عام >عام
أحمد الحريري يستعرض في عكار.. موائد ترويقة وغداء وعشاء.. ولا إنماء… نجلة حمود
أحمد الحريري يستعرض في عكار.. موائد ترويقة وغداء وعشاء.. ولا إنماء… نجلة حمود ‎الخميس 14 02 2019 15:51
أحمد الحريري يستعرض في عكار.. موائد ترويقة وغداء وعشاء.. ولا إنماء… نجلة حمود

جنوبيات

لا يوجد مناسبة أهم من ذكرى إستشهاد الرئيس رفيق الحريري ليحط أمين عام تيار المستقبل أحمد الحريري رحاله في عكار، على موائد الترويقة والغذاء والعشاء، محاولا إستنهاض شارعه مرمما العلاقة مع فاعليات التيار وكوادره.

يدرك تيار المستقبل في عكار أنه لم يعد وحيدا، وأن سماء المحافظة التي شبعت من تفرده بها، لم تعد زرقاء صافية. بات لتيار المستقبل شريك هو التيار الوطني الحر الذي حصد مقعدين نيابيين في الانتخابات الأخيرة.

المحافظة التي تئن من أزمات الماضي والمستقبل، تعبت من سياسة ادارة الظهر التي يعتمدها التيار الأزرق عند كل استحقاق سياسي هام. فالعتب كبير على الحريري بسبب حرمان عكار من تمثيلها في الحكومة، لماذا هذا الاستخفاف بالمحافظة التي شكلت على مدار الأعوام الماضية خزانا انتخابيا لتيار المستقبل؟ تعطيه سبعة نواب (حتى العام 2018) بلا خدمات ولا انماء في المقابل، ومن عكار ملأ المستقبل ساحاته الحاشدة في 14 شباط 2005، وفي 14 آذار وكل 14 آذار، عكار التي دفعت ثمن مشاركة المستقبل في الحرب السورية فاتورة تضاهي فاتورة البقاع الشمالي.

تراجع الوهج السياسي أو الاستثمار بالدم، ليس وحده سبب تراجع شعبية التيار الأزرق في الكثير من البلدات العكارية. أزمة التيار ناتجة عن الأداء الانمائي المخيب للآمال وصولا الى اعتراض فاعلياتها على تغييب عكار دون غيرها من المحافظات عن التمثيل الحكومي.

لذلك كله وجد الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري في الدعوات الشخصية الموجهة اليه مناسبة لزيارة محافظة عكار، فلم يسلم من المواقف الساخرة التي طالته ورئيس دائرة الأوقاف الاسلامية الشيخ مالك جديدة خلال حفل الافطار الذي أقيم في دارة الأخير في بلدته مشحا، ما إن أعلن عن برنامج الزيارة حتى ضجت مواقع التواصل بالسلوك المستفز لبعض مشايخ عكار ممن يبالغون في المديح.

جديدة نفسه كان أكثر الحريصين على تلميع صورة “المستقبل” خلال الانتخابات النيابية الأخيرة، فكان صاحب العبارة الشهيرة “السماء والطارق” في دلالة الى النائب طارق المرعبي، كما اتهم حينها كل من لا ينتخب لائحة المستقبل بالخيانة مستخدما آيات قرآنية للهدف نفسه.

يهدف جديدة لرفع اسمه لدى آل الحريري بهدف كسب منصب في الافتاء، علما أن معركة الافتاء في عكار محصورة بين المفتيين السابقين الشيخ زيد بكار زكريا، والشيخ اسامة الرفاعي.

حرص جديدة على الاشادة بآل الحريري ونهجهم الانمائي، فتح الباب لموجة انتقادات لاذعة بسبب كثرة الزيارات التي تقتصر على الاستعراض الاعلامي وموائد الطعام فتم دعوته على وسائل التواصل لترتيب أمور بيته الداخلي، والالتفات الى حاجات دائرة الأوقاف وتأمين معاشات موظفيه، والضمان الصحي، تأمين رواتب لمعلمات التربية الاسلامية (اكثر من 100 معلمة) لا يتقاضين أية رواتب منذ أكثر من سنة وقد هددن بترك التعليم بسبب الأزمة المالية، السعي لتأمين مردود مالي يؤمن الاكتفاء الذاتي للجهاز الديني ما يمكنهم من العيش بكرامة. رفع التعديات عن الأملاك الوقفية، واسترداد الأراضي الوقفية من بعض رؤساء البلديات التي يتم غض النظر عنها لكسب أصواتهم الانتخابية.

وتناقل عدد من الناشطين دعوات لحضور حفل الافطار حيث سيقوم “جديدة” بالتعاون مع “المستقبل” بتوزيع مساعدات للفقراء تعادل 600 ألف ليرة، كما سيتم توزيع البنزين والمازوت ودفع اقساط المدارس الخاصة”.

وشدد آخرون على “أن العزائم للأغنياء جريمة أخلاقية بوجود الفقراء، خصوصا أن أكثر من 60 %  من شعب عكار تحت خط الفقر”، “على كل فقراء الطائفة السنية ومرضاها الذين لا يستطيعون تأمين ثمن دواء أو كلفة علاج تناول وجبة غذاء على مائدة للحريري فتحل مشاكلهم”.

من جهته حرص الحريري خلال كلمة له في بلدة برج العرب، بحضور حشد من الفاعليات السياسية والأمنية، على التأكيد أن عكار ممثلة بالرئيس الحريري ولا حاجة لتمثيلها مناطقيا، داعيا للمشاركة في ذكرى 14 شباط للاستماع الى كلمة رئيس الحكومة.

كما ذكر أن العشائر العربية في قلب الرئيس الحريري وهي تمثلت للمرة الأولى في البرلمان بوجود النائب محمد سليمان، ليهمس أحد الحاضرين متسائلا عن وعد الرئيس سعد الحريري لأبناء العشائر العربية بمنحهم الجنسية اللبنانية (أكثر من 60 عائلة من أبناء وادي خالد يحملون بطاقات قيد الدرس لم يتم التكرم عليهم بمنحهم حقهم في الجنسية اللبنانية)، واختتم اللقاء بصوت احد المواطنين مطالبا توظيف ابنه في المؤسسة العسكرية، فما كان الا أن طلب ابعاده وإسكاته.