فلسطينيات >الفلسطينيون في لبنان
هيثم زعيتر في لقاء "إعلاميون في مواجهة صفقة القرن": لو اجتمع العالم وقرّر تصفية القضية الفلسطينية لن يستطيع
هيثم زعيتر في لقاء "إعلاميون في مواجهة صفقة القرن": لو اجتمع العالم وقرّر تصفية القضية الفلسطينية لن يستطيع ‎الجمعة 21 06 2019 23:15
هيثم زعيتر في لقاء "إعلاميون في مواجهة صفقة القرن": لو اجتمع العالم وقرّر تصفية القضية الفلسطينية لن يستطيع

جنوبيات

أكد الإعلامي هيثم زعيتر أنّ "أي ورشة أو مؤتمر أو منتدى يُعقد، لا تُشارك به فلسطين، يُولد ميتاً، ولو اجتمع العالم، وقرّر تصفية القضية الفلسطينية، فلن يستطيع، لأنّ نيل موافقة الشرعية الفلسطينية والشعب الفلسطيني المتمسك بأرضه، مُرتبط بتوقيع الرئيس الشرعي لدولة فلسطين الرئيس محمود عباس، وأي قرار خارج عن الشرعية الفلسطينية لن يكون له موطئ قدم".
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها خلال اللقاء الإعلامي بعنوان: "إعلاميون في مواجهة صفقة القرن"، الذي عُقِدَ في فندق "رامادا" - الروشة - بيروت قبل ظهر اليوم الجمعة في 21 حزيران/يونيو 2019، بمشاركة عدد من الإعلاميين اللبنانيين والعرب، وحضور حاشد.
وقال زعيتر:
"شكراً على هذا اللقاء، ونحن نعقده في يومٍ هامٍّ، يوم عيد الأب، هذا الأب الذي قدّم الكثير من التضحيات من أجل القضايا الوطنية والقومية، وفي الطليعة قضية فلسطين، الآباء، الشهداء والمناضلون في السجون والمبعدون واللاجئون.
هي طفلة كانت تسأل والدتها، لماذا وأين أبي؟، فقيل لها: بأنّه استُشهد، فقالت ومن أجل ماذا؟، قالوا لها: من أجل فلسطين، فسألت: هل هي غالية فلسطين حتى أفقد حنان الأب؟، كان الجواب عندما كبرت هذه الطفلة وهي، لبنانية، مسيحية وجنوبية، لتؤكد أنّ ما فكّروا في تقسيمه منذ نكبة فلسطين، كان الرد عليه بوحدة فلسطينية، ومن أجل فلسطين، ولنتساءل: هل ما قدّمناه من تضحيات حتى الآن كافٍ لنستحق وطناً اسمه فلسطين؟
نحن اليوم أيضاً في يوم إحياء ذكرى اللاجئين، فيوم اللاجئين الذي أنشئ في "المفوضية السامية للاجئين" من أجل معالجة قضيتهم في بداية العام 1951، وليس مُصادفة أنْ يكون بعد أشهر قليلة، من بدء عمل وكالة "الأونروا" الشاهدة على نكبة فلسطين، وفي مدّة مُحدّدة تنتهي في أواسط العام 1951.
هذه الوكالة الشاهدة على نكبة اللاجئين كانت مُدّتها مُحدّدة، لأنّهم كانوا يعتقدون بأنّ القضية الفلسطينية فترة وتنتهي، لذلك كانت "المفوضية السامية" بأهدافها الثلاثية: إما التوطين أو الإعادة إلى أرض الوطن، وهما أمران صعبان، أو التشتيت، وهو ما يرفضه الفلسطينيون، كما المناضلون من أجل القضية الفلسطينية، لذلك نُلاحظ أنّ أحد الأهداف الرئيسية لـ"صفقة القرن" هي قضية اللاجئين، وفي الطليعة منها وكالة "الأونروا".
على مرّ التاريخ ثبت أنّ الفلسطيني مع كل نكبة أو نكسة، يبرز في دور نضالي طليعي، بعد "وعد بلفور" و"اتفاقية سايكس - بيكو" كانت ثورة البراق في العام 1929، وكان الشهداء الثلاثة الذين أُعدِموا في مثل هذه الأيام من حزيران 1930، يردّدون الشعارات، التي فجّرت ثورة العام 1936، وفي نكبة العام 1948 كان العمل النضالي واعلان انطلاقة الثورة الفلسطينية في بداية كانون الثاني/يناير 1965، التي صدرت الثورات إلى العام.
وبعد نكسة حزيران/يوينو 1967، وأوّل هزيمة عربية، كان الانتصار الأوّل على العدو الإسرائيلي، في "معركة الكرامة" أوّل نصر يُحقّقه المقاومون الفدائيون ضد الاحتلال الغاصب.
وبعد 1973 كان الدخول لأوّل قائد ثورة إلى الأمم المتحدة الرئيس ياسر عرفات، مُنتزعاً مقعداً لعضوية "منظّمة التحرير الفلسطينية"، وبعد غزو 1982 كان إعلان قيام الدولة الفلسطينية، و"انتفاضة الحجارة"، والعودة إلى الأراضي الفلسطينية، لنقل المعركة من الخارج إلى الداخل، ثم "انتفاضة الأقصى"، وصولاً إلى انتزاع الرئيس محمود عباس مقعداً لدولة فلسطين، وإنْ بصفة مراقب في العام 2012، على الرغم من كل الضغوطات والمُؤامرات والإغراءات التي بُذِلَتْ.
أشكر الحضور والمناضلين من أجل القضية الفلسطينية، والمنظّمين على إتاحة المجال لي بالتحدّث كإعلامي لاجىء، وأنتم الذين قدّمتم الكثير من أجل القضية الفلسطينية، وأطمنكم جميعاً بأنّ الشعب الفلسطيني مع الأحرار والمناضلين من لبنانيين وعرب ومسلمين ومسيحيين وأممين في العالم، مستمرّون بالتصدّي ليس فقط لـ"صفقة القرن"، بل لكل ورشة أو مؤتمر أو منتدى يُعقد. لأنّه إذا لم تُشارك به فلسطين، فيُولد ميتاً، لذلك قبل أنْ يُعلن الرئيس الأميركي عن صفقته المزعومة، كان القرار واضحاً وصريحاً، ولنقولها بصراحة: لو اجتمع العالم، وقرّر تصفية القضية الفلسطينية، فلن يستطيع، لأنّ نيل موافقة الشرعية الفلسطينية والشعب الفلسطيني المتمسّك بأرضه، مُرتبط بتوقيع الرئيس الشرعي لدولة فلسطين الرئيس محمود عباس، وأي قرار خارج عن الشرعية الفلسطينية لن يكون له موطئ قدم. وأكثر لو وافق الرئيس الفلسطيني على التوقيع، لوجدنا الكثير ممَّنْ يتآمرون على القضية الفلسطينية الآن، يصطّفون بالأدوار لأخذ الرضى، وهو ما يرفضه الفلسطيني. هذا الفلسطيني الذي يُقاوم بالسكين والدهس والطعن، وبما توفّر له من سلاح، لأنّه مُتمسّك بأرضه وحقه الشرعي، والذي هو وعد رباني.
لذلك، اطمأنوا جميعاً، ما زال هناك من يفتدي فلسطين بروحه، وليس كل ما يُقرّر يُنفّذ، وليس كل ما يتمنّونه يجد طريقه إلى التنفيذ، فمن قال بأنّ عهد التميمي لم ترد بصفعتها على صفقة ترامب، فهي بقبضتها استطاعت أنْ تقمع ترامب، واستطاعت والدتها ناريمان أنْ تُوثّق تلك اللحظة، وهنا يبرز دور الإعلام في تعرية الاحتلال وكشف مؤامراته.
مَنْ قال بأنّ ما يفرضونه يُمكن أنْ يسير طالما هناك مَنْ هو مثل عمر أبو ليلى، الذي يستل سكين ليقتل جندياً، وسيقتل كل مَنْ يحاول أنْ يخون القضية الفلسطينية. هذا الفلسطيني الذي يناضل على أرض فلسطين أيضاً، هو تعرّض إلى الظلم، لذلك وجدنا الشاب صابر مراد يتصدّى للإرهابي في طرابلس، مُنقذاً حياة العشرات من الجنود اللبنانيين والمواطنين.
لا تخشوا على فلسطين، فلها رب يحميها، لكن الكثير ممَّنْ يتآمرون عليها، نأمل منهم ألا يدعموا إذا شاءوا، ولكن لا يغرزوا الخنجر في الجسد الفلسطيني، فإذا كانت الأوطان التي جزأها "سايكس - بيكو" لها حدود، فإنّ حدود فلسطين لا نهاية لها، لأنها المكان الوحيد على هذه الأرض، الذي فيها باب إلى السماء، حيث مشهد الإسراء والمعراج في الأقصى الأسير".