عربيات ودوليات >أخبار دولية
هل تُحسم الانتخابات الاسرائيلية لصالح نتنياهو بدعم من "دولة التطعيم"؟
هل تُحسم الانتخابات الاسرائيلية لصالح نتنياهو بدعم من "دولة التطعيم"؟ ‎الاثنين 22 03 2021 19:46
هل تُحسم الانتخابات الاسرائيلية لصالح نتنياهو بدعم من "دولة التطعيم"؟

جنوبيات

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الانتصار على مرض كوفيد-19 بجعل إسرائيل "دولة التطعيم". غير أن هذا الإنجاز قد لا يكفي عندما يضع الناخبون كماماتهم الإلزامية ويتوجهون إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات يوم الثلاثاء.

وحول نتنياهو نجاح إسرائيل في تصدر دول العالم في التطعيم بلقاحات فيروس كورونا إلى شعار لحملته في رابع انتخابات تشهدها البلاد خلال عامين.

وأدلى نتنياهو بتصريح طرح فيه تقييما محسوبا لفرصه في الانتخابات بعد أن أشارت أحدث استطلاعات الرأي إلى تقارب المتنافسين.

قال لراديو الجيش الإسرائيلي أمس الأحد "مازلت أفتقد مقعدا (برلمانيا) أو اثنين لتشكيل حكومة مستقرة".

وتبين استطلاعات الرأي ارتفاعا طفيفا لصالح تكتل ليكود في الجزء الأخير من حملة الدعاية بما يمنح ائتلافا يقوده نتنياهو من الأحزاب المحافظة والأحزاب اليهودية المتطرفة حوالي 60 مقعدا أي أنه لن يملك أغلبية في البرلمان المؤلف من 120 مقعدا.

غير أن الاستطلاعات أشارت إلى أن ائتلافا محتملا وإن كان مستبعدا من أحزاب اليسار والوسط وفئات يمينية بقيادة يائير لابيد زعيم حزب "هناك مستقبل" الوسطي سيحصل أيضا على نحو 60 مقعدا.

ولم يسبق أن فاز حزب واحد بأغلبية برلمانية مطلقة تمكنه وحده من تشكيل الحكومة في أي انتخابات إسرائيلية. وفي سباق تتقارب فيه مراكز المتنافسين ربما تكون نتائج ليلة الانتخابات مجرد نقطة بداية على أن تحسم محادثات تشكيل الائتلاف في الغرف الخلفية مسألة ما إذا كان نتنياهو الذي اشتهر بلقب "الملك بيبي" سيظل في الحكم.

واختفت في حملة الدعاية هذه المرة اللوحات الإعلانية العملاقة التي تصور نتنياهو وهو يصافح حليفه دونالد ترامب الذي هزم في انتخابات الرئاسة الأمريكية في نوفمبر تشرين الثاني الماضي.

ومع وجود الرئيس الديمقراطي جو بايدن في البيت الأبيض لا يوجد احتمال يذكر أن تسهم تحركات دبلوماسية أمريكية في تعزيز فرص نتنياهو في الانتخابات.

وبدلا من ذلك ركز نتنياهو (71 عاما)، أطول زعماء إسرائيل بقاء في الحكم، على تسليط الضوء على دوره في تحويل إسرائيل إلى ما وصفه بدولة التطعيم.

فقد تم تطعيم نحو نصف السكان بوتيرة جلبت لنتنياهو إشادات دولية لكنها أدت أيضا إلى إطلاق نداءات بأن تبذل إسرائيل المزيد لضمان حصول الفلسطينيين في الأراضي التي تحتلها على اللقاحات.

وخلال لقاءات جماهيرية عديدة أثناء الدعاية الانتخابية كل يوم أو في سلسلة من الحوارات الإعلامية مع اقتراب يوم التصويت ردد نتنياهو "نحن أبطال العالم في التعامل مع فيروس كورونا ... فقد اشتريت الملايين من جرعات اللقاح وسأجلب ملايين غيرها".

ويقول معارضون سياسيون إن نتنياهو أساء معالجة الجائحة من البداية مشيرين إلى الحاجة لإغلاق عام على مستوى البلاد ثلاث مرات. واتهمه معارضوه بأنه غض الطرف عن منتهكي القيود من اليهود المتطرفين الذين يمثلون قاعدة قوة لشركائه الرئيسيين في الائتلاف.

بالنسبة لنتنياهو كانت الإشادة العلنية به من جانب ألبرت بورلا الرئيس التنفيذي لشركة فايزر، المورد الرئيسي للقاح إلى إسرائيل، دعما لا يقدر بثمن.

فقد قال بورلا للقناة التلفزيونية الثانية عشرة في إسرائيل إن رئيس الوزراء اتصل به هاتفيا 30 مرة لضمان إبرام صفقة توريد اللقاح وكلمه في إحدى المرات الساعة الثالثة صباحا.

وقال نتنياهو لراديو الجيش "مثلما استحوذت علي فكرة اللقاحات. سيستحوذ علي اقتصادنا". ووعد بصرف مساعدات نقدية أخرى لكل الإسرائيليين والشركات المتعثرة.

غير أنه بعد ثلاثة انتخابات غير حاسمة كان لدى الناخبين وقت طويل بما يكفي لتحديد رأيهم في نتنياهو في الانتخابات التي تجري بعد حوالي ربع قرن من فوزه بولايته الأولى في رئاسة الوزراء.

وقد استطاع نتنياهو البقاء ممسكا بالدفة في إسرائيل رغم اتهامات الفساد التي ينفيها واحتجاجات الشوارع الأسبوعية على التهم الموجهة له والمحاكمة التي ينتظر أن تتسارع وتيرة جلساتها بعد الانتخابات ورغم الانتخابات التي أجريت في ابريل نيسان وسبتمبر أيلول 2019 وفي مارس آذار من العام الماضي.

وربما يتوقف الكثير هذه المرة على نفتالي بينيت الذي يرأس حزب يامينا حزب القوميين المتطرفين والذي كان وزيرا للدفاع في حكومة نتنياهو في وقت من الأوقات.

وتبين استطلاعات الرأي أنه دون دعم بينيت لن يتمكن ائتلاف بقيادة نتنياهو أو تحالف مناهض له من الحصول على مقاعد كافية في البرلمان لتحقيق أغلبية حاكمة.

وربما يرجح الناخبون العرب كفة الميزان أيضا وذلك بعد ست سنوات من قول نتنياهو في يوم التصويت في انتخابات سابقة إنهم "يقبلون بأعداد كبيرة على مراكز التصويت" للقضاء على فرصه في تشكيل حكومة يمينية مما أثار اتهامات بالعنصرية.

أما الآن فهو يطل من إعلانات لحزب الليكود باللغة العربية كما شارك في أنشطة الدعاية في عدة مدن عربية.

ويتساءل كثيرون من الإسرائيليين وهم يرون حالة البلبلة السياسية في بلادهم عما إذا كانوا سيشهدون انتخابات لمرة خامسة.

المصدر : رويترز