لبنانيات >أخبار لبنانية
تيار الفجر في ذكرى الشهداء جمال الحبال ومحمود زهرة ومحمد علي الشريف: لاستنقاذ الساحة اللبنانية من خيار التخلي عن المقاومة
تيار الفجر في ذكرى الشهداء جمال الحبال ومحمود زهرة ومحمد علي الشريف: لاستنقاذ الساحة اللبنانية من خيار التخلي عن المقاومة ‎الأربعاء 26 12 2018 13:39
تيار الفجر في ذكرى الشهداء جمال الحبال ومحمود زهرة ومحمد علي الشريف: لاستنقاذ الساحة اللبنانية من خيار التخلي عن المقاومة

جنوبيات

ما زال  السابع والعشرين من كانون الأول لعام ١٩٨٣ تاريخا متألقا عند أهل المقاومة في لبنان ، حيث تم تسطير ملحمة جهادية مباركة على أرض مدينة صيدا بدماء شهداء قوات الفجر ، الشهيد القائد جمال الحبال و أخويه الشهيدين محمود زهرة ومحمد علي الشريف وقد خيضت خلالها مواجهة مقدسة تكبد فيها جيش الاحتلال الصهيوني خسائر فادحة كان من بينها إقراره بمقتل نقيب من قوات النخبة التي كانت تعيث فسادا في أرضنا التي كانت رازحة تحت الاحتلال . وقد تضاعفت أهمية تلك المواجهة العسكرية عندما تحولت الى مواجهة سياسية شعبية وقفت فيها فعاليات عاصمة الجنوب الى جانب أبنائها المقاومين 
ضد الاحتلال الغاشم وذلك انطلاقا من منزل سماحة مفتي صيدا والجنوب آنذاك الشيخ محمد سليم جلال الدين ومن مسجد الزعتري الذي تحول الى قاعدة من قواعد المواجهة الشعبية ضد الاحتلال الصهيوني . وقد شكلت تلك الوقفة مفصلا هاما في تاريخ المقاومة اللبنانية التي تمكنت من دحر المحتل في ربيع عام ١٩٨٥ الى الشريط الحدودي . قبل أن تستكمل هذه المقاومة مسارها الطويل وصولا الى التحرير الأكبر في أيار من عام ٢٠٠٠ حين استمر الصهاينة في احتلال مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وبلدة الغجر .

       وسيبقى من أوجب الواجبات السياسية في وطننا أن نلوذ دائما بهذا التاريخ الناصع الذي صنعه مقاومون أبطال دونوا بدمائهم وجهدهم وعرقهم صفحات مشرقة من تاريخنا المعاصر .خصوصا في مواجهة دعاة الهزيمة والاستسلام المنتشرين في زوايا التخلف الطائفي اللبناني والمتكاملين في مواقفهم مع أرباب الهزيمة العربية الرسمية المتناثرين على عروش الممالك العربية المصنوعة على عين الاستعمار والاستكبار الغربي المتغطرس .
       إن شهداء هذه الذكرى المتلاحمين مع شهداء كافة فصائل المقاومة الاسلامية والوطنية ، كان لهم شرف السبق في إرساء دعائم مقاومة استمرت وكبرت وتعملقت وتفاعلت بعمق وجدية مع ساحة فلسطين التي تمثل القضية الأم في ميدان الصراع مع الصهيونية والنفوذ الاستعماري الأجنبي . 
       إننا في هذه الذكرى المجيدة ما زلنا نصر على استنقاذ ساحتنا اللبنانية من براثن الدعوات الضالة التي  تسعى الى العودة بوطننا الى معسكر الهزيمة أمام الصهاينة والولاء للسياسات الاستعمارية والاستكبارية الطامعة بثروات شعوبنا وحقوق أوطاننا وذلك من خلال التراجع والتخلي عن خيار المقاومة لمصلحة الخنوع والخضوع والعودة الى مقولة قوة لبنان في ضعفه . كما نؤكد دوما على التلاحم مع شعب فلسطين وقواه المجاهدة التي تخوض المواجهة تلو المواجهة مع العدو الصهيوني العنصري  ، المتحالف مع الولايات المتحدة الأميركية التي تجسد سياسية الشر والتوحش في عالمنا المعاصر . والتي نجدد الدعوة في مواجهتها الى قيام مقاومة عربية إسلامية شاملة تليق بالشهداء وتستجيب لحجم المخاطر الكبرى التي تحدق بأمتنا وأوطاننا العربية والإسلامية .