لبنانيات >أخبار لبنانية
معاناة ذوي الإحتياجات الخاصة قيد التهميش.. والدّولة أذن من طين - بقلم شيرين حمية قنديل
معاناة ذوي الإحتياجات الخاصة قيد التهميش.. والدّولة أذن من طين -  بقلم شيرين حمية قنديل ‎الجمعة 2 07 2021 17:36
معاناة ذوي الإحتياجات الخاصة قيد التهميش.. والدّولة أذن من طين -  بقلم شيرين حمية قنديل

جنوبيات

نحن المهمّشون في وطننا، الذي أصبح غربة بلا سفر...عبارة وحدها كفيلة باختصار أوجاع فئة كبيرة لم تُسجّلْ في  حسابات الدولة الّلبنانيّة وإنسانيّتها، إذ لا إحصاء يشير إلى نسبتهم، ما وضعهم في بوطقة ملف المهملين. انّهم ذوو الإحتياجات الخاصة.

تعدّدت أسباب ظهور هذه الإعاقات في لبنان، والمصير واحد :

" مستقبل مجهول"

هذه العبارة غالبًا ما تكون هاجز الأهل، ومصدر قلقهم، حيث يتساءلون دومًا، كيف سيعيش أطفالنا بعد موتنا؟ كيف سنعالجهم وقد أخذ منّا الغلاء المعيشي وارتفاع الدولار مأخذًا؟

الوضع هذا جدير بالقلق، خاصّة وأنّ المراكز التأهيلية الخاصة في لبنان أصبحت كالدّكاكين، كلّ يغنّي على ليلاه، وتسعّر جلسات العلاج بما يؤمن مربحهم.

وهنا نماذج مصغرة عن معاناة مشوار طويل في صراع الحياة.

فالسيّدة فاطمة أمّ لطفلين يعانيان من التوحد،من أسرة تلحق قوت يومها، حُرِمت وبحسب تعبيرها من التفكير بالإنجاب مرّة أخرى، والسّبب في ذلك حالة ولديها الذّين لم تتمكّن من إدخال كبيرهما إحدى المؤسسات التأهليّة إلّا بتوفّر واسطة كبرى، وهي اليوم بانتظار أن تقوم هذه الواسطة بدورها تجاه ابنها الصغير.

أما زينب فتصرخ بأعماق جرحها:" تحجّجوا بالكورونا حتّى يستغلّونا، حُرِم أطفالنا المدرسة، فزادت حالتهم سوءا، برأيي كان من الأفضل لهم أن يموتوا بالكورونا أهون من أن يعيشوا أذلّاء، وقد وضعتنا هذه الأوضاع في قائمة المحتاجين، وقد كنّا أعزاء في أنفسنا وعوائلنا؟".

من ناحية أخرى تخبرنا " زهراء" بأنّها كانت على أتمّ الإستعداد بأن تلجأ إلى كندا، لأنّها دولة تحترم هؤلاء الأطفال، وتؤمّن لهم المعاش، ولذويهم الوظائف اللائقة بهم،وترسل لهم مدرّبين خاصّين إلى المنزل.

وتعبّر وبحرقة:" لم نجد اهتمامًا ولا من أي جهة لبنانيّة، فهل نحن موجودون أساسًا؟"

هذا الإحباط الذّي تسببه استغلال معيشة الناس، قد جعل هؤلاء يطلقون صرخاتٍ عاليةٍ، والآذان من طين، نداءً  موجها لأصحاب الضمائر الحيّة و التي تعتبر نفسها مسؤولة عن كل من انتخبها:
"لو كان ولدكم معوّقا، هل كنتم ستهملون هذه الفئة؟".

نحن بانتظار ردكم...

المصدر : جنوبيات