عام >عام
النائب أسامة سعد في ندوة حول انتصار 2006: التحية إلى صمود الشعب وبطولات المقاومة وتصدي الجيش
النائب أسامة سعد في ندوة حول انتصار 2006: التحية إلى صمود الشعب وبطولات المقاومة وتصدي الجيش ‎الثلاثاء 23 07 2019 13:48
النائب أسامة سعد في ندوة حول انتصار 2006: التحية إلى صمود الشعب وبطولات المقاومة وتصدي الجيش

جنوبيات

بدعوة من جمعية مراكز الإمام الخميني الثقافية، ومطرانية صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك، أقيمت ندوة بعنوان:" انتصار تموز 2006 والبعد الإنساني والثقافي للنصر"، وذلك في قاعة مطرانية صيدا للروم الملكيين الكاثوليك في صيدا.
حضر الندوة الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب الدكتور أسامة سعد، وحشد من الشخصيات السياسية والاجتماعية، وممثلي الهئيات الثقافية والدينية.
بدأت الندوة بمداخلة ترحيبية لراعي أبرشية صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك المطران إيلي بشارة حداد. ثم تخلل الندوة عدة كلمات لكل من: الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب الدكتور أسامة سعد، وعضو المجلس السياسي في حزب الله غالب أبو زينب، ومدير مركز المطران سليم غزال للتنمية والحوار إميل اسكندر.

وكان للنائب الدكتور أسامة سعد مداخلة حول انتصار 2006 وتداعياته على الساحة العربية والفلسطينية، ومما جاء في كلمته:

اسمحوا لي بدايةً أن أوجّه تحية الشكر والتقدير إلى الأصدقاء في جمعية مراكز الإمام الخميني الثقافية، وإلى الأصدقاء في مطرانية صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك، على إحياء ذكرى الانتصار في حرب تموز 2006، وعلى تنظيم هذه الندوة عن البعد الإنساني والثقافي للنصر، وأن أشكرهم أيضاً على إتاحة الفرصة لي للكلام في الندوة عن تداعيات الانتصارعلى الساحتين الفلسطينية والعربية، وذلك إلى جانب أصدقاء أعزاء أتشرف بالاشتراك معهم في هذه الندوة.
في مستهل الكلام عن انتصار 2006 وتداعياته أوجّه التهنئة بهذا الانتصار إلى لبنان الذي حقق النصر ... إلى صمود الشعب وبطولات المقاومة وتصدي الجيش ... وأوجّه تحية الإجلال والإكبار إلى الشهداء الذين ضحوا بحياتهم دفاعاً عن لبنان .. وإلى الجرحى والمصابين .. كما أوجّه التحية إلى الشركاء في النصر .. إلى كل الذين دعموا لبنان .. وكل الذين تضامنوا مع لبنان في مواجهة الغزوة الصهيونية .. وفي مواجهة القرار الأميركي بشن العدوان على لبنان.
الانتصار في حرب 2006 كانت له تداعياته الإيجابية على لبنان... كما كانت له تداعياته الإيجابية أيضاً على الشعب الفلسطيني..هذا الشعب المكافح والمنتفض والمقاوم ضد الاحتلال الصهيوني... وكذلك على الحركات والتيارات المناهضة للهيمنة الاستعمارية والتبعية والظلم الاجتماعي والفساد والاستبداد... والمكافحة من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية... على امتداد الوطن العربي وفي سائر أنحاء العالم.
وفي المقابل كان لانتصار المقاومة، وهزيمة الجيش الإسرائيلي، تداعيات سلبية لم تقتصرعلى الكيان الصهيوني، بل طالت أيضاً المخططات الأميركية تجاه بلادنا، ومن بينها " مشروع الشرق الأوسط الجديد ". كما طالت أيضاً الانظمة العربية التابعة للنفوذ الأميركي، والتي اتخذت موقف الإدانة للمقاومة... وموقف التبرير للعدوان الإسرائيلي.
لقد نجحت المقاومة في كسر هيبة الجيش الصهيوني الذي زعموا أنه لا يقهر... كما نجحت في تأسيس توازن قوى جديد مع العدو... يجعله يفكر ألف مرة قبل الإقدام على شن  عدوان جديد... الأمر الذي حدّ كثيراً من العربدة الإسرائيلية في لبنان... كما شكّل حماية للثروة النفطية والغازية اللبنانية في البحر.
وإذا كانت المداخلة المحددة لي لا تشمل تداعيات الانتصار على لبنان نفسه، إلا أنني أرجو السماح لي بالتطرق سريعاً إلى الأوضاع الحالية في لبنان، وأن أقول:
إن الشعب اللبناني الذي قدّم التضحيات الجسام في حرب 2006، وقبلها في مقاومة الاحتلال... هذا الشعب ما بيستاهل أن يستمر في حكمه نظام المحاصصة الطائفية العاجز والفاشل والفاسد... ولا أن تفرض عليه موازنة قاصرة عن معالجة المشاكل المالية والاقتصادية والمعيشية... وظالمة لمحدودي الدخل ومتوسطي الحال... واسمحوا لي أيضاً أن اوجّه التحية إلى كل الذين يرفضون هذه الموازنة... وكل الذين يتحركون في الشارع احتجاجاً عليها.
بالعودة إلى صلب موضوع المداخلة، من الضروري تناول التداعيات كبيرة الاهمية لانتصار 2006 على الأوضاع  في فلسطين المحتلة، والتشديد على التفاعل العميق للشعب الفلسطيني مع هذا الانتصار.
ولا يفوتنا التنويه بإنجازات المقاومة الفلسطينية في غزة، وبالتنامي الكبير في قدراتها العسكرية، ومن بينها القدرة الصاوخية. كما لا يفوتنا الإشارة إلى نجاح المقاومة الفلسطينية في أسر جنود إسرائيليين في مرحلة حرب 2006 وقبلها، وبعدها.
ومن المهم أيضاً الإشارة إلى تنامي المقاومة الشعبية والعمليات ضد جنود الاحتلال في القدس والضفة الغربية، بالتفاعل مع انتصار 2006، ومع معركة إنجاز التحرير سنة 2000.

وقال سعد:

لا تخفى أبداً علاقات التفاعل العميق بين المقاومتين اللبنانية والفلسطينية اللتين تعتبران مقاومتان توأمان. فمنذ ما قبل قيام الكيان الصهيوني سنة 1948 ، شارك مقاومون لبنانيون في الكفاح المسلح على أرض فلسطين، من بينهم الشهيد معروف سعد، والشهيد محمد زغيب الذي استشهد في معركة المالكية وغيرهما الكثيرون.
ولقد خاضت المقاومتان اللبنانية والفلسطينية معارك الدفاع عن لبنان في مواجهة الغزوات الإسرائيلية سنة 1982، وقبلها، وبعدها. كما كان للمقاومة الفلسطينية الدور البارز في دعم المقاومة الوطنية والمقاومة الإسلامية في لبنان.
واليوم يخوض الشعب الفلسطيني، مدعوماً من قبل تيار المقاومة في المنطقة، معركة إسقاط " صفقة القرن" التي تهدف إلى تصفية الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني ومن بينها حق العودة.
وبعد النجاح في إسقاط الفصل الأول من تلك الصفقة ممثلاً بمؤتمر البحرين، تتزايد الضغوط الأميركية على الفلسطينيين، وعلى لبنان، وعلى سائر قوى الاعتراض ، من أجل إرغامهم على الخضوع للشروط الأميركية - الإسرائيلية.
ولا بد هنا من التنويه بالإجماع الفلسطيني على رفض "صفقة القرن"، والتنويه أيضاّ بالإجماع اللبناني الفلسطيني الشامل على التمسك بحق العودة ورفض التوطين. لكن في الوقت نفسه، لا بد من التساؤل حول أبعاد إجراءات التضييق على الإخوة اللاجئين الفلسطينيين التي أصدرتها وزارة العمل مؤخراً؟!
فتلك الإجراءات تتنافى تماماً مع ضرورة توفير مقومات الصمود للاجئين في مواجهة الضغوط الأميركية الهادفة إلى فرض التوطين عليهم، كما تتنافى مع الحاجة الملحة لإعطائهم حقوقهم الإنسانية والاجتماعية بما يساعدهم على تأمين ظروف حياتية مقبولة حتى تحقيق العودة إلى وطنهم.

وأضاف سعد:

يبقى من الضروري في ختام هذه المداخلة أن أشير إلى التفاعل الإيجابي للأجيال الشابة العربية مع انتصار تموز، فضلاً عن تفاعل هذه الأجيال مع كفاح الشعب الفلسطيني ومع المقاومة في الأرض المحتلة.
ومن نتائج هذا التفاعل تعزيز الثقة بالنفس، وبالقدرة على الانتصار على القيود والصعاب التي كان يعتبرها البعض من المستحيلات.
لقد نجحت الانتفاضات الشبابية والشعبية العربية في كسر حاجز الرهبة والخوف من القمع والإرهاب والاستبداد،
وتوصلت إلى تحقيق عدد من الإنجازات في بعض البلدان، إلا أنها فشلت في بلدان أخرى، وانحرفت، أو سقطت تحت ضربات الثورة المضادة وقوى التطرف والإرهاب.
مع ذلك، لا بد من القول إن جيل الشباب قد تحرّر من القمقم، وهو سيواصل النضال من أجل تحقيق أهداف الشعوب العربية في الحرية والعدالة والكرامة.
أكرر توجيه التحية إلى ذكرى انتصار 2006،