لبنانيات >أخبار لبنانية
رامي الريّس في حوار مع تلفزيون فلسطين: فلسطين هي القضية والهوية والوصية
وليد جنبلاط دعا للترفّع عن المُطالبة المُحاصصاتية والطائفية والفئوية
رامي الريّس في حوار مع تلفزيون فلسطين: فلسطين هي القضية والهوية والوصية ‎الجمعة 13 08 2021 21:15
رامي الريّس في حوار مع تلفزيون فلسطين: فلسطين هي القضية والهوية والوصية

جنوبيات

 

أكد مُستشار رئيس "الحزب التقدّمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، رامي الريّس أنّ "فلسطين، هي: القضية والهوية والوصية، وحاضرة دائماً لدى حزبنا مُنذ المُعلم كمال جنبلاط ومع وليد جنبلاط، وما زلنا معها، ونتعلّم من الشعب الفلسطيني، الإرادة والتمسّك بالحقوق المشروعة، بمُواجهة الاحتلال الإسرائيلي، بصراع هو الأطول في تاريخنا المُعاصر، بحيث لا يزال الشعب الفلسطيني يُناضل ضد الاحتلال".
ورأى الريّس في حلقة برنامج "من بيروت"، على شاشة تلفزيون فلسطين، من إعداد وتقديم الإعلامي هيثم زعيتر، بعنوان "لبنان بمُواجهة السيناريوهات... بين الإنقاذ والانهيار!"، أنّه "إذا كانت المُقاربة تستند إلى منطق العناد السياسي فلن نرى حكومة، أما إذا استندت إلى السعي الجدي، لما يُمكن إنقاذه من الوضع المُتدهور في لبنان، فمن المُمكن تشكيل حكومة بغضون يومين".
واعتبر أنه "ليست هناك خيارات كثيرة أمام لبنان، إما انهيار كامل لكل القطاعات أو مُحاولة إنقاذ واستعادة الحركة بنهوض الاقتصاد والوضع الاجتماعي، وهذا ليس مُستحيلاً، لأنّ الدول تستطيع دائماً أنْ تستنبط حلولاً اقتصادية، إذا توافرت الإرادة السياسية، ممّا يُولّد شللاً في كل القطاعات ويُفاقم المشاكل، ولو توافرت في لبنان مُنذ سنة إلى الآن، لما بقيت البلاد من دون حكومة على مدى الأشهر الطويلة".
وأشار إلى "مُفارقة عجيبة ومُؤلمة بأنْ تكون بعض القوى السياسية المسؤولة عن ملف تأليف الحكومة، وكأنّها تعيش بعالم آخر وغير معنية بما يجري، في الوقت الذي أصبح فيه أكثر من نصف الشعب اللبناني يعيش تحت خط الفقر، وفقدان ميزات لبنان التفاضلية، التي لطالما كانت تضعه في مصاف الدول شبه المُتقدّمة".
وألمح إلى أنّ "التعطيل المُتمادي لتأليف حكومة في لبنان، يعكس العقلية المريضة في إدارة شؤون البلاد، ورئيس "الحزب التقدّمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، حاول أنْ يُكرّس فكرة التسوية، وأن يقول بأنّ لا أحد يستطيع إلغاء الآخر، فلنذهب جميعاً إلى الإنقاذ، ولنترفّع عن المُحاصصاتية والطائفية والفئوية، لكن هناك قوى سياسية لها حساباتها الخاصة، التي لا ترتبط بالمصلحة اللبنانية".
وأوضح الريّس أنّ "توفير مُساعدات للبنان مُمكن حين يتم تشكيل حكومة تحظى بثقة الداخل والخارج، وتضم أصحاب اختصاص، وتضع برنامجاً إصلاحياً إنقاذياً في مُختلف المجالات والقطاعات، بدءاً من قطاع الكهرباء، لنخرج من هذه الحقبة، وندخل حقبة جديدة عنوانها الإصلاح والإنقاذ".
واستطرد: "إنّ "اتفاق الطائف" لم يُنفّذ كاملاً، بل نُفِّذَتْ أجزاءٌ مُهمّة منه، لكن الجوانب الإصلاحية الأخرى، التي كان يُمكن النفاذ من خلالها نحو تطوير النظام السياسي، تمَّ إهمالها بشكل مُتعمّد من قِبل قوى سياسية معنية، وجرى تهشيم "اتفاق الطائف" من خلال مُحاولات تكريس أعراف جديدة لا تتلاءم مع الاتفاق، هي التي عملياً أدّت إلى تشويهه"، مُعتبراً أنّ "أي مُغامرة باتجاه مُؤتمر تأسيسي في ظل الانقسامات هي مُغامرة غير محسوبة النتائج، وستُؤدي إلى مزيد من الاختلال على الصعيد الوطني، لأنّ مَنْ يُريد الذهاب باتجاه مُؤتمر تأسيسي إما يستبطن مُقاربة صبيانية سطحية لا تفهم عمق التركيبة اللبنانية وطبيعتها، أو أنّه فعلاً يستبطن أهدافاً أخرى تذهب باتجاه إنهاء صيغة المُناصفة وتغيير وجه لبنان".
واسترسل: "إذا كانت المُقاربة تستند إلى منطق العناد السياسي، فلن نرى حكومة، إما إذا استندت إلى السعي الجدي لما يُمكن إنقاذه من الوضع المُتدهور في لبنان، مُمكن تشكيل حكومة بغضون يومين، لكن هناك اشتراطات تُلامس الشروط التعجيزية لتُرمى في وجه الرئيس المُكلف، وهذا ما يجعل عملية التأليف مسألة في غاية الصعوبة".
وأردف: "موعد الانتخابات النيابية بعد أشهر قليلة، أي أنّ الإصرار على انتخابات مُبكرة خارج أوانه، فالأولوية لوضع حدٍّ للانهيار بتأليف حكومة تحظى بالثقة، مع تأكيد أهمية الحفاظ على الاستحقاق الديمُقراطي البرلماني والانتخابات في مواعيدها وعدم تأجيلها".
وشدّد على أنّه "لا بد للقوى كافة عقلنة مطالبها بما يتلاءم مع تحديات المرحلة، واتخاذ خطوات إيجابية تجاه بعضها البعض، بهدف النفاذ بتشكيلة حكومية".
واستدرك: "النشاط الاقتصادي سلسلة مُترابطة مع بعضها البعض، عند التوقف عن استيراد مادة مُعيّنة، سيُؤثّر ذلك على باقي المواد والقطاعات، لكن الحلول سهلة إذا توافرت الإرادة، وتألّفت حكومة تُحظى بالثقة، والاقتصاد في لبنان سياسي، كما الأمن".
ورأى أنّ "التلاعب بسعر الدولار له أسباب عدّة: الجشع التجاري عند شرائح مُعينة - غياب الثقة بالعملة الوطنية. وليس هناك ما يضبط هذا الأمر، إلا من خلال تأليف حكومة جديدة، وإيجاد مناخ إيجابي على الصعيد الوطني، يُمكن أن يُعيد قيمة الليرة اللبنانية رويداً رويداً".
وأكد الريّس أنّ "القضية الفلسطينية هي القضية والهوية والوصية، وكمال جنبلاط هو شهيد الثورة الفلسطينية بقدر ما هو شهيد "الحركة الوطنية اللبنانية"، والقرار الوطني اللبناني المُستقل، وأيضاً وليد جنبلاط على طريقته في كل هذه السنوات، سعى دائماً للتأكيد على ذلك، وفي المُؤتمرات الحزبية ولقاءاته مع الشباب و"مُنظمة الشباب" ودائماً يُؤكد على أهمية فلسطين، وأن لا ننسى فلسطين في تراثنا، وتاريخنا، وأدبياتنا".
واستطرد: "لا شك في أنّه مرت مرحلة تعاطت فيها بعض القوى السياسية اللبنانية بكثير من العنصرية تجاه القضية الفلسطينية، فيما ذهبت قوى إلى إعادة تقييم موقفها من هذا الموضوع، وطبعاً ساعد الموقف الرسمي الفلسطيني، في حقبات مُعينة، في أن تقوم تلك القوى باتجاه قراءة مواقفها المُناهضة للحق الفلسطيني التاريخي في الأرض والدولة. اليوم الأمور تتجه اتجاهاً مُختلفاً تماماً، خاصة بعد الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة، حتى النظرة الدولية تتغير نحو القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني".
وزاد: "المسؤولية اللبنانية التاريخية أن لا يتم التخلي عن هذه القضية لا سياسياً ولا عملياً ولا ميدانياً. والتواصُل قائم دائماً مع كل الفصائل والجهات الفلسطينية، ومع السفارة الفلسطينية والمُؤسسات الدولية المعنية بالملف الفلسطيني، وفق الإمكانيات المُتاحة، وبطبيعة الحال للتأكيد على هذا المسار التاريخي مع الشعب الفلسطيني".
وأكمل: "دائماً نتعلم من الشعب الفلسطيني، الصمود والإرادة والتمسك بالحقوق المشروعة، وهو يخوض صراعاً هو الأطول ربما في التاريخ المُعاصر - بحيث لا يزال الشعب الفلسطيني يُناضل ضد الاحتلال، بينما سقطت كل فكرة مفهوم الاحتلال من كل بقاع الأرض وحول العالم".
ووجّه الريّس التحية إلى "أبناء عرب 1948 في الداخل، والقدس والضفة الغربية وقطاع غزة، وفي كل الأراضي الفلسطينية في الشتات، ودعواتنا دائماً وتكراراً، هي التأكيد على الوحدة الوطنية الفلسطينية، لأنها المدخل الأساسي والحتمي لمُواجهة المشروع الإسرائيلي والاحتلال، وبقدر ما تقرب كل القوى الفلسطينية نحو توحيد رؤيتها لمُقاربة هذا الصراع، واستعادة الحقوق المسلوبة، بقدر ما تكون الأمور تتجه نحو الأفضل".

المصدر : جنوبيات