لبنانيات >أخبار لبنانية
تصعيد اقليمي وضغط لتغيير قواعد الاشتباك... فأين لبنان؟
تصعيد اقليمي وضغط لتغيير قواعد الاشتباك... فأين لبنان؟ ‎الاثنين 9 08 2021 09:16
تصعيد اقليمي وضغط لتغيير قواعد الاشتباك... فأين لبنان؟

جاد فياض

على وقع التصعيد الإقليمي الذي تشهده المنطقة إثر الهجوم الإيراني على ناقلات نفط أمام خليج عمان، وفي سياق انسداد الأفق على صعيد المسار الدبلوماسي بالنسبة لمفاوضات فيينا، شهد الجنوب اللبناني تطورات خطيرة في الأيام الماضية، تمثّلت باطلاق صواريخ على الأراضي المحتلة ليقابله غارات إسرائيلية جوية هي الأولى منذ حرب تموز 2006، في خرق واضح للقرار الأممي 1701. 

استاذ العلاقات الدولية د. خالد العزّي أشار إلى أن "ما حدث في الجنوب تصعيد محدود في إطار الفعل ورد الفعل، فحزب الله اعتاد على الرد دوماً على الهجمات الاسرائيلية، في المقابل اسرائيل حاولت الرد باطار تغيّر قواعد الاشتباك، وبالتالي تم اختراق القرار 1701، خاصةً وأن إسرائيل أغارت قبل أيام على مواقع لحزب الله في منطقة العيشية والمحمودية. ورد حزب الله بضرب مواقع في مزارع شبعا بصواريخ كاتيوشا". 

إلّا أنه اعتبر في حديث مع جريدة "الأنباء" الإلكترونية أن "الأمور غير قابل للتصعيد لبنانياً وجنوبياً بالتحديد".

اما عن الجهة الاسرائيلية، فقد عاد العزّي إلى التصريح الاسرائيلي الذي يشير إلى أنه غير معني بالرد، واعتبر أن "اسرائيل لا تريد الرد على أذرعة إيران، وانما التحليلات تلفت إلى ان اسرائيل استطاعت حشد قوة دبلوماسية عالية بعد حادثة ناقلة النفط في خليج عمان، خصوصاً إثر مقتل شخصين أوروبيين على الناقلة، أحدهما روماني فيما الآخر بريطاني، ما شكل دفعة لأخذ ضوء أخضر من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة للرد بعنف على ما حدث في الخليج العربي".

ورأى العزي أن "اسرائيل تتروى في عملية الرد لكسب معركة سياسية ودبلوماسية واعلامية في البداية قبل الدخول في الرد، واسرائيل سترد بطريقتها الخاصة، وقد يكون الرد سيبرانياً او عبر البحر وحرب الناقلات".

وفي الجهة المقابلة، رأى العزي أن "ايران تريد إيصال رسالة مفادها التوجه للمفاوضات النووية وبشروطها وتحت الضغط، أي رفع العقوبات والعودة الى اتفاق اوباما وضمان استمرارية هذا الاتفاق لعدم الغائه مستقبلا، وهذا الضغط سيتمثل بالتصعيد بواسطة الاذرع والصواريخ الباليستية والتهديد باحتجاز ناقلات النفط في البحر، ما يعني أن منطقة الخليد العربي معرضة لاعمال عنف".

لكنه أضاف: "الاميركيون غير مستعجلين، وهم غير معنيين بتطوير القنبلة النووية الايرانية، لان ايران على ما يبدو غير قادرة على تطوير القنبلة، والاسرائيليون يعلمون هذا الأمر، كما أن الأميركيين ربطوا العودة الى المفاوضات بطرح ملف السلاح الباليستي والاذرع المنتشرة من صنعاء وصولا الى لبنان".

وفيما رأى العزي أن "ايران تريد الخروج عن قواعد الاشتباك"، اعتبر أن "اسرائيل لن تنزلق إلى معركة جانبية تؤدي إلى الابتعاد عن المعركة التي تريدها مع ايران، خصوصا وانهم غير موافقين على الاتفاق النووي، وهي حذرت سابقا من توجهها لحماية مصالحها في حال عقد الاميركيين الاتفاق مع ايران".

وحول أفق التوصل الى اتفاق نووي قد يُخفض من التصعيد، ذكر العزي أن "كل ما تأخر الايرانيون في التوجه إلى الاتفاق المذكور، كلما ابتعد هذا الاتفاق، لأن معركةً يخوضها مجلسي النواب والشيوخ في الولايات المتحدة لمنع اتخاذ اي قرار من قبل جو بايدن، في ظل سيطرة الجمهوريين على الكونغرس، ووجود صقور يواجهون إيران داخل ادارة بايدن، كوزيري المالية والخارجية وغيرهم".

ويضيف العزي: "كما تغيب القدرة على رفع كامل للعقوبات، والتي يبلغ عددها 1500، إذ بينها عقوبات على البرنامج النووي واخرى بسبب التسليح، وقد يناقش بايدن 700 منها على دفعات، لكن العقوبات الأخرى تحتاج قراراً من الكونغرس الذي لن يرضى برفعها، وبالتالي ستبقى العقوبات". 

المصدر : الأنباء