لبنانيات >أخبار لبنانية
​كليم وروح وحبيب الله - بقلم لينا وهب
​كليم وروح وحبيب الله - بقلم لينا وهب ‎الاثنين 22 03 2021 21:15
​كليم وروح وحبيب الله - بقلم لينا وهب

لينا وهب

بين الواقع والمأمول والمرتجى نبحث عن راحة البال ورغادة العيش والمحبّة والسلام والتسامح بين الإنسان وأخيه الإنسان، بحيث يكون الحدّ الأدنى تحقيق العدالة حيث يأخذ كل ذي حق حقه  دون التعدي على حقوق الآخرين وإلحاق الجور والظلم بالبشرية، من هتك للمحرمات وفتك للدماء ونشر الفساد في الأرض والبحر، كما هو واقع الحال للأسف اليوم. فمن منّا لا يحبّ أن ينعم بالهناءة والسعادة؟! 

في هذا السياق أقف لحظات تأمل أثناء قراءة كتاب "الإعلام والأمل الموعود" للكاتب العراقي المخضرم صباح محسن كاظم الذي يتحدث في طيات سطوره عن وجود شخص كشخص الرسول موسى كليم الله يقف بوجه فرعون زماننا أو بالأحرى فراعنة زماننا من الظالمين والمنافقين وأهل الفساد في الأرض والبحر، أو شخص كعيس روح الله الذي كان يرفض الظلم وينصر الحق وأهله وهو على ذلك كان رمزًا للتواضع ، أو شخص كالمصطفى الحبيب محمد صلوات الله عليه الذي احتوى في رسالته التوراة والإنجيل وأكمل بالحكم بما أنزل الله عليه في كتاب القرآن الكريم كما قال في القرآن الكريم {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ ۙ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (سورة المائدة، الآية3)}. 
 

وبدوره، يعتبر الإعلام من أهم الأدوات والوسائل لتحقيق الوعي والتقارب بين الأديان ونشر المحبّة والتسامح والسعي بنوايا صادقة لمحاربة الفساد ونصرة الحق وتحقيق العدالة البشرية بموازاة مع انتظار المخلّص الموعود الذي سيملأ الأرض عدلاً َقسطاً بعد أن ملئت ظلماً وجوراً. 


على ضوء ما سبق، من الجدير بالذكر بأنه لا حياد في الأديان السماوية بما يتعلق بنصرة قضايا الحق وأهله، لتحقيق السلام الحقيقي والمأمول بعيداً عن السلام المزيف الساري  اليوم في الشرق أوسط من احتلال واعتداءات

وحروب وصفقة قرن وصفقات سلام قائمة على اغتصاب حقوق الآخرين وهذا ما لا ما  يمت لأديان المحبّة السماوية الثلاث بصلة. 
وفي هذا المضمار، أذكر ما جاء في القرآن الكريم كمصداق على قولي فيما سبق{وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فأولئك هُمُ الْكَافِرُونَ (44،المائدة) }. 


وبدوري لا يمكن لي في ظل شهر شعبان(شهر رسول الله) ، أن لا أعرج على ذكر فضائله(ص)، ولا سيما فضيلة مكارم الأخلاق، حيث نزلت فيه الآية الكريمة {إنك لعلى خُلُقٍ عظيم (القلم،4)} ونزلت فيه الآية الكريمة {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (الأنبياء،107)}.


 في هذا السياق، وانطلاقاً من تلك الأيات، وتيمنًا بالاقتداء برسل المحبّة للأديان السماوية الثلاث، حريٌّ بنا أن ننظر في أنفسنا ونصلح ما فسد منها؛ لعلّ ذلك يشفع لنا بأن نكون من أهل الحق الذين رفضوا الفساد والظلم وأخذتهم غيرة الدين في الانتصار لقضايا الحق، وتحقيق معادلة جديدة بانتظار المخلص الموعود بعمل المصلح المجد الواعي لا المنتظر اليائس المتقاعس.

المصدر : جنوبيات