مقالات مختارة >مقالات مختارة
المشروبات الرمضانية الصيدواية لها نكهة خاصة والقطايف تتربّع على مائدة الصائمين في صيدا
أبو أحمد الظريف: صناعة القطايف غير مكلفة مادياً لكنها تحتاج إلى جهد
المشروبات الرمضانية الصيدواية لها نكهة خاصة والقطايف تتربّع على مائدة الصائمين في صيدا ‎الأربعاء 22 06 2016 07:00
المشروبات الرمضانية الصيدواية لها نكهة خاصة والقطايف تتربّع على مائدة الصائمين في صيدا
أبو أحمد منهمك في تحضير القطايف

ثريا حسن زعيتر

تطفئ المشروبات لهيب عطش الصائمين في شهر رمضان المبارك، وتتربّع مع الحلوى على موائد الإفطار غروب كل يوم، ففي هذا الشهر الفضيل يتبدّل كل شيء، حياة الناس وعاداتهم اليومية... ينشغلون بتحضير وجبات الإفطار وفق ما يتناسب مع أوضاعهم الاقتصادية في ظل الغلاء وارتفاع الأسعار، وفي الوقت نفسه يتسابقون إلى شراء المرطّبات الخفيفة من تمر هندي، وجلاب، وتوت، وعرق سوس، وخروب وغيرها، لتكون عنصراً أساسياً على المائدة إلى جانب المأكولات المتنوّعة...

وهذه المشروبات الرمضانية لها مذاق خاص في شهر البركة والخير، إذ فيها قيمة غذائية مضاعفة، وتروي العطش قبالة حرارة الصيف بعد يوم طويل من الصيام، يمتد من شروق الشمس حتى غروبها، فيما تتربّع حلوى القطايف على عرش مائدة إفطار الصائمين، ويكاد لا يفارقها، فهي الحلوى المفضّلة الرخيصة والخفيفة على المعدة للفقير والغني...

تشتهر صيدا القديمة منذ عقود، بصناعة هذه المرطّبات والحلوى، حيث تفوح رائحتها الزكية بين الأزقة، وفي الحارات المتجاورة والمنازل المتلاصقة، تؤكد أنّ لهذا الشهر المبارك فضائل، وعادات لا يمكن أنْ تتبدّل مهما بلغت التكنولوجيا والتطوّر عند الإنسان...

*لـواء صيدا والجنوب" جال في صيدا القديمة وواكب صنع المرطّبات وحلوى القطايف، وإقبال الصائمين عليها كي تكون على مائدتهم عند إفطارهم غروب كل يوم...

حلوى القطايف

* أوّل ما يستوقفك وأنت تجول في أسواق صيدا، حركة الناس التي لا تهدأ، ففي منطقة الشاكرية، يواظب أبو أحمد الظريف على بيع حلوى القطايف، ينادي عليها بين الحين والآخر، هو يسكب عجينتها باعتزاز أمام أعين الناس على فرن من الغاز، فهذا المنظر الجميل يجعل المارّة يشتهون شراءها.

بابتسامة قال أبو أحمد: *إنّنا ننتظر شهر رمضان الكريم من عام إلى آخر، كي نقوم بإعداد القطايف وبيعها لتوفير مصروفنا اليومي، فصناعة القطايف غير مكلفة مادياً، لكنّها تحتاج إلى جهد كونها تستدعي الوقوف طوال النهار ويسبقها بساعة تحضير الخليط، وهو عبارة عن دقيق وسكر ومياه وماء زهر و*سميد" ناعم ونشاء و*بيكينغ باودر"، وبعد خلط العجينة جيداً نتركها قليلاً، ثم توضع في إبريق صغير لتسهيل سكب المزيج منه، قبل وضعها على نار الفرن لتصبح عجينة القطايف جاهزة للحشو ثم الأكل لاحقاً".

وأضاف: *القطايف حلوى سهلة الصنع، ولو كانت متعبة، وتكاليفها متواضعة، والزبائن الذين يتوافدون لشرائها هم من الفقراء والأغنياء، فكيلو القطايف بـ 6 آلاف ليرة، وهي حلوى طيّبة المذاق ورخيصة في هذا الزمن الصعب، وهناك أسرار في صناعة القطايف تكمن في عملية الخلط، وطريقة التحضير كي يكون لذيذاً، لكن يحتفظ بها لنفسه كل شخص يقوم ببيع هذه الحلوى كي يبقى الأفضل والأكثر شهرة وإقبالاً من الناس على الشراء".

المشروبات الرمضانية

* ومن الشاكرية إلى داخل أحياء صيدا القديمة، بات محل الحنون لبيع المشروبات الرمضانية بإدارة الحاج أحمد الأرناؤوط وأولاده علامة فارقة في صيدا، يقصده الناس لتكون مشروباته ضيفاً عزيزاً على الإفطار، حيث ينهمك الباعة في تلبية طلبات الناس، أحدهم يملأ قنينة جلاب، والآخر يضع حبات التوت في قنينة أخرى، فهم كخلية نحل تعمل بلا توقف. يقف قليلاً الحاج أحمد مبتسماً وقائلاً: *أعمل في هذه المهنة منذ 50 عاماً تقريباً، لكن في شهر رمضان الكريم يتضاعف العمل عندنا بسبب كثافة الإقبال، فالصائمون يحبون أنْ يطفئوا ظمأ العطش بالمشروبات المختلفة، إضافة إلى سمعتنا الجيدة، والكل يحب تناول المشروبات الباردة على اختلاف أنواعها، كالجلاب والسوس والتوت والتمر الهندي والخروب، لما لها من مذاق طيّب وقيمة غذائية، فهذه المشروبات تروي العطش الناتج عن حرارة الصيف بعد يوم من الصيام".

وأضاف: *نحن نحاول أنْ نحافظ على هذه المهنة، وقد وضعنا *فلتر" للمياه، ومع النظافة الدائمة في المحل، فنحن نعمل تقريباً من الساعة 10 صباحاً ولغاية الأذان، ونقوم بتوزيع المشروبات على المحلات ونبيع قنينة التوت بـ 4 آلاف ليرة لبنانية، ونضع حبات توت شامي بداخلها، والجلاب بـ 3 آلاف ليرة وكل المشروبات بـ 3 آلاف ليرة لبنانية، ونحضّر كل يوم بيومه، وتقريباً الكمية التي يتم تحضيرها 1000 قنينة".

وتابع: *إنّ شهر رمضان هو موسم مهم لبيع هذه الأنواع من المشروبات، صحيح أنّ نسبة المبيع هذا الموسم أقل من السنوات الماضية بسبب الأوضاع الأمنية والضائقة الاقتصادية، لكنّنا نأمل أنْ تتحسّن الأوضاع وتعود صيدا القديمة إلى أيام عزّها كما كانت في السابق".

ملك الجزر

 * إلى جانب، شراب الجلاب والتوت والتمر الهندي وسواها، يُقبِل الصائمون على المشروبات الطازجة مثل الليمون والجزر، حيث ينهمك الحاج إبراهيم آغا (80 عاماً) رغم كبر سنه، فهو يحاول بكل جهده أنْ يعمل في عصر الجزر والابتسامة على وجهه، قائلاً: *منذ 19 عاماً، وأنا أقوم بعصر الجزر الطازج حتى أصبح لقبي *ملك الجزر" في صيدا الكل يعرفني بهذا الإسم، على مدار أيام السنة أعصر الجزر صيفاً وشتاًء، أما في شهر رمضان الكريم، فيزداد الإقبال عليه، فهذا الشهر كريم في رزقه وأكثر العمل فيه لأنّ الكل يقصدني من صيدا وخارجها".

وأضاف متحسّراً على أيام الماضي: *نحن مثلنا مثل الجميع نمرُّ بأوضاع اقتصادية صعبة وخاصة هذا العام، أزمة الكهرباء مستمرة وأحياناً كثيرة لا أعمل بسبب انقطاع التيار الكهربائي، وإذا لم أعمل لا أستطيع تأمين قوت يومي وعائلتي، فأنا في السابق كنت أعمل نجاراً، لكنّني تعبت ولم أعد أقدر العمل في هذه المهنة الشاقة، فكان خياري أنْ أقوم بعصر الجزر والحمد لله استمررت لأنّ شغلي نظيف، والكل يشهد بذلك، وأبدأ العمل من الساعة العاشرة صباحاً تقريباً، وأقفل قبل الآذان في شهر رمضان، وأبيع القنينة الكبيرة بـ 5 آلاف ليرة والصغيرة بـ 2000 ليرة لبنانية".

خلال تعبئة المشروبات الرمضانية

 

احجام قرص القطايف كبير وصغير

 

خلال سكب القطايف

 

... ووضعه على الفرن

 

محل الحنون أشهر من نار على علم في صيدا القديمة