عربيات ودوليات >أخبار دولية
الجيش السوري يدخل منبج بغطاء روسي.. اردوغان: دمشق تخوض حرباً نفسية
الجيش السوري يدخل منبج بغطاء روسي.. اردوغان: دمشق تخوض حرباً نفسية ‎الجمعة 28 12 2018 16:29
الجيش السوري يدخل منبج بغطاء روسي.. اردوغان: دمشق تخوض حرباً نفسية

جنوبيات

 

أعلن الجيش السوري اليوم الجمعة دخول وحداته إلى منطقة منبج الواقعة تحت سيطرة "قوات سوريا الديموقراطية" في شمال البلاد، بعد وقت قصير من توجيه الوحدات الكردية دعوة الى دمشق للانتشار في المنطقة لحمايتها من التهديدات التركية.

وأورد الجيش في بيان تلاه متحدث عسكري ونقله الإعلام الرسمي السوري "استجابة لنداء الأهالي في منطقة منبج، تعلن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة عن دخول وحدات من الجيش العربي السوري إلى منبج ورفع علم الجمهورية العربية السورية فيها".

الأكراد يطلبون الحماية
وكانت القيادة العامة لـ"وحدات حماية الشعب الكردية" قد دعت  اليوم الجمعة دمشق إلى إرسال قواتها الى منطقة منبج في شمال البلاد لحمايتها من التهديدات التركية، في خطوة تأتي بعد إعلان واشنطن الأسبوع الماضي قرارها بسحب قواتها الداعمة لأكراد سوريا.

وأوردت الوحدات الكردية في بيان "في ظل التهديدات المستمرة من الدولة التركية لاجتياح مناطق شمال سوريا (...) ندعو الدولة السورية التي ننتمي إليها أرضاً وشعباً وحدوداً إلى إرسال قواتها المسلحة" من أجل "حماية منطقة منبج أمام التهديدات التركية".

وجاءت الدعوة الكردية، بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب سحب قواته التي كانت تدعم الأكراد من سوريا، وما تبع ذلك من تهديدات واستعدادات تركية للهجوم على منبج بهدف إخراج القوات الكردية منها.

ونشرت وسائل اعلام سورية فيديوهات لدخول أو مجموعات من قوات الجيش السوري الى منبج.

الموقف الروسي
من جهته، رحّب الكرملين بعودة مناطق كردية إلى سيادة الحكومة السورية، معتبراً أنها خطوة ايجابية.

وأكد المتحدث باسم الرئيس الروسي دميتري بيسكوف، أن استعادة الحكومة السورية لسيطرتها على مناطق كانت خاضعة لسيطرة وحدات كردية خطوة في السياق الإيجابي.

وقال بيسكوف تعليقا على دخول الجيش السوري الى منبج : "بالطبع إنه توجه إيجابي نحو الاستقرار — توسع مناطق سيطرة القوات الحكومية، إنه توجه نحو زيادة نطاق السيطرة وهو توجه إيجابي".

تعليق تركيا
وتعليقاً على الخطوة السورية اعتبر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أن الجيش السوري يدير حرباً نفسية في منبج ولا توجد تأكيدات حتى الآن بشأن دخول القوات السورية إلى البلدة.

ردع تركيا.. أولاً
الى ذلك، أعلنت قوات سوريا الديموقراطية أنها "تعمل مع دمشق على سد الطريق أمام تركيا ومن ثم نحل المشاكل الداخلية".
وأعلنت المتحدثة باسم قسد أنّ الاتفاق مع الحكومة السورية ينطبق على منطقة شرق الفرات.

في غضون ذلك، أفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، بأن العشرات من عناصر القوات الحكومية من الذين وصلوا إلى تخوم منبج بدؤوا انتشارهم على خطوط التماس بين الوحدات الكردية والقوات التركية.

هل ستخوض تركيا المعركة؟
من المقرر أن يزور وفد تركي يضم وزيري الخارجية، مولود تشاووش أوغلو، والدفاع خلوصي آكار، ورئيس جهاز الاستخبارات هاكان فيدان، موسكو السبت المقبل، ومن المتوقع أن يتصدر الوضع في شمال سوريا أجندة مفاوضاته في العاصمة الروسية.
وأعلن الكرملين في هذا السياق، أن مباحثات وزيري خارجية ودفاع روسيا وتركيا قد تتناول الوضع في منبج وخطط تركيا لعملية عسكرية في المنطقة.

كل ذلك يتزامن مع استمرار القوات الكردية بالاستعداد للمعركة المقبلة التي توعّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشنّها على مدينة منبج.
وفي هذا الاطار نقلت صحيفة "الوطن" السورية عن مصدر ميداني قوله إن وحدات "حماية الشعب" جاهزة للمعركة المتوقعة في شرق الفرات، وعمدت إلى حفر أنفاق على طول حدود المناطق التي من المنتظر أن تشن تركيا هجوما برياً عليها.

بدورها، أرسلت أنقرة والفصائل السورية المدعومة منها تعزيزات إضافية باتجاه منبج، تمهيداً لعملية عسكرية جديدة ضد "وحدات حماية الشعب" الكردية التي تشكل العمود الفقري لـ"قوات سوريا الديمقراطية" في شرق الفرات.

وكانت صحيفة "ديلي مايل" البريطانية، اشارت في تقرير لها إلى أنّ موسكو حذرّت تركيا للبقاء خارج سوريا، والسماح للجيش السوري باستعادة المناطق التي سيتمّ إخلاءها بعد سحب للقوات الأميركية.

كذلك، نقلت وكالة رويترز عن مصادر سياسية في شمال سوريا أن مسؤولين كرداً زاروا موسكو الأسبوع الماضي لحثّها على دفع الجيش السوري إلى حماية الحدود من هجوم تركي، ونقلت عمن وصفته بمهندس خطة الإدارة الكردية في شمال سوريا أن المسؤولين الكرد يخططون لزيارة ثانية للعاصمة الروسية لتضغط على الحكومة السورية كي "تفي بواجبها السيادي كما قال".

كذلك نقلت رويترز عن  مسؤول آخر كان ضمن الوفد الكردي الذي زار موسكو الأسبوع الماضي أنه يجري درس مختلف الخيارات لصد الهجوم التركي بعد القرار الاميركي بالانسحاب من شمال سوريا.

لكنّ السؤال المطروح في ظلّ التطورات الراهنة، من دخول الجيش السوري الى المنطقة، الى المحادثات الروسية التركية المرتقبة.. هل سيكون هناك عملية عسكرية تركية في منبج؟
الجواب رهن الساعات المقبلة.