استقبل شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، في دار الطائفة في بيروت، بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر اليازجي، يرافقه مطران جبل لبنان سلوان موسي والأب بارثانيوس لاتي ورئيس مجلس كنائس الشرق الأوسط ميشال عبس، في حضور رئيس لجنة الحوار الإسلامي - المسيحي محمد السماك، القاضي عباس الحلبي، الشيخ القاضي غاندي مكارم ومستشار مشيخة العقل الشيخ غسان الحلبي، وكان بحث في عدد من القضايا الوطنية والروحية.

وكان ترحيب من شيخ العقل "لصاحب الغبطة"، وتشديد على أن "التلاقي الروحي والحوار والتعاون الذي تشكل هذه الزيارة واحدة من تجلياته، واحد من المعابر الأساسية التي تحمي الكيان والوجود، والكل معني من موقعه بالدعوة والعمل والسعي لتأمين الانتظام السياسي للبلاد والذي ينعكس انتظاما للحياة المعيشية والاقتصادية والاجتماعية، وبلغت للأسف الحضيض في تراجع خطير وغير مسبوق". وأمل أن "تحفز الصلوات واللقاءات المزمعة في الفاتيكان كما مختلف المبادرات والجهود، الى توفير الأجواء الإيجابية وإقناع المسؤولين بضرورة الإقلاع عن كل أشكال التعطيل التي تدمر لبنان".

بعد اللقاء قال اليازجي: "زيارتنا سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، أردناها في هذا الوقت بالتحديد قبل سفرنا الى روما تلبية لدعوة صاحب القداسة البابا فرنسيس في الأول من تموز، لتخصيصه يوما للتأمل والصلاة من اجل لبنان. أطلعنا سماحته على أجواء اللقاء والدعوة، وأكدنا في حديثنا المشترك الثوابت القائمة على المحبة ودولة المواطنة واحترام كل واحد منا للآخر".

أضاف: "شددنا لسماحته على أن تلبيتنا دعوة قداسة البابا فرنسيس لا تعني بأي شكل أن المسيحيين فقط مدعوون ويذهبون منفردين أو منعزلين، لا سمح الله، وحدهم الى الفاتيكان لكي يتكلموا عن لبنان وفي الشأن الوطني اللبناني دون سواهم من اللبنانيين. أبدا. ليس هذا المقصود. نؤكد دوما المشاركة، مسلمين ومسيحيين كعائلة روحية واحدة في لبنان في ما يتعلق بالشأن الوطني والرؤية لإيجاد حل للواقع المعاش. نتحسس آلام شعبنا وأوجاعه والضيقات التي يمر بها والمعاناة التي يعانيها من الوضعين الاقتصادي والمالي، وكل ما آلت اليه الأزمة المعيشية".

وتابع: "شددنا كذلك على أهمية تشكيل حكومة إنقاذ بأسرع وقت، تنقذ لبنان من هذا الوضع الصعب. هذه هي الأجواء التي جمعتنا اليوم، وأكدنا أيضا عيشنا المشترك ومحبتنا لبعضنا البعض وضرورة التشاور بشكل دائم من أجل خير جميع اللبنانيين، إذ لنا تاريخ مشترك ومصير واحد".

وختم: "نؤمن اننا برحمات الرب، سنقوم سوية وهذا ما نرجوه للبنان. لا نريد القول ان سقطنا نسقط سويا، ولكن على الرغم من كل الصعوبات، نأمل نهوض لبنان وان يتمتع كل لبناني بحياة كريمة كما نرجوها، ونتمناها للبنان الرسالة والأرزة المغروسة، رسالة للعالم أجمع. نشكر صاحب السماحة والاخوة جميعا، وندعو بالخير للجميع ولكل اللبنانيين".