مقالات مختارة >مقالات مختارة
«جمعية إعانة الطفل المعوّق» في صيدا تتحدّى الصعاب
«جمعية إعانة الطفل المعوّق» في صيدا تتحدّى الصعاب ‎الجمعة 31 05 2019 10:24
«جمعية إعانة الطفل المعوّق» في صيدا تتحدّى الصعاب

ثريا حسن زعيتر

ما زالت «جمعية إعانة الطفل المعوّق» في صيدا تتمايز بخدمتها ورعاية شريحة مُهمّشة من الفئات العمرية الصغيرة، التي بقيت بعيدة عن الاهتمام والرعاية قبل بلوغها السنوات الأربع، حيث تُحاول الجمعية أنْ تهتم بهم، وتغيير قدر الأطفال من علاجات في مراكز متخصّصة للنطق والمشي، خاصة أنّ «وزارة الشؤون الاجتماعية» لا تقبل رعاية هؤلاء قبل بلوغهم عمر الأربع سنوات.

«اللـواء» التقت رئيسة الجمعية أسمى بلولي الديراني...

وأشارت بلولي الديراني إلى أنّه «منذ 9 أعوام أنشأت «جمعية إعانة الطفل المعوّق» في صيدا، وبدأنا العمل مع 20 طفلاً، وحالياً لدينا 375 طفلاً أنهوا علاجاتهم، وهم من مناطق ومذاهب مختلفة، ونحن ننظر إلى الطفل إنسانياً، رغم  أنّنا في بداية عملنا واجهتنا مشاكل كثيرة، لأن طريق العمل الاجتماعي صعب، وليس الكل يستطيع أنْ يتحمّل هذه المسؤولية الكبيرة، والصعب في هذه الظروف أنْ نؤمّن لهم العلاج الكامل والمكلف، حيث نقدّم المساعدات الصحية لكل طفل منذ ولادته لغاية 4 أعوام، كما مساعدتهم في الدخول إلى مراكز متخصّصة للنطق والمشي، ومتابعة كل المراحل للوصول بهم إلى الاعتماد على النفس».

تحدٍّ وصعوبات

وتابعت: «لا أحب العمل السهل، بل الأصعب يعطيني تحدياً، وأصبحت أتمتّع بالخبرة من خلال تجربتي، وأيقنت أنّ هؤلاء متروكون من الدولة، التي وقعت عقوداً مع جمعيات كثيرة، ولكن لا تقدّم هذه الجمعيات شيئاً بالمجان، إذ عندما نزلنا على الأرض، وبدأنا نبحث عن كيفية المساعدة، تبيّن أنّ «وزارة الشؤون الاجتماعية» لا تقبل رعاية هؤلاء قبل بلوغهم سن الأربع سنوات، ودون ذلك تبقى الرعاية غائبة، وجل الأمر إصدار بطاقة خاصة بهم، وإعطائهم الحليب والحفاضات، فتوجّهنا إلى مؤسّسات خاصة لتدريب الأطفال منذ الصغر على الجلوس والمشي والكلام وسواها، لأنّهم الأساس لقبول الدولة برعايتهم في مرحلة بلوغهم السنوات الأربع».

الوزارة غائبة

وأضافت: «إذا لم نقدّم الجلسات والعلاج للطفل قبل سن الثلاث سنوات، لا يُمكن أنْ يمشي، وأيضاً النطق لا يستطيع الطفل أنْ ينطق، فيصبح أبكماً عندما يكبر أو شخصاً بحاجة للمساعدة في كل شيء، وعالة على الأهل. هناك جمعيات كثيرة لكن هناك أيضاً أشخاص لا يستطيعون دفع التكلفة، وأؤكد أنّ أحداً لا يقدّم لنا أي مساعدة، لا طرف سياسي، ولا وقعنا عقداً مع وزارة الشؤون، ومركزنا صغير جداً، وفي هذه الفترة الحمدلله وبفضل وجود أشخاص في المجتمع، ما زالوا ينظرون إلى العمل الاجتماعي بشكل إنساني، وليس فلكلوراً، لأنّه مؤخّراً أصبح العمل الاجتماعي فلكلوراً، وأستغرب عندما تنشر وزارة الداخلية أسماء الجمعيات التي تؤسّس فأجد 4 أشقاء مثلاً، أنشأوا جمعية فأتساءل؟!!».

وأردفت: «هناك أشخاص لديهم إنسانية ودين، وهذا السبب الذي جعل الجمعية تستمر حتى الآن، نؤمّن المصاريف من الأشخاص الذين وجدوا في مشروعنا الحق في إعطاء الطفل الذي لم يكن له أي ذنب، غير أنّه تعرض لخطأ طبي أو إرادة رب العالمين، ونحن قدّمنا للطفل المساعدة كي يقتنع بطفولته، فاقتنع الناس بالفكرة، والبعض لم نتصل بهم بل هم يقدّمون المساعدة».

وأضافت: «أوّل سنة من العمل في المقر الصغير، كنّا ندفع من جيوبنا ولم يساعدنا أحد، حتى أننا نوفّر أخصائيين، كما نرسل أكبر عدد ممكن هذه الأطفال إلى مؤسّسات تؤمن لهم العلاج ونتكفل بكل المصاريف. الكل كان عمله تطوّعياً، وهذا المشروع سبب نجاحه أنّ جميع السيدات متطوّعات».

افتتاح مقر جديد

ونوّهت بلولي الديراني بـ«مركز السيدة رندى بري لأنّهم تجاوبوا معنا، وقدّموا لنا أرخص الأسعار، خصوصاً أنّه ليست لدينا إيرادات، والآن من إيمان الناس فينا وعندما أصبحوا يشاهدون عملنا على الأرض كانوا بجانبنا وأخدنا مركزاً على الأوتوستراد مقابل فيلا شفيق الحريري في صيدا وسنجهزه، وسوف يتم افتتاح المركز لمناسبة مرور 10 سنوات، الذي سيكون مجانياً لأي طفل لديه مشكلة وسيكون لدينا أخصائيون متواجدون، لأي طفل، وبأي وضع مادي، في هذه الحالة يأتي ويقدم له كل العلاج».

وتوجّهت إلى كل الذين يعملون في العمل الاجتماعي، قائلة: «الإنسان لا ينافس إلا إذا قدّم مجاناً ويكون قدوة لغيره، ولكن إذا الجمعيات ستكون مؤسّسات تربوية تعليمية مهنية للحاجات الخاصة، لكن بتكاليف معيّنة، لم تعد لخدمة الإنسان، فقد تعلّمنا العمل الاجتماعي على أصوله بقيم ومبادئ ولن نحيد عنها مهما تعرّضنا للمنافسة، لأنّ العمل الاجتماعي تعاون، وعندما فتحنا الجمعية في الـ2009 لم تكن أي جمعية في صيدا موجودة للحاجات الخاصة، وجمعيتنا شفافة وللجميع، وكنّا حافزاً لبعض المؤسّسات والجمعيات أنْ تنظر إلى هؤلاء الأطفال».

وختمت بلولي الديراني: «نقدّم خلال الأعياد هدايا وألبسة للأطفال، ومن وقت لآخر ننظّم يوماً ترفيهياً، ومؤخّراً وجدنا أنّ المسنين أصبحوا في دائرة اهتمامنا، ودائماً الطفل والمسن هما بحاجة إلى اهتمام وعناية، وننظّم أحياناً معارض من أجل غزّة، وأيضاً نشارك بمعارض منتوجات بيتية، وأيضاً ومن واجبنا أنْ نكرّم سيدات لهن بصمات كل في مجاله، لأنّ التكريم يعطي دفعاً للناس كي ينضموا متطوّعين إلى جمعيات، فيقدّموا من وقتهم، كلٌّ في مجاله».

يوم ترفيهي لأطفال الجمعية

 

الديراني خلال تقديم الهدايا للأطفال