كان لافتا التصعيد الكلامي للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في وجه "حزب الله" خصوصا انه كان صريحا ومباشراً، وهو ما لم تكن تقم به بكركي سابقا، والاهم من ذلك انه يأتي بعد مرحلة يمكن وصفها بالهادئة بين الطرفين.

العلاقة بين الراعي و"حزب الله" مرت بمراحل مختلفة، لكن التوتر سيطر على طبيعتها منذ عدة اشهر، تحديدا منذ ان طرح الراعي قضية الحياد، حيث حصل اخذ ورد بينه وبين الحزب انتهى بلقاءات تنسيقية.

يومها شمل التنسيق قضايا ابعد من الحياد، فواكب الحزب مساعي بكركي الحكومية ايام تكليف الرئيس سعد الحريري، حيث حصل تواصل بين الحزب وبكركي حول هذا الموضوع تحديدا.

وبحسب مصادر مطلعة، فان تصعيد الراعي ضد الحزب، ينطلق من ذات الخلفية التي دفعته الى طرح مسألة الحياد، اذ ان بكركي ترى ان سلاح الحزب هو الذي يؤدي الى فرض المجتمع الدولي عقوبات او اقله ممارسة ضغوط على لبنان، وهذه الضغوط تهدد المسيحيين وجوديا

يبدو ان رد "حزب الله" العسكري قد يكون اقلق الراعي، اذ ان اي تدحرج للامور وذهابها نحو معركة عسكرية بين لبنان واسرائيل سيؤدي الى الوصول لمرحلة غير مسبوقة من الانهيار، اضافة الى الدمار الذي قد يطال لبنان والذي من الصعب اعادة بنائه بسبب الانهيار وبسبب العلاقة غير الجيدة ببعض الدول العربية، وهذا بحد ذاته قد يضاعف موجات الهجرة لدى المسيحيين.

وفي هذا الاطار، تؤكد المصادر ان "حزب الله" يتجه الى عدم الرد على تصريحات البطريرك الراعي، وعدم الدخول في سجال معه، خصوصا في ظل التوترات والاحتقان الشعبي الذي يعيشه لبنان، اذ ان الحزب بات لديه ارتياب من توتير الاجواء الطائفية.

وترى المصادر ان الحزب لن يحرج حليفه "التيار الوطني الحر" مسيحيا، اذ ان اي اشتباك سياسي او اعلامي بين الحزب وبكركي لن يكون لصالح التيار شعبيا، بل على العكس، وهذا  ما لا يريده الحزب قبل الانتخابات النيابية المقبلة.