لبنانيات >أخبار لبنانية
اطلاق جائزة "شهيد مرفأ بيروت كاظم شمس الدين" للأدب العربي في جون
اطلاق جائزة "شهيد مرفأ بيروت كاظم شمس الدين" للأدب العربي في جون ‎الاثنين 9 08 2021 13:32
اطلاق جائزة "شهيد مرفأ بيروت كاظم شمس الدين" للأدب العربي في جون

أحمد منصور

برعاية عائلة الشهيد كاظم شمس الدين، الذي استشهد في انفجار مرفأ بيروت في 4 أب،   نظمت جمعية "لبنانيات من أجل المساواة"،  حفل إطلاق جائزة " الشهيد كاظم شمس الدين للأدب العربي"،  وتكريم الطلاب الذين فازوا في كتابة أفضل نص حول" الفنان نصري شمس الدين بين الماضي والحاضر"..

أقيم الحفل في مركز الجمعية" مركز المربية سارية عيسى" في جون،  شارك فيه عائلة الشهيد شمس الدين ، ومديرة وافراد الهيئة التعليمية في ثانوية جون الرسمية، مدير ثانوية مار يوسف المربي علي الزين،  عضوات الهيئة الإدارية للجمعية وعدد من السيدات والشخصيات .

 

وكان استهل الحفل بالنشيد الوطني، ثم تلاوة سورة الفاتحة، والوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء.

    بعدها لمى غصن الحفل، ثم ألقت رئيسة الجمعية هبة شريم صالح كلمة فقالت:

ها قد مرت الايام وقد مضى على فراقك عنا، ايها الاخ الغالي الحبيب الصديق، عام وما زال مكانك اخضرا، وما زال الحب لك والوفاء لذكراك يغمر قلوبنا ويحرك مشاعرنا، لهو يوم حزين علينا وعلى عائلتك وعلى اصدقائك.

 اضافت: ذهبت وتركت في قلوبنا لوعة وغصة... عندما نتذكر الايام التي قضيناها برفقتك ... فلقد فقدناها في غفلة من امرنا. كانت كلماتك عن الغدر تقلق مضجعك، غدر الاصحاب، غدر المسؤولون عن مآسي لبناننا الحبيب وكلماتك المأثورة التي رددتها في لحظة غضب : "لقد سرقونا ، سرقوا المحبة والاحلام.."

 وتابعت: نعم يا صديقي، ان كلامك عن الغدر كان في مكانه لانهم غدروا بك حقاً وبنا وفقدناك، ولكننا لن ننساك وسوف نجعل من ذكراك حياة لكل مفكر ومجتهد، لكل تلميذ يعشق الكلمة والادب . ونعدك يا صديقي الصدوق، صاحب الكلمة الحرة والمواقف الجريئة بأنك ستبقى دائماً نغمة عظيمة في لحن الحياة حتى في موتك خلقت الحياة والامل للعديد من أجيال المستقب .

وختمت :تخليداً لذكراك الطيبة أطلقت عائلتك الكريمة بالتعاون مع جمعية "لبنانيات من أجل المساواة" "جائزة كاظم شمس الدين للأدب العربي" وهذا العام بالتعاون مع ثانوية جون الرسمية ومديرتها السيدة منى المعوش والهيئة التعليمية وذلك لتشجيع طلاب الثانوية من جهة ومن جهة اخرى لتعزيز دور المدرسة الرسمية وإعطاء حافزاً للطلاب لتطوير امكانياتهم في كتابة النص الجميل وتذوق الفن.
وبما اننا نعي مدى هيامك بالكلمة الجميلة وتذوق الأدب وشغفك بنصري شمس الدين، خصصنا الموضوع الاول ليكون عن نصري شمس الدين بعنوان

"نصري شمس الدين بين الماضي والحاضر"

لطالما تمنيت ان تعيد إحياء تراث جون وإعادة مجدها، نتعهد لك صديقي بإحياء تراث جون الثقافي ليكون منبراً للثقافة والابداع ولمحاربة الجهل والغدر والتعاون مع جميع الفعاليات الاجتماعية والثقافية لاعداد أجيال الغد ونشر الوعي والمحبة

ثم ألقت كلمة أل الشهيد، كريمة الشهيد ريهام شمس الدين  فقالت: "ادرسوا لتشبعوا" مع تفاقم الازمة المالية في لبنان تعذر على الكثيرين اكمال دراستهم وجاء انفجار بيروت ليزيد الطين بلة. ويقدر محمد شمس الدين الباحث في الدولية للمعلومات التحاق 12000 طالب في لبنان بالمدارس الرسمية بعد أن تسببت الازمة المالية بزيادة الأقساط في المدارس الخاصة. أطلقنا مبادرة "جائزة كاظم شمس الدين للأدب العربي" لتشجيع الطلاب على الكتابة في لغتهم الام وحثهم على المثابرة في الدراسة التي اعتبرها والدي الأداة التي علينا التسلح بها لبناء مجتمع مثقف. 

 وقالت: بقلمه المتألق ومعرفته الأدبية الواسعة شاركنا أبي نهمه للقراءة وحبه للعلم بشكل عام. كان يردد لنا في رسائله اليومية "ادرسوا لتشبعوا." جائزة كاظم شمس الدين للأدب العربي ليست سوى مستهل لما سنقدمه عن روح والدنا الحبيب فستصبح هذه المبادرة سنوية تحمل في طياتها تحديات ومسابقات جديدة. اخترنا هذا العام أن تضم المسابقة طلاباً من ثانوية جون عن كتابة أفضل نص عن الفنان نصري شمس الدين "العظيم" كما كان والدي يسميه من عشقه لفنه وصوته.

واردفت: وهل أفضل من التعاون مع "جمعية لبنانيات من اجل المساواة" التي كرمت والدي عندما افتتحت مكتبة باسمه تجاورها مكتبة صغيرة تحمل اسم والدي "كان في عصفور عالشجرة" أنشأتها  الكاتبة رانيا زغير تقديرا لأرواح ضحايا المرفأ.

كلها مبادرات تصب في خانة واحدة ألا وهي أن تبقى ذكرى والدي خالدة عبر الاعمال الإنسانية. 

وشكرت  المشتركين في هذه المسابقة؛ عسى أن تبعث هذه الجائزة أملاً وتفاؤلاً في ظروف يسودها السواد في الوقت الراهن.

وكانت كلمة لرئيسة  لجنة المعلمين في ثانوية جون رانيا عاشور، فقالت: سنة مرت على جريمة المرفأ، العاصفة الهوجاء التي دمرت وكسرت، قتلت وشوهت، جريمة لم ينج منها احد، فمن لم تطله يد الغدر فيها، فقد طعم الحياة ولونها، اغتيلت احلامه وتعاظمت مآسيه، والشهيد كاظم شمس الدين، كتب له القدر أن يكون في عداد الضحايا المغدورين، ليس لشيء إلا لأنه عاد بعد اغتراب طويل، وأراد أن يحظى باستراحة مع من يحب  وأن يحتضن حبيبته جون .

ولفتت الى ان الله منّ على الشهيد شمس الدين بذرية صالحة حريصة على وصله بالدنيا وتخليد ذكراه بصدقة جارية من خلال رعايتها النشاط الثقافي بعنوان" نصري بين الماضي والحاضر "، على أمل أن يكون باكورة لنشاطات موسمية للتحليق بالاجيال في عالم الإبداع.. 

ودعت عاشور القوى المحلية والمجتمعية للاخذ بيد  النشء الجديد، ودعمه ومساندته وحمايته من سياسة التجهيل، قبل أن يقع في دائرةالفراغ القاتل.

واكدت ان مؤسسات المجتمع  المدني تحتل الصدارة في عملية التنمية في ظل تراجع دور الدولة وقصورها،  والتعويل هو على الدور التوعوي والتنموي والتثقيفي للجمعيات الاهلية، فهي التي يمكن أن تتلاقى  في أفكارها وأهدافها مع أهداف المؤسسات التربوية  تحت شعار التربية والتعليم، وهذا ما تترجمه جمعية لبنانيات من أجل المساواة، التي تحضر لبرنامج سنوي، يرضي أهدافنا التربوية والتنموية، شاكرة جهود رئيسة وعضوات الجمعية.

وكانت كلمة لمدير ثانوية جون المربية منى المعوش فقالت: 

تعازينا الحارة لأهلِ الفقيد كاظم شمس الدين خصوصًا، ولأهالي جون عمومًا على هذه الفاجعة ِالجَللِ التي أبْكَتِ الحجرَ ولمْ تهُزَّ عَرْشَ مَنْ حَكَم.! 

أُجَدِّدُ شُكرَنا للجمعيةِ برئيستها السيدة هبة صالح، وأحترم ُطموحَها وتفاؤلها في زمنٍ ضاقت فيه رقعةَ الأملِ بغدٍ أفضل، وأثُمِّنُ جهودَها التنموية َالمبذولةَ إيمانًا بواجبها تجاهَ أبناءِ هذه البلدة التي أحبَّها كلُّ مَنْ كُتِبَ له الإقامةُ فيها، تنشّق هواءَها وفُتِنَ بطبيعتها وعايشَ أهلَها. تلك البلدة التي غناّها نصري فكانت ِالهوى والهوية.

اضافت:أشدّد على أهمية ِالتعاونِ الدائمِ والمستمرِ بيننا، نحن ثانوية جون الرسمية،  لسدِّ الفجوة ِ ما بينَ طموحاتنِا وأهدافِنا والمواردِ المحدودة، والاستثمارِ الأمثلِ للمواردِ المتاحةِ (ِ بشريةّ ٍوماديةٍ) بما يخدُمُ البلدة َويضفي عليها سمة ً تنمويّةً حضاريّة ، إذ باتت ِالشراكةُ المجتمعيّة ُوتفعيلُ دورِها في دعمِ المؤسساتِ التعليميّة ِوتمويلهِا منهجًا مجتمعيًّا وحاجة ًماسةً منْ أجل ِتحقيقِ التنمية ِالمجتمعيّةِ الشاملة التي يصعُبُ تحقيقُها حاليًا بالاعتمادِ على الجهود ِالحكومية ِبمفردها ولا سيما فيما يتعلق ُبالأنشطة ِا للاصفيّةِ والدّعمِ النّفسيِّ الاجتماعيِّ وحتى البنائيِّ والتأهيلي.

وختمت: أتوجّهُ بالعتَبِ الشّديدِ إلى المعنيين في جون وتغافلِهم عن دورِهم تجاه هذه المؤسسة ِالاستثنائية والفريدة ِالتي خُصّتْ بها جون بعدَ جهودٍ مضنيةٍ، وشدّ ِحبال بذلَت فيه المرحومةُ الأستاذة سارية عيسى، أقصى طاقاتِها لبناءِ هذا الصرحِ التعليميِّ لتبقى أيقونةً تزيّنُ جيدَ جون وتَزيدَها حسنًا وألقا، وشمسًا تشرق بنورها على كلِّ متعطّشٍ للتعلّمِ والتّسلّحِ بالشّهادةِ الثّانوية التي تُبني عليها آمالًا وأحلاما. نعم، لقد كسِبَتِ الرِّهان ونجحت في أن يكون هذا الصرح ُنموذجًا للعيشِ المشترك، عابرًا للطوائف والمذاهب. رغم "الحرتقات" البغيضة التي حيكت حولها. تتفرّدُ هذه الثانوية بين الثانوياتِ الحكوميةِ بالخطوات الجريئةِ التي قامت بها انطلاقًا منَ المجلّةِ السّنوية التي أطلقتها لمدة سنتين متتاليتين فقط، وبالجوائز والمكافآت المالية التي كانت تُجمع منْ أهلِ الفضْلِ والأيادي البيضاء لتُوَزَعَ على الطلّابِ الأوائلِ لسنواتٍ خلت.

ولأننا على العهدِ باقون وبالمسيرةِ ماضون ولأجلِ العلم نحن مُنتَخَبون وبعطاءاتكم مؤمنون نرفعُ الصوتَ عاليًا، نمدُّ يدَنا، ونفتحُ قلوبَنا لكلِّ مقيمٍ أو مغترب ليقفَ إلى جانبنا في هذه المحنة لأجلِ مَنْ ماتوا وغطّى ثراهُم ترابَ جون.

اعتذر على صراحتي وجرأتي، "فالعتب على قدر المحبة" والعتب على قدر الخوف والقلق على مَنْ تلوكُهمُ الحياةُ بأسنانٍ جَهنّميّة، على فلذاتِ أكبادِنا وترهقُ كواهلَ آبائهم. 

أؤكد أنّ العمليةَ التعلمية َفي وقتِنا الراهن وما تفرِضُه منْ تبِعاتٍ لا تعتمدُ اعتمادًا كليّا على المدرسة وحدَها، بل اتسعت دائرتهُا لتشملَ الأسرةَ والمجتمعَ بكلِّ موازينِ القوى فيه الخاصةِ والعامة.  

بعدها تلا الطلاب الفائزون ( رنيم عيد، حسين عبد الحميد، فريدة غندورة وغزل صالح  بعض المقترحات لإحياء تراث جون الثقافي،  
ثم قدمت كريمة الشهيد  الجوائز للفائزين والدروع للهيئة التعليمية ولرئيسة الجمعية.

إشارة إلى أن قيمة الجوائز جاءت على الشكل التالي: الجائزة الاولى 300$، والثانية 200$، والثالثة 150$، والجائزة الرابعة 100$ .

بعدها أقيم حفل كوكتيل.

 

 

 

 

المصدر : جنوبيات