مقالات مختارة >مقالات مختارة
موتوا بغيظكم... لن يعتذر
موتوا بغيظكم... لن يعتذر ‎السبت 20 03 2021 06:51
موتوا بغيظكم... لن يعتذر

نهاد أورفلي

اللبنانيون جميعهم ترقّبوا كلمة رئيس الجمهورية المتلفزة المسجلة...

بعد عرضه المطوّل لما آلت إليه أوضاع البلاد من نكبات وكوارث وويلات على كافة الصعد... توقّعوا منه أن يأتي بالحلول الناجعة. فإذا به يكرر مقولة «ما خلونا نشتغل»، التي أصبحت مُضحكة ومملّة وممجوجة وفاقدة الصلاحية...

متجاهلا ما يملك من صلاحيات دستورية، وأن له تيارا سياسيا، ولديه أكبر كتلة نيابية وأغلبية نيابية في المجلس النيابي وأغلبية وزارية في الحكومات المتعاقبة، ويترأس جلسات مجلس الوزراء ولا يمرّ جدول أعمال مجلس الوزراء و أي قرار في مجلس الوزراء دون موافقته حيث يملك الثلث المعطل، كما أنه القائد الأعلى للقوات المسلحة ويترأس جلسات المجلس الأعلى للدفاع... وأنهى كلمته بدعوة الرئيس المكلف للحضور إلى القصر الجمهوري لتشكيل الحكومة أو سيتم تكليف رئيس غيره، وكأن الرئيس المكلف موظف عنده، وليس شريكاً أساسياً في الحكم، معتقداً أنه بهذه الطريقة غير اللائقة برئيس البلاد وغير اللائقة بالرئيس المكلف، ربما تدفع الأخير إلى الإعتذار...

كان بمقدور الرئيس الحريري أن يردّ عليه بالمثل، وربما أكثر، لكنه لم يفعل، وتعاطى بطريقة مسؤولة وإيجابية وببرودة أعصاب، وجاء إلى القصر الجمهوري وتشاور معه، تاركاً باب المعالجة مفتوحاً إلى اجتماع أخر يعقد يوم الإثنين...

لم يعجبهم الأمر فأوعزوا إلى المدير العام للمديرية العامة لرئاسة الجمهورية إصدار بيان، أقل ما يقال فيه إنه بيان فيه الكثير من الوقاحة، وطالباً من رئيس الحكومة المكلف، ماذا عليه أن يفعل وكيف يتصرف وكيف يشكّل الحكومة وبأي معايير وبأي مواصفات، حيث أصبح مكتب المديرية العامة بديلاً عن رئيس الجمهورية، فيتحدث عنه ويوجّه التعليمات والأوامر، في حين أن رئيس الجمهورية نفسه لا يملك أي صفة دستورية أو قانونية تعطيه الحق أن يوجه رسالة بهذا الخصوص مهما كان مضمونها، لأنه بذلك يتجاوز صلاحياته الدستورية...

يا فخامة الرئيس: رئيس الحكومة ليس موظفاً عندك، رئيس الحكومة مثلك، أنت رئيس وهو رئيس، بل يزيد عنك لأنك أنت في مجلس الوزراء يمكنك الحضور متى تشاء لكن لا تستطيع أن تصوّت على أي مشروع.

يا فخامة الرئيس: رئيس الحكومة ليس «باش كاتب» ويتمتع بصلاحيات أعطاه إياها الدستور.

يا فخامة الرئيس: المصيبة انك لا تعلم ماذا تفعل، ولو كنت تعلم فالمصيبة أكبر...

لا شك أن فخامة رئيس الجمهورية يعيش حالة إنفصام في الشخصية، وأصبح مثيراً للشفقة ويجب معالجته، كم أصبح فاقد الأهلية لممارسة مهامه الرئاسية، ويجب عزله بموجب الأصول الدستورية في مثل هكذا حال...

أما ذلك الموظف «المأمور» يجب إحالته إلى الهيئة العليا للتأديب لتجاوزه حد السلطة ومخالفته الواضحة والصريحة واعتداءه على صلاحيات وأعمال رئاسة الحكومة، وتحديداً على صلاحيات رئيس الحكومة شخصياً...

الأهم من ذلك كلّه، أن الوطن إنهار إقتصادياُ وإجتماعياً، وانهالت المصائب على اللبنانيين بالجملة والمفرق، ولم يعد اللبنانيون قادرين على التحمّل...

وحاشية الرئيس وعلى رأسها طفله المدلل، ذو الشخصية الفولكلورية، المريضة، المعقّدة، المفلسة سياسياً وشعبياً، والمهووسة بالسلطة وحب التسلّط والكذب والتضليل والنفاق، حتى بلغ به الأمر أن يفتخر أمام تياره بقوله: «اليوم الأحد وما معي دولار واحد بجيبتي»، وبعدها في مقابلة إعلامية يجاهر «بأن من يملك ثروة ولديه طائرة خاصة ليس أحسن منه»!!

حقه... لكن ليعلمنا من أين له هذا؟؟

ما زال هذا المغامر المتهور الفاقد لأي حس بالمسؤولية الوطنية يمعن بوضع العراقيل والعقبات لتشكيل حكومة مهمة إنقاذية...

موتوا بغيظكم... لن يعتذر... ومصيركم مزبلة التاريخ وجهنم وبئس المصير...

المصدر : اللواء