تشهد بلدات إقليم التفاح ارتفاعا في نسبة الإصابات بفيروس كوفيد19، غير ان هذه النسبة لا تمثل العدد الحقيقي وليست دقيقة كون البيانات التي ترسل من وزارة الداخلية عبر المحافظة الى البلديات التي تقوم بنشرها على منصاتها لا تلحظ جميع المصابين لان اللوائح تحوي عادة أسماء المصابين الذين أجروا فحوصات الpcr فقط، غير أن هذا المصاب حتما خالط أفراد عائلته او آخرين، ممن قد يصابون بالعوارض ويُداوون أنفسهم دون تكبد عناء إجراء الفحص.

وهذا، تقريبا، ما حصل في رومين إحدى قرى إقليم التفاح التي تشهد في الآونة الاخيرة تسارعا في الحالات نتيجة استهتار البعض وعدم شعورهم بالمسؤولية. فارتفع المعدل الوسطي خلال هذا الاسبوع إلى حالتين يوميا بعدما دأب على عدم تجاوز الحالة أسبوعيا خلال الفترات السابقة حتى بلغ العدد التراكمي 67 إصابة حتى تاريخه.

رئيس بلدية رومين يحي جوني

ما دفع رئيس البلدية يحيى جوني الى ان يطلب من ابناء البلدة ضرورة تفعيل الالتزام بالإجراءات الوقائية كي يبقوا سالمين معولا على الرادع الذاتي لتجنب الانتشار. إذ ان الاستمرار في تجاوز الإجراءات قد يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه.

وقد خصّ بكلامه فئتين اساسيتين في عملية نقل الفيروس هما: اصحاب المحلات الذين تراخوا وتساهلوا في الإجراءات لا سيما من خلال السماح للزبائن الذين لا يرتدون كمامات بالدخول إليها، وفئة الشباب التي اعتادت التنزه في البلدة بحيث اضحت ظاهرة يومية يشهدها الشارع العام في رومين. 
كما لم يتغاضَ عن موضوع الزيارات التي تحصل في المنازل فطلب من المواطنين ان يقللوا من اجتماعاتهم قدر الإمكان.

ورغم وجود حالة حرجة واحدة في البلدة حاليا الا ان الخوف "يتجدد من ان ينقل المراهقون والشباب العدوى إلى اهاليهم" نتيجة تهورهم وطيشهم.

وفي المقلب الآخر يؤكد الدكتور أحمد شكرون المسؤول عن خلية أزمة كورونا في البلدة ان قسما لا بأس به من السكان ملتزم وحريص ويبدي رغبة في إجراء الفحص عند الشعور بأي عارض او في حال معرفته بمخالطة احد المصابين. ويلفت النظر الى تجاوب الافراد مع طلب الحجر وعدم اعتراضهم على ذكر اسمائهم على المنصة. وأشار إلى أن القلق الحقيقي لم يبدأ بعد سيما في ظل تخوف الأفراد من التعرض للإصابة بالفيروس.

د. أحمد شكرون

هذا وقد ذكر رئيس البلدية لموقع جنوبيات وجود خطة قيد الدرس سيتم تناولها في الاجتماع الذي سيحصل خلال يومين لاحتواء الوضع الطارئ عبر اتخاذ اجراءات تتناسب معه بالتوازي مع تشديد الرقابة على المتاجر والمحلات. وسيتم طرح موضوع تطويع عناصر جدد لمساعدة شرطي البلدية الوحيد.

منذ بدء أزمة كورونا في لبنان لم تتوان بلدية رومين وخلية الازمة فيها عن القيام بدورهما على أكمل وجه رغم الإمكانات المتواضعة. فهل يثمّن الرومينيون هذا الجهد ويكونون خفراء على انفسهم؟