عام >عام
عبد السلام في كتاب "الإمام والبابا والطريق الصعب"
أسرار إنجاز "وثيقة الأُخوّة الإنسانية" ودلالات توقيتها
عبد السلام في كتاب "الإمام والبابا والطريق الصعب" ‎السبت 24 04 2021 07:40
عبد السلام في كتاب "الإمام والبابا والطريق الصعب"

هيثم زعيتر

لم تكن كلمة الطفل ياسين محمد عبد السلام (إبن الخمس سنوات) لدى تقديمه الورود وشقيقته خديجة إلى بابا الفاتيكان فرنسيس و"جدّو الشيخ" الإمام الأكبر أحمد الطيب "يسلّم عليك، وهو يحبّك قوي"، إلا رسالة حب وسلام من الإمام إلى البابا، وأنّ لهذا الجيل الفتي حق على العالم للأخذ بيده وتعزيز أخوته الإنسانية.

هذه الواقعة التي دوّنها المُستشار محمد عبد السلام الأمين العام لـ"لجنة الأُخوّة الإنسانية" في كتابه "الإمام والبابا، والطريق الصعب"... شهادة على ميلاد "وثيقة الأُخوّة الإنسانية"، تُثبت مدى المكانة ما بين شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان والإسلام والمسيحية.

يقع الكتاب في 240 صفحة من القطع الوسط، وهو باللغتين العربية والإنكليزية، تصدّرت غلافه صورة صاحبي الفضيلة والقداسة، اللذين خصّا الكتاب بمُقدّمتين، عرضا فيهما لدور المُستشار عبد السلام في إنجاز "وثيقة الأُخوّة الإنسانية".

نجح المُؤلّف عبد السلام من خلال صفحات الكتاب بعناوينه المُتعدّدة، بإماطة اللثام عن أسرار بحلوها ومُرّها، كشفت عن الجهد لإنجاز الوثيقة التاريخية.

ويعرض في هذا الكتاب الوثيقة، أدق التفاصيل التي عايشها عن كثب في نسج العلاقة بين شيخ الأزهر الإمام الأكبر أحمد الطيب وبابا الفاتيكان فرنسيس، والزيارات المُتبادلة بين أرفع قطبين إسلامي ومسيحي في العالم، وما كان لذلك من نتائج إيجابية رسّخت العلاقات بين الأزهر والفاتيكان، والإسلام والمسيحية.

ويكشف النقاب عن انطلاق فكرة "وثيقة الأُخوّة الإنسانية"، خلال أحد اللقاءات بين الإمام الأكبر والبابا، والمراحل المُتعلّقة بصياغتها، وأسباب ودوافع اختيار الرمزين الدينيين الكبيرين لدولة الإمارات من بين دول العالم للإعلان عنه، وما رافق ذلك من تفاصيل دقيقة لعقد القمة التاريخية في أبوظبي، التي تُوّجت بالتوقيع على الوثيقة، يوم الإثنين في 4 شباط/فبراير 2019 وما تعني في توقيتها ودلالاتها.

كما يُلقي الأضواء على الاحتفال الذي كان فيه صاحب البصمة (المؤلّف) الحاضر الغائب، وكان موضع حفاوة وتكريم من الإمام الأكبر والبابا فرنسيس.

كذلك تشكيل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوّات المُسلّحة في دولة الإمارات العربية المُتّحدة، "اللجنة العليا للأُخوّة الإنسانية" التي أوكل منصب الأمين العام إلى المُؤلّف، والجهود المبذولة لتفعيل الوثيقة.

استطاع المُستشار عبد السلام بأسلوبه السلس ودقّته المستمدّة من كونه قاضياً بمجلس الدولة في جمهورية مصر العربية ومُستشاراً سابقاً للإمام الأكبر شيح الأزهر لأكثر من 9 سنوات، شارك خلالها مُمثّلاً للأزهر في كتابة الدستور المصري، كما في صياغة وثائق الأزهر ما بين العامين 2011-2018، أنْ يعرض بدقّة لتفاصيل هامة، لا يمكن لأحد الاطلاع عليها ومعرفتها إلا مُؤلّف الكتاب، كونه في قلب الحدث، بل شريكاً في صنعه.

وقد حرص على توثيق اللحظات المُهمّة لإيمانه بأنّه من الضروري أنْ يتعرّف القارئ على الدوافع والظروف التي نشأت فيها هذه الوثيقة، والتحديات التي مرّت بها.

وصف الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الكتاب بأنّه "كتاب مُهم جامع لمراحل صناعة الوثيقة"، مُنوّهاً بأسلوب الكاتب بأنّه "حديث مُنمّق وبرواية صادقة للوقائع والأحداث، بعيدة عن المُجازفات الفكرية والتعصب والجمود".

من جهته، أكد قداسة البابا فرنسيس أنّ "الكتاب يرصد اللحظات المُهمة لمرحلة توقيع وثيقة الأُخوّة الإنسانية".

وعلّق على الكتاب عدد من كبار الشخصيات السياسية والأكاديمية والثقافية في مُختلف أنحاء العالم.

وأهدى المُستشار عبد السلام مُؤلّفه إلى بلده مصر عرفاناً بجميلها وفضلها عليه، وكونها "تُمثّل أيضاً نموذجاً تاريخياً للتعايش والسلام الإنساني".

المصدر : اللواء