لبنانيات >أخبار لبنانية
قمة بولندا لمواجهة إيران والحكومة اللبنانية المعلقة
قمة بولندا لمواجهة إيران والحكومة اللبنانية المعلقة ‎الاثنين 14 01 2019 12:09
قمة بولندا لمواجهة إيران والحكومة اللبنانية المعلقة

جنوبيات

 

في غمرة التطورات المتسارعة، محلياً وإقليمياً، واستمرار تعثر تشكيل الحكومة الجديدة للشهر الثامن على التوالي تحت عناوين وأسباب وذرائع شتى، يحضر الإحراج اللبناني المتكرر أمام الاستحقاقات الداهمة نظراً لعدم وجود حكومة، لكن غياب وجود حكومة قد يكون في مكان آخر سبباً لعدم إحراج لبنان.

فعلى مدى الشهرين الماضيين ركزت المواقف على ضرورة تشكيل الحكومة قبل انعقاد القمة التنموية الاقتصادية العربية في بيروت، واليوم، بات شبه مؤكد أن القمة ستنعقد من دون حكومة.

توازياً، جاءت زيارة مساعد وزير الخارجية الأميركية ديفيد هيل إلى بيروت وهي حملت عنوان "قلق الولايات المتحدة من نشاطات حزب الله المزعزعة للاستقرار في لبنان والمنطقة"، إلى جانب عناوين أخرى كأنفاق الجنوب واستمرار الدعم الأميركي للبنان واستقراره، وهي العناوين التي طرحها هيل في اجتماعاته خلال اليومين الماضيين والتي سيواصلها اليوم.

وعُلم أن من أهداف الزيارة دعوة لبنان إلى المشاركة في الاجتماع الدولي الذي دعا إليه وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو في بولندا في 13 و14 شباط المقبل، لمواجهة إيران وسلوكها في الشرق الأوسط، في إطار قرار الديبلوماسية الأميركية اتباع سياسة هجومية حيال الدور الإيراني في المنطقة، وخصوصا في سورية واليمن.

وبحسب مصادر إعلامية فقد أبلغ هيل من التقاهم أن بلاده تعتبر "ما يقوم به "حزب الله" في لبنان وعلى الحدود مع إسرائيل من ضمن نشاطات إيران المزعزعة للاستقرار في لبنان والمنطقة".  وقالت المصادر إن هيل سيوجه الدعوة إلى لبنان لحضور اجتماع بولندا، خلال لقاءاته مع كبار المسؤولين اللبنانيين وفي مقدمتهم رؤساء الجمهورية العماد ميشال عون، المجلس النيابي نبيه بري وحكومة تصريف الأعمال سعد الحريري.

وينتظر أن تسبب الدعوة الأميركية إلى لبنان للمشاركة في الاجتماع الدولي إحراجا للمسؤولين اللبنانيين، خصوصا أن الدول المدعوة إليه ستناقش الخطوات الممكنة ضد سياسة إيران في المنطقة ومن ضمنها دور "حزب الله"، هكذا، وتجنباً للإحراج، يتجه الجانب اللبناني، بحسب المصادر، إلى الاعتذار عن المشاركة في اجتماع بولندا خصوصا أنه سيكون على مستوى وزراء الخارجية، ومعلوم أن وزير الخارجية جبران باسيل يتجنب اتخاذ مواقف ضد طهران في الاجتماعات الدولية.

هكذا، وفي موازنة بين إحراج لبنان عبر حضوره في قمة تناقش الدور الإيراني ومن ضمنه دور "حزب الله"، والإحراج الأقل بحجة غياب الحكومة، يبدو أن الخيار الثاني هو المتقدم.. وفي ذلك إجابة مرحلية عن السؤال المستعصي، لماذا لم تتشكل الحكومة بعد؟ وهو سؤال يتكرر عند كل استحقاق اقليمي ابتداء من الاتفاق حول اليمن وصولاً إلى تشكيل الحكومة العراقية مرراً بالكلام عن عودة سوريا للجامعة العربية وصولاً إلى قمة بولندا..  ليبقى تأليف الحكومة "اللغز الأكبر".