عام >عام
الشيخ ماهر حمود: عوامل فشل "صفقة القرن"
الشيخ ماهر حمود: عوامل فشل "صفقة القرن" ‎الجمعة 28 06 2019 18:41
الشيخ ماهر حمود: عوامل فشل "صفقة القرن"

جنوبيات

رأى رئيس "الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة" الشيخ ماهر حمود "أن هناك ضجيج عالمي حول صفقة القرن، وقلة من الناس تصفق وتهلل، لقد انتهت القضية الفلسطينية وختمت بقليل من المال وكثير من الخيانة، بقليل من العلم والفهم وكثير من الجهالة والتجهيل".
وقال:نحن نقول مؤكدين ان هذه الصفقة ستفشل، بل انها ستؤسس لمرحلة افضل من الوعي والمقاومة ومواجهة المتآمرين، وذلك لأسباب:
اولا: الاميركي نفسه ليس جادا فيما يقول ويفعل، ترامب رجل اعمال ومقاول وليس سياسيا، وهو يتصرف كمقامر او كمن يستفيد من الوقت ولا تهمه النتائج الفعلية، ولو كان جادا لما تحدث مندوبه (جاريد كوشنير) عن 50 مليار دولار ليدعم هذه الصفقة، وهو قد اخذ من السعودية في جلسة واحدة 450 مليار دولار، فكيف يمكن ذلك، بل  ان زوجة صاحب شركة امازون العالمية(جيفري بيزوس) حُكم لها ثمنا لطلاقها 68 مليار دولار !!!، طلاق واحد بهذا المبلغ وقضية دينية حضارية ضاربة في اعماق التاريخ وتصيب ملايين من الناس بخمسين مليار دولار موزعة على خمس دول وعلى عشر سنوات؟ كيف يمكن ذلك؟.
ولو كان ترامب جادا لما قام بالخطوتين "السخيفتين": نقل السفارة الاميركية الى القدس، وضم الجولان للعدو الصهيوني، فهو يعلم تماما، او مساعدوه على الاقل ماذا يعني ذلك؟، ثم ان ترامب ذاهب ولن يجدد له، كما انه ليس من النوع المحترم في المجتمع الاميركي، فثروته تعتمد على نوادي القمار والمنتجعات السياحية وليس على قطاع منتج او صناعة مفيدة.
ثانيا: لعلها هيالمرحلة الاولى التي يتوحد فيها الموقف الفلسطيني منذ عام 1974 تاريخ القاء الشهيد عرفات كلمة في الامم المتحدة، ولن يستطيع احد ان يفرض على الفلسطينيين ما يجمعون على رفضه.
ثالثا: البعد التاريخي: نظرة سريعة الى واحد وسبعين عاما من  تاريخ القضية الفلسطينية تثبت ان عدة مشاريع كانت اهم من هذا المشروع المسخ لم يكتب لها النجاح، فلا يمكن ان ينجح مشروع مرتجل وسطحي ومتعجل بعد فشل كل تلك المشاريع.
رابعا: البعد الغيبي: وهو الاهم برأينا، نحن نؤمن من خلال العقيدة الاسلامية ان المسار المؤكد لهذه القضية هو زوال اسرائيل، ولا يمكن ان ينجح اي حل ينطلق من تثبيت الكيان الصهيوني واسباغ  الشرعية عليه... {... كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (64)} (سورة المائدة)، هذا الذي تؤكده دائما ان نتائج كل حروب العدو وحلفائه علينا نتج عنها عكس ما يتوقعون ويخططون... لقد كانوا ينتظرون الاعتراف بهم منذ عام 1948وهذا لم يحصل: قامت انظمة ثورية متعددة تنادي بزوال اسرائيل، ثم عام 1967 تلقت هذه الفكرة ضربة قاسية وتوقع الصهاينة استسلام الانظمة العربية فقامت قمة الخرطوم برفع اللاءات الثلاث: لا صلح لا اعتراف لا مفاوضات، وقامت المقاومة الفلسطينية بحمل القضية كأفضل ما يمكن ضمن الامكانيات المتاحة...في العام 1982 تم اخراج المقاومة الفلسطينية من لبنان فقامت المقاومة الاسلامية لتفاجئ الجميع بقدرتها واستمراريتها، وفي نفس السياق قامت الانتفاضة الاولى ثم الثانية ثم حصل اتفاق اوسلو الذي كان يفرض ان يؤسس لسلام مصطنع... فاذا بالمقاومة في غزة تصبح اقوىواقدر على المواجهة والانتصار مرة بعد مرة رغم الحصار والخيانة والتخلف العربي.
خامسا: سيذهب ترامب وفريقه وستنكشف انظمة عربية عميلة، وستبقى فلسطين وستبقى المقاومة، هذا ما نراه قريبا ويرونه بعيدا.