ثقافة وفن ومنوعات >ثقافة وفن ومنوعات
عودة مهرجانات صور بعد غياب خمس سنوات
عودة مهرجانات صور بعد غياب خمس سنوات ‎الجمعة 8 07 2016 13:25
عودة مهرجانات صور بعد غياب خمس سنوات


 

عادت مهرجانات صور بعد غياب خمس سنوات الى التألق من جديد وعادت تصدح معها اعمدة الملعب الروماني التي تحاكي كل الحضارات، فاختارت لليلتها الاولى العمل المسرحي الراقص "الملكة خاتون" قدمته فرقة "انانا" للرقص المسرحي من الجمهورية العربية السورية.

حضر حفل الافتتاح الى رئيسة لجنة مهرجانات صور السيدة رندى عاصي بري، وزير الثقافة روني عريجي ممثلا رئيس الحكومة تمام سلام وسفير كوريا الجنوبية في لبنان ليو ميل وسفيرا البرازيل ورومانيا، وفد من الوحدة الايطالية العاملة في اليونيفل ورئيس اتحاد بلديات صور عبد المحسن الحسيني، رئيس بلدية صور المهندس حسن دبوق وعدد من اعضاء السلك الدبلوماسي وفاعليات سياسية وبلدية واجتماعية واختيارية وحشد من الحضور غص به الملعب الروماني.

بعد النشيد الوطني اللبناني، اعتلى اعضاء فرقة انانا مدرجات الملعب الروماني وقدموا استعراضا راقصا من قصة الطفلة خاتون ابنة الملك صلاح، التي تولت الحكم لعدم انجاب والدها للاولاد في حلب وطورتها ثقافيا وعمرانيا ودافعت عنها، فكانت القصة خير تعبير لرقص استعراضي مأخوذ من التاريخ ويحاكي الحاضر ايضا.

وعلى هامش الليلة الاولى من فاعليات مهرجان صور، أكدت السيدة بري ان "هذا المهرجان هو تحد" وقالت: "اي شعب لا يتحمل مسؤلياته لن تكون له حياة، دائما ايا تكن الظروف صعبة وخطيرة هناك وقت يجب ان نفتح طاقة ويجب ان نمر ولو من بقعة ضوء صغيرة، وهذه البقعة تتجسد من خلال هذا الجو والحب الذي نلتقي عليه ويلتقي اللبنانيين معه". وأشارت الى انه لا بد من ان نؤكد لكل العالم ان رسالتنا رسالة حب ورسالة سلام وان هذا الجنوب كما كان دائما سيبقى شامخا ومرفوع الرأس".

وقالت: "هناك اسباب امنية مختلفة من وقت الى آخر كان لا بد من الحرص والتحفظ لاجل سلامة الناس والمواطنين. ونحن اليوم نعود والحمد لله بزخم وذلك بفضل الناس وبفضل المغتربين والسائحين الذين يطالبون دائما بعودة هذا المهرجان رغم الظروف الاقتصادية الصعبة وهي على لجنة المهرجانات ليست بالسهلة. فكان لا بد ان نجد كل الوسائل والطرق لنعيد الحياة لهذا المهرجان آملة ان يكون مشهدا واضحا امام الرأي العام اللبناني لأن المهرجانات هي للناس ومن اجل الناس. مهرجانات صور والمهرجانات الوطنية الخمس الخاصة تعد من المهرجانات الثقافية والفنية وليست مهرجانات فرح فقط بل هي مهرجانات موجهة نحو الثقافة والتطور وهي رسالة الى العالم كما هي الى الداخل، ورسالة ضخمة الى المغتربين ليعودوا دائما من خلال هذا الفرح ومن خلال هذا الارث الانساني. لكن اهم رسالة نطلقها من صور من هذا الموقع التاريخي الذي لا يزال قائما بفعل اهل المنطقة واهل المدينة سالم المعالم، مؤكدة ان جمعية "اثار جل" حافظت على هذه المعالم وطورتها لكي تصبح جاهزة لتستقبل المهرجانات وتستقطب كل شرائح المجتمع حتى الباحثين في مجالات الاثار وفي مجالات الفنون".

وتابعت بري: "انها المرة الاولى التي سيتم فيها نقل وقائع هذا المهرجان مباشرة على الهواء عبر الانترنت للمغتربين لأننا نعلم ان هناك صعوبة كبيرة بعودة البعض منهم لقضاء فرصة الصيف حيث كنا نرى مئات الالوف يعودون بعد انتهاء المدارس لتمتلئ ساحات القرى وساحات المدن لهؤلاء، بالاضافة الى السواح وخاصة اشقائنا العرب من كل المناطق فنحن نفتقد في السنوات الاخيرة وهذه السنة بالذات الى الكثيرين ولهذا احببنا ان يحاكي المهرجان اهلنا في الاغتراب".

وفي ردها على سؤال عن بدايات المهرجان، قالت: "كانت الرسالة الاساسية والرئيسية لانطلاقة مهرجان صور العام 1996 حين اقيم اول مهرجان اواخر شهر حزيران اي بعد شهرين من مجزرة عناقيد الغضب، كانت حينها رسالة واضحة جدا اضاءت على الكثير من العناوين وهو المهرجان الوحيد الذي قدمت فيه كلمة. كل المهرجانات تبدأ بالنشيد الوطني ولكن المهرجان الوحيد الذي تكلمت فيه هو اول مهرجان لأني اردت ان اوجه رسالة واضحة قلت فيها انه مهما حاولت اسرائيل ان تقتل الحياة وتسرق الهواء لكنها لن تستطيع. فهذا المهرجان هو فعل ايمان وفعل مقاومة كما اي نوع من المقاومة الاخرى فلن تستطيعوا ان تهزمونا وان تقتلوا فينا الحياة وسنخلق من كل هذا الحزن كل الفرح".

أضافت: "للجنوب بعد مختلف ودائما للجنوب رسالة مختلفة وهو اصلا رسالة الى العالم كله ولبنان بحد ذاته رسالة مميزة للعالم كله في لبنان والجنوب تحديدا نحن ارض الديانات ومهد الانبياء حيث خطى السيد المسيح وابو ذر الغفاري".

وقالت: "نحن نمشي على ارض مقدسة اينما ذهبت في لبنان لذلك نحن نحاول ان نكون على قدر هذه المسؤولية، ونطالب دائما ونود ان يشاركنا جميع اللبنانيين في تكملة هذه الرسالة وتقويتها لنحافظ على ارضنا وعلى كل هذه الحياة وعلى كل هذا الارث الانساني الذي دفع ثمنه الجنوبيون والشعب اللبناني كافة ثمنا غاليا جدا ولا زلنا ندفع اثمانا اقتصادية ومعنوية على كل المستويات".

وختمت: "من هذا الفكر ومن هذا البعد نقوم دائما بهذا المهرجان بكل حب لنقدم رسالة سلام ضخمة للبنانيين ولأشقائنا".