بأقلامهم >بأقلامهم
وسط ارتفاع «الدولار» وغياب «الرقابة».. كيف يواجه المواطن «جنون الأسعار» في الشهر المبارك؟
وسط ارتفاع «الدولار» وغياب «الرقابة».. كيف يواجه المواطن «جنون الأسعار» في الشهر المبارك؟ ‎الأربعاء 14 04 2021 10:23 سمار الترك
وسط ارتفاع «الدولار» وغياب «الرقابة».. كيف يواجه المواطن «جنون الأسعار» في الشهر المبارك؟
إفطار رمضان بين الأمس واليوم

سمار الترك

يطلُّ علينا شهر رمضان المبارك هذا العام ليس كسائر الأعوام التي مضت، نتيجة ما يعانيه المواطن اللبناني من قهر وذلّ على مختلف المستويات، وذلك بسبب تخلّف الدولة عن القيام بمسؤولياتها سواء على الصعيد السياسي، الأمني أو الإقتصادي...

لذا، فإن معظم المواطنين لم يتمكّنوا هذا العام من تأمين مستلزمات هذا الشهر الفضيل، ولا سيما وسط الظروف المعيشية الصعبة التي يتحكّم بها جنون «الدولار» وغياب الرقابة على الأسعار.

والمؤسف، أنّ هذه الأزمة تسببت بتحويل كل من الطبقة الوسطى والفقيرة إلى طبقة معدمة، بينما ما زالت تحاول اليوم الطبقة الغنية أن تلتقط أنفاسها الأخيرة للصمود في خضم هذه العاصفة المعيشية الهوجاء.

المواطن فريسة لـ «جشع التجار»

 

شهر رمضان وجنون الأسعار

ويبقى السؤال: كيف يواجه المواطن «جنون» الأسعار في هذا الشهر المبارك؟

لتسليط الضوء على هذا الواقع، التقت «اللواء» عدداً من المواطنين للوقوف على آرائهم، فكان الآتي:

أسعار الخضار ارتفعت بشكل جنوني؟!

{ علي الموسوي أكد أنّنا نعيش وسط أزمة إقتصادية صعبة للغاية، يقول: «لقد أثّرت الأزمة الأخيرة على دخل المواطن بشكل كبير عن السنوات الماضية.

في السابق، كان القليل من المال يكفي لأنْ يعيش المواطن في رخاء ورغد، وربما استطاع أن يوفر بعض المال لوقت الحاجة، إلا أنّ الوقت الحالي ألغى تلك المرحلة، فأموالنا محجوزة في المصارف ولا يمكننا التصرف بها، رواتبنا لا نتقاضاها وإن تقاضيناها فهي فقدت قيمتها أمام جنون «الدولار» الذي يتصاعد بشكل عشوائي بينما دولتنا تتفرّج؟!

والمضحك المبكي أننا نقع ضحية جشع التجار وأصحاب مولدات الكهرباء وعلينا في المقابل دفع فواتير الهاتف والمياه والبلدية...كل ذلك علينا أن ندفعه دون أن نتفوّه بكلمة أو يرفّ لنا جفن!!

صدّقيني هذا العام، طلبت من زوجتي أن تقتصر الطعام في هذا الشهر بما توفر، على سبيل المثال ليس بالضرورة أن يتضمن صحن الفتوش كل عناصره من الخضار، بالإمكان أن نضع الخس والبندورة والبصل والثوم دون الخيار والبقدونس والبقلة... ولا سيما أن أسعار الخضار ارتفعت بشكل جنوني، حيث وصل سعر الخيار للـ 10 آلاف ل.ل. أما ضمة البقدونس للـ 5 آلاف ل.ل.

أليس هذا بجشع؟!.. هل تخضع ضمة البقدونس أيضا أو الخيار لـ «الدولار»؟!

مع الأسف، نحن نعيش في غابة وهدفنا النيل من بعضنا البعض، دون أن ندرك أنه يتوجب علينا على الأقل في شهر التسامح هذا أن نتكاتف لنساعد بعضنا البعض».

 

كيلو اللحم تعدّى الـ 100 ألف ل.ل.
 

الحل بيد الله وحده

{ حسنا محفوظ تترحّم على أيام زمان، تقول: «في الماضى كنا نؤمّن كافة احتياجات شهر رمضان المبارك، وكانت طاولة الإفطار تتغنّى بكل ما لذّ وطاب من مأكولات وحلويات، إلا أننا في الوقت الحالي، ومع حلول الأزمة الاقتصادية التي حوّلت حياة الناس، لم يعد بإمكاننا أن نسابق الغلاء وارتفاع أسعار المعيشة الموجود، فنحن ما أنْ ندخل إلى الـ «سوبر ماركت» لشراء ما نحتاجه من المواد الغذائية حتى تصيبنا الصدمة ولا سيما أن الأسعار لا تثبت نتيجة التلاعب بـ «الدولار» فنتفاجأ بأننا ننفق «المبلغ المرقوم» في مواد غذائية بسيطة لن تسدّ سوى حاجة عشرة أيام.

أما في ما يخص الإفطار الرمضاني، فنحن لم نعد نعتمد تحضير أصناف عديدة من المأكولات بل بتنا نحضر صنفاً واحداً فقط، إضافة إلى الحساء وصحن الفتوش، الذي بات أشبه بصحن السلطة، لأننا لم نعد نضع فيه كافة المكوّنات نظرا إلى غلاء أسعار الخضار.

صدّقيني، المعاناة كبيرة، لذا نتمنى أن تتشكّل الحكومة في القريب، ربما تتمكن من الحد من ارتفاع «الدولار»، وبالتالي تعالج أزمة المصارف ولا سيما أننا أودعنا «جنى العمر»، لنحفظ «أيامنا» ولا نحتاج لأحد، لكن ماذا نقول في بلد استشرى فيه الفساد لأقصى حد؟!!

صدّقيني، الحل بيد الله وحده لأن الزعماء للأسف ينامون في سبات عميق».

المسؤولون غافلون عن مهامهم

{ محمود البنا رأى أن الطبقة الوسطى سُحِقَتْ تماما ولم يعد لها من وجود وباتت متساوية تماما مع الطبقة الفقيرة، يقول: «كنّا نتمنّى في هذا الشهر المبارك أنْ يلتفت المسؤولون لأوضاع الناس أكثر ولا سيما في ظل جائحة «الكورونا» التي أنهكت الجميع، لكن مع الأسف لا حياة لمن تنادي..

على الأقل، ليراقبوا أسعار السلع والمواد الغذائية والخضار ليتمكّن كل مواطن من شراء حاجياته في هذا الشهر لا أنْ يكون فريسة لجشع التجار.

الأسعار يتم التلاعب بها دون حسيب أو رقيب، والمسؤولون غافلون عن مهامهم، يتلهون بإطلاق التصريحات من هنا وهناك دون أي تفعيل لما تتضمنه هذه التصريحات على الأرض.

كيلو اللحم تعدّى الـ 100 ألف ل.ل، كيس الفاصوليا وصل إلى الـ 35 ألف ل.ل. وغيره سلع كثيرة كانت في الماضي كما يقولون لقمة الفقير أسعارها تخطّت المعقول، مثل البطاطا التي بلغ سعر الكيلو 6 آلاف ل.ل.!!

ماذا يأكل الفقير في بلد بتنا جميعنا فيه معدمين؟!..

لذا أقول لك كلمة واحدة: «الشكوى لغير الله مذلّة».

نحن بحاجة لعصا سحرية

{ جميلة الشعار تتحدث إلينا والحسرة تملأ قلبها، تقول: «بالأمس القريب كنّا لدى قدوم شهر رمضان المبارك نسارع إلى شراء الجلاب وشراب السوس.. إضافة إلى كل مستلزمات المائدة الرمضانية، هذا عدا عن أصناف الحلويات، وكنا نعتمد إرسال صحون منها إلى الجيران والأقرباء.

أما هذا العام، بالرغم من سرورنا لقدوم هذا الشهر المبارك إلا اننا حمّلنا الهم، نظرا لما يتطلّبه من شراء احتياجات لم يعد بإمكاننا تأمينها وسط الغلاء المستشري سواء لجهة الخضار أو اللحوم والدجاج أو المواد الغذائية... فالأسعار بمجملها «نار»، حتى إن أردنا شراء الحبوب مثل العدس أو الفاصوليا أيضا باتت أسعارها خيالية؟!!!

باختصار، الأوضاع المعيشية صعبة جداً، ولم تعد تُحتمل، ونحن بحاجة إلى عصا سحرية لتغيير واقع الحال، لأننا كشعب ننام في سُبات عميق ولا أعلم متى سنستفيق من الغيبوبة؟!

أما فيما يخص المسؤولين، فهم يستمتعون بما نعانيه، وهنا إسمحي لي أن أقول لك أننا نستأهل أكثر من ذلك لأننا نحن من يأتي بهم في الإنتخابات النيابية، وبالتالي نسمح لهم بأن يذلّونا بهذا الشكل.

 

 

 

 

المصدر : اللواء