يستمر الوزير جبران باسيل بمساعيه وإتصالاته السياسية الهادفة إلى الوصول لتسوية تتشكل بموجبها الحكومة من دون أن يتنازل عن الثلث المعطل الذي يسعى إلى الحصول عليه مع رئيس الجمهورية، غير أن كل مساعيه حتى اللحظة إتسمت بعدم الجدية، وفق مصادر في قوى الثامن من آذار.

وفي هذا الإطار، هناك شكوكاً كبيرة لدى بعض أطراف قوى الثامن من آذار تتمحور حول أن هناك توزيع أدوار بين باسيل ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، من أجل رفض الأسماء التي يعتقدون أنها لن تكون مناسبة لهما في الحكومة.

وأشارت المصادر إلى أن التنسيق بين الرجلين أدى حتى اللحظة إلى عدم التوافق على أي إسم من أسماء الوزراء في الحكومة، إذ هناك سعي ليكون إسم الوزير السني الذي سيأخذه الرئيس عون من حصته قريب جداً من التيار، حيث يضمن باسيل تصويته في الأمور الأساسية مع تكتل "لبنان القوي".

في مقابل كل ما يحكى عن هذا التنسيق بين الحريري وباسيل، يتجه "التيار الوطني الحرّ" وفق أوساط قريبة منه إلى معالجة التوترات التي سيطرت على العلاقة مع "حزب الله"، إذ من المتوقع أن تشكل عملية تأليف الحكومة مفصلاً أساسياً في إعادة تمتين التحالف بين الطرفين.

وأشارت المصادر إلى أن "حزب الله" يسعى بشكل حثيث إلى معالجة القضايا الخلافية والحدّ منها في علاقته مع العونيين، خصوصاً الأمور التي لها علاقة بالسياسات اليومية.

وأكدت المصادر أن "التيار الوطني الحرّ" ليس في وارد إحراج "حزب الله" وإخراجه من التحالف معه، إذ إن التوترات الحالية سببتها تراكمات بدأت منذ الإنتخابات النيابية، ولا يجب أن تستمر بعد تأليف الحكومة، خصوصاً أن إتفاقاً عقد بين باسيل والأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله تضمن تفاصيل التعاطي في الملفات الحكومية المقبلة.