بالرغم من أن الحراك السياسي المرتبط بتأليف الحكومة عاد إلى فاعليته الأولى، غير أنه لا يزال حركة بلا بركة، إذ لا نتائج حقيقية لهذا الحراك وللمبادرات التي يقوم بها هذا الفريق أو ذاك في ظل تمسك الأفرقاء بمواقفهم.
في مقابلته قبل يومين أعاد الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الدفء إلى علاقة الحزب بالرئيس ميشال عون وتالياً بـ"التيار الوطني الحرّ"، مؤكداً أنه إلى جانب العهد، ترافق ذلك مع تدخل كبير قام به "حزب الله" مع بعض نواب اللقاء التشاوري لمنعهم من الحديث عن رغبتهم بالحصول على الوزير الذي يمثلهم من حصة الرئيس ميشال عون، وربط أي حديث بهذا الموضوع برأيهم الشخصي.
مبادرة "حزب الله" لإنهاء الشرخ مع "التيار" والعهد، ترافق بشكل كبير مع إيجابية حكمت العلاقة بين "التيار" وحركة "أمل" مع شخص رئيسها نبيه برّي لكن على ما يبدو أن الأمور لن تقف عند هذا الحدّ.
مصادر مطلعة تؤكد أن "حزب الله" سيسعى إلى تسهيل مهمة تشكيل الحكومة، وذلك للمساهمة بعدم تعطيل عهد الرئيس ميشال عون لوقت إضافي، لذلك فإن الحزب سيطرح مبادرة على المعنيين بالتأليف.
وأشارت المصادر إلى أن الحزب يجد أن هناك إصرار حقيقي لدى فريق تيار "المستقبل" وحلفائه بعد زيارة دايفيد هيل إلى بيروت، لتفعيل حكومة تصريف الأعمال، وذلك للإبقاء على التوازنات الوزارية السابقة ومنع تكريس نتائج الإنتخابات النيابية الجديدة، لذلك فهو بات راغباً بشكل كبير بتشكيل الحكومة الجديدة.
ورأت المصادر إلى أن تأييد الرئيس نبيه برّي لتفعيل حكومة تصريف الأعمال، جعله في موقع محرج، إذ لم يعد بإمكانه التراجع لمنع حصول هذا الأمر، من هنا كان السعي لإيجاد صيغة تنهي المماطلة الحالية وتوصل إلى تشكيل حكومة جديدة.
وفي هذا الإطار، يدرس "حزب الله"، بحسب المصادر ذاتها، فكرة تخليه عن أحد الوزراء الشيعة لصالح رئيس الجمهورية، على أن يحصل بالمقابل على الوزير السني المحسوب على الرئيس، فيسمي عندها الشخصية السنية التي يريدها من بين النواب الستة على أن تكون محسوبة عليه بشكل كامل، في مقابلذلكيسمي الرئيس وزيراً شيعياً من حصته.
وتلفت المصادر إلى أن أي وزير شيعي سيسميه الرئيس عون من حصته، حتى لو كان في "التيار الوطني الحرّ" لن يكون بعيداً في التوجهات الإستراتيجية عن "حزب الله" بل سيكون يمثابة الوزير المشترك بين الرئيس والحزب.
وتقول المصادر أن الحزب سيحرج جميع الأطراف بطرحه هذا، فإذا وجد طريقه للتطبيق كان به، وإن رفض يكون الحزب قد سحب من أيدي خصومه ورقة إعلامية وسياسية مهمة عبر إتهامه بالتعطيل.
