وضمت العائلات مدعومة من القوى اليسارية، وقد ادلى وزير المالية علي حسن خليل بصوته في صناديق الاقتراع قرابة الساعة الحادية عشرة والنصف وعبّر عن ارتياحه للجو العام، معتبرا ان ممارسة الاهالي في الاقتراع حق مشروع وديمقراطي.
اما في بلدة الطيبة فكان التنافس بين لائحتين واحدة للحزب وللحركة واخرى للقوى والعائلات وكان التنافس ديمقراطية وخيّم الهدوء التام على اليوم الانتخابي.
وقال النائب فياض بعد ادلائه بصوته في بلدته الطيبة: «تأتي هذه الانتخابات في ظل سلسلة من المناسبات الشديدة الأهمية، أولاً هو 15 شعبان ذكرى ولادة الإمام المهديوهو على مقربة من ذكرى التحرير، وبالإضافة إلى ذلك يأتي بعد الحدث الكبير باستشهاد القائد الجهادي الكبير مصطفى بدر الدين، ولذلك فإن هذه الانتخابات تأتي في هذا السياق، ولا نريد أن نبالغ لأن خيارات الناس في هذه المنطقة واضحة على المستوى السياسي، وهم يؤيدون بثبات ورسوخ خيار المقاومة المدعوم من حركة أمل وحزب الله، وبالتالي فإن من الطبيعي أن يترجم هذا الأمر على مستوى اللوائح، وما نرجوه في هذه المناسبة هو أن يكون الإقبال كثيفاً، فربما يظن الكثير من أهلنا وهم محقون في ذلك بأن لوائح التنمية والوفاء المدعومة من حركة أمل وحزب الله هي فائزة في أغلب هذه البلدات، إن لم نقل في كاملها، وقد تحصل بعض الخروقات هنا وهناك، ولا تغيّر بالنتائج والمسار السياسي المترتب على هذه الانتخابات، ولكن وبالرغم من ذلك يجب عدم الاستهانة، فنحن ندعو الجميع إلى الإقبال الكثيف والمشاركة وإلى تحويل هذا اليوم إلى عرس ديمقراطي حقيقي، ونرحّب فيه بالتنوع وبأجواء المنافسة القائمة وغداً يوم آخر، لأنه منذ الغد مطلوب من البلديات التي تفوز أن تتعاطى على أنها بلديات القرى وليس الأحزاب، وأن تقدم خدماتها للجميع دون استثناء وسواسية على قدم المساواة».
وتابع: «نُشير إلى أنه ليست هناك من ضغوطات، فأنا من الأشخاص الذين تولوا الاتصال مع بعض الشخصيات المرشحة، وعندما تكون هناك لائحة مؤلفة من 18 عضواً ويكون هناك في المقابل 4 أعضاء أو عضوان كما هو الحال في بلدة ميس الجبل، فمن الطبيعي أن تكون هناك محاولات للوصول إلى التزكية التي تضم الآخرين ولا تدعوهم للانسحاب، والتي تسعى ما أمكن إلى أن يتشكل المجلس البلدي بما يأخذ بعين الاعتبار مختلف المكونات السياسية القائمة دون أن نصل إلى تهميشها بالعملية الانتخابية لأن النتائج واضحة بأن لوائح حركة أمل وحزب الله ستربح، وعندما نقوم بالتزكية ستأتي لوائح أمل وحزب الله، ومن ناحية أخرى فإن القوى الأخرى إن كانت مستقلة أو يسارية أو ما إلى ذلك، وأنا ممن يفضل أن يضم كل مجلس بلدي الجميع دون استثناء من المكونات السياسية». وأضاف: «نحن شجعنا من حيث السياسات العامة إلى إدخال السيدات إلى المجالس البلدية، وهناك سيدة على لائحة التنمية والوفاء في بلدة الطيبة على سبيل المثال، ونحن وحركة أمل نتكامل في ذلك، ففي بلدة الخيام أيضاً هناك سيدات.  ليس صحيحاً ما يشاع حول أنّ لدينا موقفا مسبقا من أحد في تشكيل اللوائح، بل على العكس فقد اعتمدنا من حيث السياسات العامة التي حكمت الموقف البلدي الانتخابي، أن نسعى ما أمكن بأن لا تكون التشكيلة حزبية، بل أن تضم مرشحين مستقلين، والأمر الآخر أننا شجعنا أن يكون هناك نساء ممن تتيح لهن أوضاعهن الاجتماعية الإسهام بهذه التجربة. نحن نوافق على أن الأساس في الانتخابات البلدية هو الطابع الإنمائي، ولكن أحياناً ونتيجة للكيفية والوضعية التي يتعاطى بها الآخرون مع الانتخابات تأخذ طابعاً سياسياً، فعندما يسعى كثيرون إلى تأويل الأرقام والنتائج قراءة سياسية لدراسة الأوضاع، ونتيجة للظروف التي تحيط بالأوضاع العامة،فهو بذلك يضفي على الانتخابات طابعاً سياسياً، ولكن نحن نعتبر أن الأصل هو أن الانتخابات البلدية لها طابع إنمائي تأخذ طابعاً سياسياً في البلدات الكبرى والمدن حيث يكون هناك اصطفاف سياسي يحكم هذا الأمر، ولكن هنا في الجنوب فإن بما نسبته 95 بالمئة من الانتخابات لا تقوم على أساس اصطفافات سياسية، وإنما على أساس اصطفافات محلية صرف، وها نحن نحاول أن نخفف قدر الإمكان من الطابع العائلي، ومن يقول بأنه يجب أن نوغل بالمعيار العائلي، نقول أن هذا غير صحيح، بلهو معيار من الارتداد في التطور المدني، ولكن كلما تقدمنا في اعتماد المعيار الحزبي أو الاجتماعي أو السياسي فإننا نكون نعمل بطريقة صحيحة».
وختم: «هذه معركة ديمقراطية ومن حقنا أن نخوضها بالشروط الديمقراطية ونخوض فيها حتى النهاية، من حقنا الطبيعي أن تكسب هذه اللائحة بالكامل، وندعو المحازبين والمناصرين إلى الالتزام بهذه اللائحة كاملة دون أي تشطيب، وفي حال حصول خرق فأهلاً وسهلاً، والأمر ليس مدعاة لأي عداوة أو كراهية بل على العكس من ذلك، فكلما كان الحراك الاجتماعي أكثر تعدّدية في السياق الوطني بالأمر الذي يجمعنا معهم فهذا الأمر لا يستفزنا على الإطلاق، ففي الخيام والطيبة وحولا وكل هذه البلدات حيث هناك من يواجه لوائح حركة أمل وحزب الله، هم أيضاً حلفاء بخيار المقاومة ولا داعي لتأويل الأمور غير ذلك،لأن هذا هو حق بلدي إنمائي، حيث للجميع الخيار الكامل في أن يسهموا في الإدارة الإنمائية لهذه القرى والبلدات، وهذا لا نقاش فيه،تماماً كما لا نقاش في التنافس الديمقراطي».
وفي بلدة حولا كان التنافس قويا وبين ثلاث لوائح واحدة مكتملة للتحالف واخرى للقوى اليسارية والشيوعية والعائلات وثالثة غير مكتملة للعائلات.
اما في بلدة ميس الجبل فكان التنافس بين لائحة للتحالف وسبعة مرشحين، وكذلك الامر في بلدة كفركلا بين لائحة وعدد من المرشحين.