صحة >صحة
د. طلال حمود والعلامات المُبكرة للإصابة بأمراض القلب والشرايين
د. طلال حمود والعلامات المُبكرة للإصابة بأمراض القلب والشرايين ‎الثلاثاء 16 04 2019 08:47
د. طلال حمود والعلامات المُبكرة للإصابة بأمراض القلب والشرايين

جنوبيات

عرض الدكتور طلال حمود العلامات المُبكرة للإصابة بأمراض القلب والشرايين، وتحدث عن المعلومات المُهمّة التي قد تُنقذ حياة من تُحبّون، وقال: من واجبي كطبيب  ناشط في ميدان العمل الصحي والإنساني ونشر التوعية والتثقيف الطبي المُستمّر وتخفيفاً عن وزر  امراض القلب والشرايين ومساهمةً منّي في زرع بذور  ألوقاية منها، ومن واجب جميع الاحبة والاصدقاء من المواطنين اللبنانيين المقيمين والمغتربين، ان نتعرف جميعا الى اهم الأعراض التي تُشير إلى إمكانية وجود امراض في القلب والشرايين.  ذلك لأن ّهذه الامراض لا تزال تحتل مركز الصدارة في اسباب الوفيات في لبنان ومعظم الدول المُتقدمة وفي معظم بلادنا العربية . اولاً نتيجة عجزنا عن مُكافحة آفة التدخين بكل اشكاله  وإستمرار تمدّد وتوّسُع هذه الآفة القاتلة وفشلنا في تطبيق ايٍ من  القوانين التي كان هدفها الحد من إنتشاره بل  وعلى العكس تشهد مُجتمعاتنا ظاهرةً اخرى اخطر بكثير من تدخين السيجارة،  وهي تتمثل إنتشار النرجيلة- موضة العصر وجليسة الشباب- على انواعها خاصة عند الشباب والمراهقين وهذا ما قد يهدد وسوف يهدد بالتأكيد مستقبل ابناء وشباب هذا الوطن الذي يكفيه ما يُعاني منه من ازمات متعددة . ثانياً بسبب إستمرار تمدّد آفة البدانة ومعها وبشكلٍ متوازٍ مرض السكّري الذي تشير الإحصاءات انه سيصيب حوالي ٦٨٠ مليون نسمة في مختلف انحاء العالم . واذا ما عرفنا مدى خطورتهما على القلب والشرايين سنعرف بسرعة اننا في صدد خوض معركة ضروص مع عدوٍ لدودٍ خطير( السكري خاصة )  يتهدد قلوبنا وشراييننا ومن هنا الخطر الكبير الثاني. اما العامل الثالث الذي يُهدّد صحة قلوبنا في لبنان وفي مختلف الدول العربية فهو القلق والتوتر الدائمين والإكتئاب وما يرافق كل هذه الأعراض و الأمراض النفسية من تغيّيرات بيولوجية خطيرة جداً على قلوبنا وشرايينا.  خاصة اذا ما راقبنا بسرعة الأوضاع الأمنية والسياسية والإقتصادية والمعيشية التي تجتاح بلادنا العربية من المحيط الى الخليج وعرفنا  اننا شعوب مأزومة لا مستقبل قريب واعد لها وتتخبط بكل انواع المشاكل وان مواطنينا سوف يبقون - كما تعودوا ولماذا التغيير -في حالة قلق دائم طويلة الأمد وعرضة دائمة لمخاطر امراض القلب لأن هذا النمط المعيشي البائس يزيد بشكلٍ كبيرٍ وخطيرٍ  كل انواع الأمراض القلبية كما شرحنا في مقالات سابقة. لكل ما تقدّم نرى أن معرفة هذه العلامات المُبكرة للإصابة بأمراض القلب والشرايين قد تُساعد  على فهمٍ اوسع لعلامات هذه الأمراض وفي إنقاذ حياة أناس أعزّاء عن طريق نشر الثقافة والمعرفة وقد تُساهم كما قلنا في الوقاية من هذه الأمراض والحد من فتكها في مجتمعاتنا وشبابنا . وعندما نشير الى ذلك لا بد من التذكير ان امراض القلب تنقسم الى عدة اصناف وانواع: امراض شرايين القلب وما يعرف بتصلب او انسداد شرايين القلب وهي تُمثّل حوالي ٧٠ بالمئة من امراض القلب، امراض عضلة وصمامات القلب وقصور القلب وهي تمثل حوالي ٢٠ بالمئة من امراض القلب، امراض كهرباء القلب وغشاء القلب والضغط الشرياني وهي تمثل باقي الامراض .

اما الاعراض المهمة التي نتكلم عنها فهي: 
١- الألم الصدري او الخناق الصدري المُستقر  و الذي يُصيب المريض عند القيام بجهدٍ معين مثل المشي او الركض او صعود المصعد او حمل اي ثقل معين او حتى اثناء العلاقة الزوجية او غيرها من انواع الجهد . هذا الألم يكون في اعلى القفص الصدري وقد يمتد احياناً الى العنق والبلعوم والكتف الأيسر والذراع الايسر . وقد يكون بين الكتفين او في الظهر او اعلى المعدة. يستمر هذا الألم لمدة دقيقة او اثنتين وخمسة  دقائق على ابعد حد في بعض الأحيان. وعندما يطول لمدة ٢٠ دقيقة او اكثر نتكلم عن ذبحة قلبية وقد اشرت سابقا الى اعراضها وهي على انواع بحسب درجة إنسداد الشريان ونوع التغيّيرات الموجودة على تخطيط القلب. 

٢- ضيق النفس والتعب والشعور بالإرهاق الدائم وبعدم القدرة على القيام بالجهد. وهذا ما قد يكون مؤشراً اكبر  على وجود مشكلة في عضلة القلب ووجود قصور في عضلة القلب وهو مؤشر خطورة اكبر لأن علاجات قصور عضلة القلب اصعب بكثير من علاجات  مشاكل الشرايين التاجية للقلب . وفي هذا السياق يأتي ايضاً تورّم الساقين وتورّم وإنتفاخ اوردة الرقبة وتورّم الكبد وإنتفاخ البطن.
هنا لا بد من الإشارة كما ذكرنا سابقاً ان هدفنا الأساسي من اي علاج جراحي او تدخلّي لتوسيع شرايين القلب بالبالون والروسور هدفه الاساسي تحسين تروية عضلة القلب وبالتالي تحسين وظيفتها ولذلك يجب الإسراع في نقل المريض الى اقرب مستشفى ممكن من اجل تلقّي العلاجات المُناسبة في حال تعرُّض المريض لذبحة قلبية حادة. لأن اي تأخير في فتح الشريان المتضيّيق او المسدود كلياً يؤدي الى إمكانية حصول ضرر كبير في وظيفة عضلة القلب والى تحويل حياة المريض الى مأساة حقيقية لأن خسارة وظيفة عضلة القلب لها آثار جانبية كبيرة على حياة المريض بسبب إمكانية تسبّبها بالأعراض الخطيرة التي ذكرناها سابقاً وهذا ما قد يعيق حياة آمنة وسليمة للمريض الذي قد يصبح غير قادر على القيام بأي جهد ويعيش معظم وقته في المستشفيات من جرّاء تكرار حالات الإحتقان الرئوي الحاد ومشاكل واضطرابات في كهرباء القلب مما قد يُؤدي ايضاً الى الوفاة بسرعة كبيرة في حال كانت إصابة عضلة القلب مُتقدّمة جداً.

٣- إضطربات ضربات القلب او عدم إنتظام هذه الضربات في حالة الراحة او عند الإجهاد وهي قد تكون بسيطة في معظم الأحيان او خطيرة في بعض الأحيان عندما تطال إنقباضات او عدم إنتظام ضربات البطين الأيسر او الأيمن . وهي قد تؤدي احياناً للغياب عن الوعي او قد تكون مُميتة احياناً. ونُشير هنا الى اننا شهدنا ولحسن حظ المرضى تطوّرات هائلة في مجال تشخيص وعلاج كل هذه الامراض التي اصبح لها إختصاص بحدّ ذاته ( إختصاص كهرباء القلب) . وقد تقدّمت علاجات الأمراض التي تتسبب بهذه الأمراض بشكلً كبير بفضل تطوير البطاريات القلبية وتقنيات الصادم الكهربائي الداخلي والذين إستفادا بشكلٍ هائل من تقدّم علم البرمجة والكمبيوتر وإمكانيات تصغير هذه الأجهزة بشكل كبير نتيجة الثورة الصناعية الكبيرة التي طالت كل التقنيات الطبية. كذلك تمّ في مجال إخر في العشرين او الثلاثين سنة التي مرّت تطوير تقنيات الكيّ او  الإجثاث الحراري بواسطة إرسال موجات راديو ترفع الحرارة بشكلٍ كبير في المنطقة التي نريد كيّها او الإجتثاث بواسطة البرد( الصقيع) اي عبر توجيه وتطبيق مِسبر او جهاز حرارته منخفضة جداً بحدود  السبعين تحت الصفر  في المنطقة المطلوب كيّها والتي تتسبب في الإضطرابات الكهربائية الخطيرة التي تؤدي الى الاعراض التي ذكرناها. 

٤- حالات التعب اوالدوخة  او الشعور بعدم التوازن عند المشي  او الإجهاد والتي قد  تتطوّر احياناً الى حالات غياب عن الوعي نتيجة الهبوط المفاجئ للضغط الشرياني عند القيام بجهد معين وهذا مؤشر على إصابات مُتقدمة في صمامات القلب وخاصة إنسداد الصمام التاجي للقلب . او مؤشر لوجود مشكلة في كهرباء القلب قد تكون عبارة عن تباطئ خطير او توقّف في كهرباء القلب وهنا يكون العلاج بواسطة زرع بطارية داخلية للقلب . او قد يكون ذلك ناتج عن توتر او تسرّع خطير في ضربات القلب مما يؤدي بالتالي لهبوط الضغط الشرياني والغياب عن الوعي وهنا يكون العلاج بواسطة ترسانة كبيرة من الأدوية متوفرة لدى الأطباء منذ سنوات متعددة او بواسطة الكيّ الحراري او بواسطة البرد كما اوردنا سابقاً. 
٥-العلامات السريرية المبكرة التي قد تكون سابقة للإصابة بأمراض القلب والشرايين:
وهي علامات حدّدها آدم تايلور، كبير المحاضرين في جامعة لانكستر، ب6 علامات غير عادية قد تكشف الإصابة بأمراض القلب، قبل الوصول إلى مرحلة النوبة القلبية، وبدء المعاناة التي قد تؤدي في النهاية إلى الموت.

أ-شحمة الأذن المجعدة:
من بين العلامات الخارجية المرئية التي قد تدل بشكل مبكر على الإصابة بأمراض القلب، هي التجاعيد الظاهرة على شحمة الأذن والتي تسمى "علامة فرانك"، والتي وصفها لأول مرة الطبيب الأمريكي، ساندرز فرانك.
وقد أظهرت الدراسات أن هناك ارتباطا بنسبة 40% بين هذه الميزة في الأذن وزيادة خطر الإصابة بتصلب الشرايين، وهو مرض تتراكم فيه اللويحات داخل الشرايين، إلا أنه من غير الواضح سبب هذا الارتباط حتى الآن.

ب-نتوءات دهنية متنوعة:
قد تكون النتوءات الصفراء الدهنية المعروفة باسم "زانثوماس" والتي تظهر على المرفقين والركبتين والأرداف والجفون، إحدى المؤشرات الخارجية المرتبطة بالإصابة بأمراض القلب، وتشاهد عادة الأورام الزانثومية في الأشخاص المصابين بمرض وراثي يسمى "familial hypercholesterolemia".

ولدى الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة مستويات عالية بشكل استثنائي من الكوليسترول الدهني منخفض الكثافة، ما يسمى بـ"الكوليسترول السيئ"، ومستوياته مرتفعة لدرجة أنها تترسب في الجلد، كما أن هذه الرواسب الدهنية يمكن أن تترسب في الشرايين التي تتصل بالقلب وهذ النتوءات الجلدية الدهنية نراها كثيراًو عند الاطفال والشباب المصابين بهذا المرض الوراثي الخطير والذين  يتعرّضون للوفاة المبكرة نتيجة مستويات خطيرة جداً بالكولسترول الضار قد تبدأ الاعراض عندهم مباشرةً بعد الولادة أو في عمر السنة او السنتين .لكن لحسن حظ هؤلاء المرضى ظهرت في الاسواق منذ حوالي ثلاث سنوات تقريباً أدوية فعّالة جداً لعلاجهم لكنّها لا تزال باهظة الثمن بسبب كلفة صناعتها التي لا تزال عالية جداً وقد وصلت هذه الأدوية الى لبنان وهي متوفرة حالياًفي الاسواق بكلفة شهرية تتراوح بين ٨٠٠الى ١٢٠٠ دولار(ادوية تناولها بواسطة المصل).

ج- أظافر اليدين:
تشهد أظافر اليدين في بعض الامراض القلبية تغيّراً كبيراً حيث تصبح أكثر كثافة وأكثر اتساعا، وذلك بسبب إنتاج المزيد من الأنسجة، وعادة ما يكون التغيير غير مؤلم ويحدث في كلتا اليدين، وهذا التغيير يشير إلى مشاكل في القلب لأن الدم المؤكسج لا يصل إلى الأصابع بشكل صحيح، وبالتالي تنتج الخلايا "عاملا" يعزز النمو في محاولة لتصحيح المشكلة.

د- هالة حول القزحية:
يمكن أيضا رؤية رواسب الدهون في العين، في شكل هالة رمادية حول الجزء الخارجية من القزحية، الجزء الملون من العين.
وتسمى هذه الحالة "arcus senilis"، وتصيب حوالي 45% من الذين تجاوزوا سن الأربعين، وترتفع النسبة إلى حوالي 70% لدى الذين تفوق أعمارهم سن الستين.
وقد تبين أن وجود هذه الحلقة الدهنية يرتبط ببعض عوامل الخطر لمرض القلب التاجي.

ه- اللثة الملتهبة وفقدان الأسنان:
من الممكن أن تكون حالة صحة فمك أيضا مؤشرا جيدا لحالة صحة القلب والأوعية الدموية. وقد أظهرت الدراسات أن فقدان الأسنان واللثة المُلتهبة هي علامات لأمراض القلب.

و- الشفاه الزرقاء:
عادة ما تكون الشفاه حمراء، ولكن يمكن أن تأخذ لوناً يميل إلى الأزرق في الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في القلب، وذلك بسبب فشل نظام القلب والأوعية الدموية لتوصيل الدم بالأكسجين إلى الأنسجة.
والجدير بالذكر أنه يمكن أن تصبح الشفاه زرقاء بسبب البرد الشديد، أو نقص مؤقت في الأكسجين، وهي مشاكل يمكن حلها بسرعة.

كما يمكن للأعراض الخمسة الأخرى، المذكورة أعلاه، أن يكون لها سبب حميد أيضا. ولكن إذا كنت قلقا بشأن هذه العلامات، فيجب عليك الاتصال بالطبيب العام أو غيره من أخصائيي الرعاية الصحية للحصول على رأي خبير.

لذلك على كل شخص عنده واحدة او اكثر من العلامات التي ذكرناها ان يستشير طبيبه وان يُبادر الى إجراء الفحوصات القلبية المُناسبة من فحص سريري وتخطيط قلب وصورة صوتية للقلب . وقد تصل الامور الى إجراء القسطرة او تمييل شرايين القلب من اجل وضع العلاجات المناسبة لكل حالة بحالتها.
د طلال حمود-طبيب قلب تدخّلي- هاتف 03832853