حسنا فعل الأخوة في المؤتمر الشعبي اللبناني باختيار منطقة الرملة البيضاء على ساحل بيروت، الثغر العربي المرابط، مع غيره من ثغور بلادنا، دفاعا عن كرامة الأمة  مكاناً لتنفيذ وقفة تضامنية مع شعب فلسطين وبطولاته وتضحياته ومقاومته، وأن تنطلق بعد الوقفة من الرملة البيضاء مسيرة سيارات تصل إلى عين المريسة حيث تمثال الرئيس الخالد الذكر جمال عبد الناصر، والقائل «المقاومة الفلسطينية وجدت لتبقى وستبقى وتنتصر».

في تلك الوقفة العروبية الجامعة التي تحدثت فيها باسم تجمع اللجان والروابط الشعبية كما تحدث  كل من رئيس المؤتمر الشعبي الأخ كمال شاتيلا، الذي ألقى كلمته الأخ عبد الناصر المصري، والعميد سمير أبو عفش أمين سر حركة فتح في بيروت، والعميد مصطفى حمدان أمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين، والمحامي أحمد مرعي نائب رئيس حزب الاتحاد وقدم المتحدثين الشاب وسام سمير طرابلسي، حيث جرت استعادة لأيام كان فيها المدافعون عن بيروت من لبنانيين وفلسطينيين وسوريين ومتطوعين عرب يتمركزون في هذا الشاطئ الجميل طيلة صيف الغزو الاسرائيلي 1982، ويمنعون أي إنزال صهيوني كما جرى في موقعة «الايدن روك»، كما جرت استعادة منظر البارجة الصهيونية «ساعر1» وقد أصابها صاروخ المقاومة في حرب تموز 2006، ورأوا تكاملاً نضالياً مستمراً بين لبنان وفلسطين، وبين شعبيهما ومقاومتيهما، وبين المواجهات التي شهدها الشعبان حيث انتصر اللبنانيون على الاحتلال ودحروه، وحيث سينتصر الفلسطينيون على الاحتلال ويدحروه..

في هذا الموقع ذو الدلالة التاريخية في نضالنا، يجتمع عروبيون لبنانيون ليعلنوا تضامنهم مع شعبهم في فلسطين، تماماً كما يجتمع أخوة لهم على امتداد الأرض اللبنانية، لاسيّما على الحدود مع فلسطين المحتلة، ليؤكّدوا أن ميدان المواجهة واحد، وأن المقاومة على مدى الأمّة واحدة مهما تعددت الرايات، وأن أمّتنا ستنتصر حين تتلاقى أقطارها وتياراتها وقواها، وتُهزم حين تغلب مكوناتها الاعتبار الذاتي والفئوي على كل اعتبار.