مقالات مختارة >مقالات مختارة
السوق الشعبي في صيدا القديمة ملاذ المواطن المخنوق عشية «الفطر»
السوق الشعبي في صيدا القديمة ملاذ المواطن المخنوق عشية «الفطر» ‎الثلاثاء 11 05 2021 09:53
السوق الشعبي في صيدا القديمة ملاذ المواطن المخنوق عشية «الفطر»

ثريا حسن زعيتر

عشية عيد الفطر المبارك، ورغم القيود الصحية التي تفرضها جائحة كورونا، والمعيشية التي تفرضها الأزمة الاقتصادية، شهدت أسواق عاصمة الجنوب مدينة صيدا، حركة ناشطة  في السوق التجاري للمدينة، حيث تركّزت بشكل أساسي على محال البيع ذات الطابع الشعبي، في سوق صيدا القديمة، لاسيما محال الألبسة والأحذية، وسط التزام من المتسوّقين بإجراءات الوقاية من «كورونا» يتفاوت بين مكان وآخر .

العيد على الأبواب، وماذا يفعل المواطن؟ وكيف يؤمّن مستلزمات العيد؟ في ظل الأزمة الاقتصادية، وانهيار العملة الوطنية، ما أسفر عن تدنٍّ في القدرة الشرائية لدى المواطنين، الذين لم يعد أمامهم سوى النحيب على أمسٍ رحل، وأصبح لبنان يلفظ أنفاسه الأخيرة.

أيدي المواطنين تكاد تخلو من المال والسلع، إذ بعدما كانت تُسمّى مشتريات، أصبحت اليوم «أمنيات»، نتيجة لتراجع القدرة الشرائية للمُواطنين لعدة عوامل اقتصادية وسياسية، وزادت عليها ظروف الجائحة، وإقفال البلاد عدّة مرّات، وما رافق ذلك من انهيار في سعر صرف الليرة، إلا أنّ فرحة الأعياد لا تكتمل إلا بشراء الملابس الجديدة، والحلويات من المعمول والشوكولا، فما هي تحضيرات المواطنين لاستقبال عيد الفطر السعيد؟

تحضيرات المواطنين

{ المواطنة ميريانا العيساوي قالت: «لديَّ 4 أولاد ومنذ سنتين لم أشترِ لهم شيئاً، فزوجي عامل يومي، وفي كثير من الأيام كان لا يعمل، لقد مررنا بظروف صعبة، خصوصاً مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل جنوني، لتصبح الملابس من الكماليات، بعدما كنّا نقدر أنْ نتحمّل عدم شرائها، اليوم تغيّرت مقاسات الأولاد، لذلك أحاول شراء الأرخص، وهنا في صيدا القديمة سوق شعبي لنا القدرة على الشراء منه لنُفرح الأولاد وخاصة بالعيد. فأولادنا حرموا كل شيء حتى الفرحة، لأنّ الغلاء ترك أثراً سلبياً على قدرتنا الشرائية».

{ المواطنة ليال بطّاح قالت: «العيد هذا العام مختلف ليس فقط بالماديات، بل بفعل جائحة «كورونا»، التي أجبرتنا على تقليص الزيارات والاكتفاء بالجلسات العائلية الخاصة فقط»، مضيفة: «لديَّ 3 أولاد وصُدِمْتُ من الأسعار أثناء جولتي في السوق. كل شيء غالٍ. من أين لنا بالمال كي نشتري للاولاد بهذه الأسعار المخيفة. لقد قتلوا كل شيء جميل فينا، حتى بهجة العيد، فنحن نعيش بحسرة  بعدما أصبح الحرمان ملازماً لنا».

وأوضحت: «منذ الصباح وأنا أتنقّل من محل إلى آخر، فالأسعار خيالية، لذلك قرّرتُ أنْ أشتري من السوق الشعبي في صيدا القديمة فهو أرخص وتقريباً نفس البضاعة. المهم أن يرتدي الأولاد الجديد في العيد،  فأنا أحاول قدر المستطاع أنْ أُدخل الفرحة إلى قلوبهم في وطن نسي أبناءه، ولا أحد يسأل عنّا كيف نعيش».

وفي ظل الأوضاع الصعبة والخانقة التي يعيشها اللبناني عموماً، والصيداوي على وجه التحديد، لا يسعنا إلا أنْ نختم بـ«عيد، بأية حال عُدت يا عيد».. عسى أنْ يكون العيد المقبل أفضل حالاً.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المصدر : اللواء