بأقلامهم >بأقلامهم
فاطمة قبيسي وزهراتها الـ4 وحسين زين ضحايا البحث عن البنزين في لبنان!
فاطمة قبيسي وزهراتها الـ4 وحسين زين ضحايا البحث عن البنزين في لبنان! ‎الأربعاء 23 06 2021 00:08 ثريا حسن زعيتر
فاطمة قبيسي وزهراتها الـ4 وحسين زين ضحايا البحث عن البنزين في لبنان!
الوالدة فاطمة قبيسي وزهراتها الـ4: زهراء، آية، ليا وتيا عماد حويلي ضحايا الوضع لمأساوي في لبنان


لم يُكتب لعائلة عماد حويلي أن تحتفل وإياه بعيد الأب، فتحولت المُفاجأة التي كانت تُحضّرها زوجته فاطمة عادل قبيسي (38 عاماً) وزهراتها الـ4: زهراء، آية، ليا وتيا، لرب الأسرة للاحتفال معه بعيد الأب، إلى فاجعة.

كان من المُقرر أن يصل الوالد اليوم (الأربعاء) إلى "مطار رفيق الحريري الدولي" في بيروت، قادماً من ليبيريا في إفريقيا، التي قصدها سعياً وراء العمل قبل 4 أشهر، بعدما سدت سبل العيش أمامه في لبنان، لكنه أُصيب خلال وجوده هناك بمرض "الملاريا"، ليعود بدلاً من احتضان أفراد عائلته، فيودعهم بعدما اكتوى بنار الحادث الفاجعة.

كانت العائلة تستعد لاستقبال الوالد عماد، وجهدت في سبيل البحث عن بضع ليترات من البنزين لتعبئة خزّان السيارة، استعداداً لرحلة التوجُّه للاستقبال، ومن ثم الانطلاق في رحلة علاج الوالد.

لكن انتظار طوابير السيارات أمام محطات المحروقات لتعبئة خزاناتها بالوقود أصبح يزيد من مُعاناة المُواطنين المُثقلة بهموم اقتصادية ومعيشية وانهيار لأسعار الليرة.

على الأوتوستراد ما بين الجنوب وبيروت، حيث تنتشر العديد من محطات المحروقات، تصطف السيارات في طوابير لمئات الأمتار وبخطوط مُتعدّدة.

في محلة السعديات، على المسرب الشرقي للأوتوستراد، كانت فاطمة وبناتها في سيارتهم من نوع بيجو، يقودها قريب العائلة حسين الزين، فلفتت نظرهم محطة "Coral" للمحروقات، على المسرب الغربي، ظنّاً منهم أنّهم ظفروا بالمنشود، الذي يبحثون عنه لتعبئة خزان السيارة بالوقود، فقرّروا الانتقال إلى المسرب الأخر، وكان الظلام دامساً، وصفوف السيارات على محطات البنزين تصل إلى مئات الأمتار وعلى أكثر من خط، بانتظار الفرج.

فجأة حصل حادث تصادُم بين 5 سيارات، إحداها كانت تسير بعكس السير، ما أدّى إلى سُقوط 6 ضحايا و3 جرحى بحالة حرجة.

الضحايا هم: الأم فاطمة وبناتها الـ4، اللواتي لم يتمكنَّ من تقديم الورود إلى والدهن واحتضانه، بل تناثرت فوق أجسادهم الندية، وأصيب صديق العائلة حسين، الذين كان يقود السيارة، الذي كتب له مواصلة المسير مع العائلة، مفارقاً الحياة لاحقاً بعدما كان قد أصيب اصابة حرجة جداً.

كما أُصيب في الحادث أيضاً  طالب الضابط في الكلية الحربية "ج.أ" وهو في حالة حرجة.

الوالد انهار لسماعه الخبر الفاجعة، بعدما حالت الظروفسابقاً من عودته إلى لبنان، لإصابته بـ"الملاريا" في مكان عمله بليبيريا، حيث تلقّى العلاج، لكن كان بحاجة لاستكماله، فقرّر العودة إلى لبنان.

لحظات كان الجميع يمنّي النفس بأن يحتفل بفرحها، وإذبها تتحوّل إلى فاجعة أصابت بلدة الشرقية - قضاء النبطية، حيث مقر إقامة العائلة، وكل مَنْ سمع الخبر.

هذه الفاجعة تطرح جُملة من التساؤلات، حول مَنْ يتحمّل مسؤولية زهق أرواح المُواطنين الأبرياء بأساليب ووسائل مُتعدّدة، خاصةً الذين يقضون بحوادث سير على الطريق، الذي تغيب عنه قواعد السلامة العامة، خاصةً ليلاً، وتزيد من مُعاناته طوابير السيارات اللاهثين عن ليترات البنزين؟!

المُعاناة أيضاً لا تقتصر على المُواطنين المُقيمين، بل الذين اضطرتهم الظروف إلى الهجرة بحثاً عن العمل المفقود في وطنهم، حيث يعملون في حر الشمس لتأمين إعالة عائلاتهم، على الرغم مما يتعرضون له من ظروف مُتعددة، وفي طليعتها الأمراض.

أهالي الضحايا الـ6 ينتظرون صُدور التقرير الأمني لمعرفة أسباب الحادث، ومواراة جثامينهم الطاهرة الثرى.

 وأمس، نقلت سيارات إسعافات تابعة للهيئة الصحية الاسلامية جثامين الشهيدة فاطمة وبناتها من مستشفيي مزبود وسبلين إلى "مستشفى الشيخ راغب حرب" في تول النبطية، قبل أن يتم لاحقاً نقل جثمان حسين زين، ليتم تشييعهم غداً (الخميس).

 

 

المصدر : اللواء