لبنانيات >أخبار لبنانية
"لحظات لا تُنتسى" والتعويض في خبر كان.. هذه حصيلة ما حلّ ببيروت!
"لحظات لا تُنتسى" والتعويض في خبر كان.. هذه حصيلة ما حلّ ببيروت! ‎الأربعاء 4 08 2021 09:05
"لحظات لا تُنتسى" والتعويض في خبر كان.. هذه حصيلة ما حلّ ببيروت!

لارا أبي رافع

300 ألف شخص شُرّدوا لفترة موقتة، أكثر من 70 ألف خسروا وظائفهم، 73 ألف شقّة تضرّرت، 9200 مبنى تضرّر، وآلاف القتلى والجرحى. هذه حصيلة ما حلّ ببيروت جراء الانفجار "النووي" الذي ضربنا منذ سنة. 

التفجير هذا، نفضت السلطة الحاكمة يدها منه، ولم تكبّد نفسها، ولا أيّ مسؤولٍ "لا مسؤول" فيها عناء الاتصال بالمتضررين والعمل على مساعدتهم جرّاء ما حلّ بهم. فكيف هو واقعهم بعد مرور عام؟ 

تصف ريتا عنبر، وهي من سكّان الأشرفية، إحدى المناطق التي تضرّرت بشكل كبير، أولى لحظات الانفجار، قائلة لـ"الأنباء" الإلكترونية: "كنت في منزلي مع أمّي وعند الساعة السادسة سمعنا الصوت الأوّل فاعتقدنا أنّه انفجار. وبعدها سمعنا صوت طيران قويّ جداً، لذلك طلبت من والدتي عدم الخروج إلى الخارج. بعد ذلك جلسنا على الأرض وحضنّا بعضنا البعض، وعندها سمعنا الانفجار الثاني فـ"طرنا" وتكسّر الجزء المقابل للمرفأ من منزلنا كما تحطّمت سيارتي". 
 
وتُكمل عنبر: "جدّتي في المقلب الآخر اعتقدت أنّ "الحرب ولعت"، أمّا أولاد أقربائي فقد تعرّضوا لـtrauma (صدمة) وما زالوا يعانون حتى اليوم ممّا رأوه، لأنّ منزلهم إلى جانب المستشفى. "إذا بيسمعوا فرقيع حدّ البيت، أو صوت الموج" يرتجفون خوفاً".

هكذا كانت الحال في الرابع من آب، والواقع أنّ ما حصل مع ريتا يشبه ما حصل مع كثيرين ممّن دمّرتهم "سلطة النيترات"، السلطة التي نشرت الموت في شوارع مدينة الحياة. بعد كلّ ذلك الدمار، هبّت جمعيات لمساعدة المتضررين، منها من تلقى fresh dollars للمساعدة، ومنها من أخذ معلومات و"اختفى" بحسب ما يقول بعض الأهالي، وما لبثت أصوات الاعتراض أن ارتفعت.  

هنا، تشرح عنبر: "بعد حوالى الأسبوعين زارتنا بعض الجمعيات إحداها عملت على إعادة تركيب زجاج المنزل والأبواب فقط، وتُركت على عاتقنا كافة الأمور الأخرى. "السيارة ما حدا تعرّف عليها" حتى من قِبل شركة التأمين. كما أنّ الجيش قام بمعاينة الأضرار وتوزيع المساعدات". وتقول بسخرية: "كان لدينا مطالب، ولكن بعد مرور عام تخطينا هذا الأمر، ولو أنّنا كنّا لنحصل على مطالبنا لكنّا حصلنا عليها منذ زمن". 

هذا مادياً وظاهرياً، وأبعد من ذلك جروح وندبات على أجساد الناجين، ودمار غير مرئي لم يرحم أحداً، كباراً وصغاراً، ممّن عانوا لوعة الصدمة. بعض الأشخاص فقدوا أطرافاً لهم أو سُلبوا عيونهم، ماذا قد يعوّض على هؤلاء؟! أقليل من الأموال؟! 

ما حلّ بكثيرين حلّ بأقربائي تقول عنبر، وتضيف: "الزجاج لا يزال يملأ رأس أخي. أمّا ابن أختي فلا يزال يعيش تداعيات ما حصل، ويعتقد دائماً أنّ انفجاراً سيحصل. وفي المدرسة يرسم رسوماً تعبّر عمّا حصل في 4 آب، يرسم الاهراءات وسيارات منقلبة وأشخاصاً أجسادهم مغطاة بالدماء وهو لا يزال في الخامسة من عمره". "تلك اللحظة لا تُنتسى" تختم عنبر. 

كثير من المتضرّرين يعانون في ظلّ تراكم الأزمات وغياب تام لسلطة قد يكون أكبر "إنجازاتها" شحنة الأمونيوم. لا تعويض إلّا العدالة للضحايا والناجين والمتضرّرين وخصوصاً لبيروت المذبوحة بنيترات سلطة فاسدة، وقاتلة، ومجرمة، ووقحة!

المصدر : الأنباء