عام >عام
إذا مش الخميس الاثنين... خدوا وقتكن ما في شي مستعجل!
إذا مش الخميس الاثنين... خدوا وقتكن ما في شي مستعجل! ‎الجمعة 19 03 2021 10:21
إذا مش الخميس الاثنين... خدوا وقتكن ما في شي مستعجل!

اندريه قصاص

يبدو أن" الشبيبة "غير مستعجلين، بإعتبار أن الوضع بكل مستوياته بألف خير. فلا داعي للعجلة. فإذا لم يكن الأثنين فإلى الخميس او العكس ايضا. فالقصة هي قصة حظ ومجرد لعبة "لوتو". أما الفقير "المشحرّ" فيمكنه الإنتظار. و"أكتر من القرد ما مسخو ربنا". و"من شرب البحر لا يغصّ بالساقية".

فعلى رغم المشهد السوداوي الذي يرافقنا منذ أن أصبحت معادلة "وجوه وعتاب" واقعًا ملموسًا، وعلى رغم ما سبق اللقاء السابع عشر بين رئيس الجمهورية والرئيس المكّلف من أجواء مشحونة، فإننا لا نزال نميل إلى تصديق ما أعلنه الرئيس سعد الحريري بعد لقائه الرئيس ميشال عون، وفي ظاهر كلامه بعض الإيجابيات، خصوصًا أنه ألمح إلى أن "الهدف من أي حكومة أن نوقف الانهيار عبر صندوق النقد ونعيد الثقة. واليوم هدفنا هو وقف انهيار الليرة، وأن تشكيل الحكومة ضروري لإيقاف الإنيهار بالتعاون مع البنك الدولي".
ويستدّل مما ورد في نهاية تصريحه أن الرئيس الحريري أراد من خلال تلبية دعوة رئيس الجمهورية إلى لقاء في بعبدا، على رغم بعض ملاحظاته على الطريقة التي تمت بها مخاطبته عبر التلفزيون، التعالي على الجراحات ووقف التصادمات الكلامية وردود الفعل لما لها من تأثير سلبي وخطير على وضعية "الشارع" الذي يغلي، والذي لم يعد يصدّق أي شيء مما يقوله السياسيون، وهم الذين يتحمّلون، بنسب مختلفة، مسؤولية ما وصل إليه الناس من تعتير وفقر وجوع.
الكلام بين الرئيسين، حسب المعلومات، كان صريحًا ومباشرًا، وتناول الوضع المأزوم في البلد، ومدى إنعكاس عدم تشكيل حكومة على الأوضاع العامة وتأثير ذلك على إرتفاع سعر صرف الدولار في السوق الموازية، وإن كانت في بداياته بعض من زعل وعتب.
وفي المعلومات أن البحث لم يتطرق إلى الصيغ الحكومية، بل تُرك الأمر إلى يوم الأثنين تمهيدًا لمزيد من الإتصالات، وإن كان هذا التأجيل قد لاقاه "الشارع" بمزيد من الغضب، بإعتبار أن الوضع المأسوي لا يحتمل المزيد من التسويف والمماطلة.
فإذا لم يتفق الرئيسان على صيغة حكومية مقبولة فإن ما نتوقعه هو أن يزيد "الشارع" غليانًا، وهذا ما سيؤخذ في الإعتبار في لقاء الأثنين، على أمل الا يكون هناك تأجيل آخر إلى الخميس أو إلى أي موعد آخر، لأن القيامة عندها ستقوم ولن تقعد، بعد أن يكون قد طفح كيل الشعب من قلّة مسؤولية المسؤولين.
الفارق بين أمس الأول وأمس، أي بين التصعيد والشعبوية وبين التهدئة ومحاولة جمع ما إنكسر، أن سعر الدولار سجّل إنخفاضًا، وهذا ما يدّل إلى أن السياسة تلعب دورًا مؤثرًّا في عملية الصعود والإنخفاض. وهذا ما يهمّ اللبنانيين، الذين كوتهم اسعار السلع الإستهلاكية، التي أصبحت تتغيرّ إرتفاعًا مع كل إشراقة شمس.

 فإذا كان تشكيل الحكومة، أيًّا كان شكلها ولونها، سيسهم في تراجع سعر الدولار، فإن هذه الحكومة ستلقى الدعم، على رغم أن الشعب لم يعد يصدّق أي شيء يأتي عن طريق هذه الطبقة السياسية، التي أثبتت فشلها وعدم قدرتها على التغيير.
لا نريد أن تكون هذه المواعيد على طريقة مواعيد "اللوتو"، بل عملًا بأغنية المطربة شريفة فاضل "يوم الأحد تلاقينا"، حيث تعدّد أيام الاسبوع، وما عرض عليها حبيبها وصولًا إلى يوم السبت، الذي إنتهى بالزواج.
عقبال العايزين. وتبقى الأفراح في دياركم عامرة.