عربيات ودوليات >أخبار دولية
القوة الحركية لداعش لا تزال قائمة ومواجهتها تحتاج وقتا وجهدا
القوة الحركية لداعش لا تزال قائمة ومواجهتها تحتاج وقتا وجهدا ‎الثلاثاء 9 07 2019 16:46
القوة الحركية لداعش لا تزال قائمة ومواجهتها تحتاج وقتا وجهدا

جنوبيات

تؤكد عمليات الضبط الأخيرة لعناصر تنظيم "داعش" من منتسبيه الأجانب في تونس والهجمات التي شهدتها الفلبين مؤخرا، صدق ما ذهبت إليه بعض تقديرات أجهزة الاستخبارات الدولية من أن داعش "لا يزال نشطا في حركته" برغم ما منى به من هزائم في العراق وسوريا.

في مطلع الشهر الجاري، ألقى جهاز أمن الدولة في تونس القبض على عنصرين أجنبيين حامت حولهما الشبهات لدى دخول الأراضي التونسية، وتبين بعد مداهمة محلي إقامتهما بأحد فنادق مدينة صفاقس التونسية حيازتهما لعديد من جوازات السفر المزورة وأجهزة تجسس واستطلاع متطورة.

كما كشفت تحقيقات الأمن التونسي عن أنهما في حقيقة الأمر من منتسبي داعش ويحملان الجنسية البيلاروسية، وبحسب المعلومات المتوافرة من جهات التحقيق التونسية تنوعت تلك الجوازات المزورة ما بين أوكرانيا والمالديف وبأسماء مختلفة.

وتعد صفاقس ثان كبريات المدن التونسية وتصل على ساحل المتوسط وهي مسقط رأس محمد الزواري -49 عاما- الذي أوقعت به الاستخبارات الداخلية التونسية بعد أن تبين أنه "مهندس" الذراع الجوي المسير لتنظيم حماس، ولقي الزواري حتفه في ديسمبر 2018 برصاص مجهولين أعلنت حماس في حينه عن أنهم من الموساد الذي قرر تصفيته.

وبحسب تقرير نشرته وكالة "تونس أفريك برس" المستقلة، فقد وصل العنصران البيلاروسيان إلى صفاقس في مطلع يونيو الماضي ونزلا في أحد فنادقها مستخدمين جوازات سفر بيلاروسية وكان ذلك كفيلا في حد ذاته للفت انتباه رجال أمن الدولة التونسي، حيث لا تعد صفاقس أحد المقاصد السياحية للقادمين من دول البلطيق، كما كان لافتا انعزالهما عن التعامل مع طاقم الفندق وهو الأمر الذي بلغ مداه بعدم سماحهما لأطقم خدمة الغرف بمباشرة أعمال التنظيف اليومية المعتادة لنزلاء الفندق وهنا حامت حولهما الشبهات بشكل أكبر.

وأكد تقرير لشبكة "بلسات" التليفزيونية وهي شبكة بيلاروسية تبث من العاصمة البولندية وارسو، أن تحقيقات سلطات الادعاء العام التونسي مع منتسبي داعش لا تزال جارية، لكن الشبكة فشلت في تحقيق اتصال بالخارجية البيلاروسية للوقوف على تفاصيل أكثر حول الواقعة، كما نقل راديو أوروبا الحرة ومقره واشنطن عن مسئولين في مينسك قولهم إن حكومة بيلاروسيا تتابع هذا الأمر الذي قد يكشف عن مزيد من عملاء داعش في منطقة البلطيق.

وفي الفلبين، كشفت تحقيقات جهاز المخابرات الوطني الفلبيني عن انتماء منفذي التفجيرات الانتحارية الذي شهدتها مدينة "ايندانان" عاصمة جزيرة سولو جنوب البلاد أواخر يونيو الماضي إلى داعش وأن منفذي الهجوم كانوا يستهدفون مقر قيادة اللواء الأول في قوات الجيش الفلبيني، ويعد اللواء الأول في الجيش الفلبيني هو المكلف بواجب مقاومة التمرد الذي تشهده مناطق جنوب الفلبين والذي تقوده عناصر متشددة.

وأعلن تنظيم "داعش" مسئوليته عن تنفيذ الهجوم الانتحاري في الفلبين، كاشفا أن منفذيه يحملون الجنسية الفلبينية وليسوا من منتسبي داعش من العرب، وأكدت سلطات الأمن الفلبينية أن منفذي الهجوم هم أول مفجرين انتحاريين من أبناء الفلبين واستطاعت داعش تجنيدهم لتنفيذ مخططها لزعزعة استقرار البلاد وذلك في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ الفلبين.

وكانت تقديرات أولية قد توقعت انحسار خطر داعش وعملياته على المستوى العالمي بعد الهزائم التي منى بها في العراق وسوريا خلال العامين الماضيين انحسارا نهائيا، كما توقعت أكثر التقديرات تشاؤما أن يستغرق الأمر عدة أعوام لكي تتمكن داعش من إعادة تنظيم صفوفها قبل أن تستأنف حملتها لإرهاب العالم.

لكنه وخلافا لذلك استطاعت داعش -التي تعمل الآن على إعادة تمركزها في أفغانستان- استئناف نشاطها الإرهابي في العالم وفق سيناريوهات حركية أسرع مما كان يتوقعه المراقبون، ففي يوليو 2018 نفذت عناصر داعشية هجوما باستخدام شاحنة ملغومة على نقطة تفتيش أمني فلبينية في جزيرة باسيلان وكان منفذ العملية يحمل الجنسية المغربية، وفي يناير الماضي نفذ إندونيسيان من عملاء داعش هجوما بالقنابل على كنسية كاثوليكية في جزيرة جولو الفلبينية، وأسفر ذلك عن مصرع 23 مصليا وإصابة أكثر من 100 آخرين، ولجأت داعش في هذا الأمر إلى اعتماد وكلاء من المنظمات الإرهابية المحلية للعمل لحسابها.

يذكر أن تنظيم "أبو سياف" الذي يعد أخطر التنظيمات الإرهابية الفلبينية كان قد بايع في العام 2014 أبو بكر البغدادي زعيم "داعش"، وصار مسلحو أبو سياف منذ هذا العام ذراعا حركيا لداعش في جنوب شرق آسيا، كما قام منتسبو أبو سياف من المتشددين بالتحرك في أوساط الشباب الفلبيني وتنفيذ عمليات تجنيد لعناصر جديدة باسم داعش.