لبنانيات >أخبار لبنانية
قبل انهيار المبادرات الحكومية ڤيتو مزدوج أطاح بالخيار الأبرز لتولي الداخلية
قبل انهيار المبادرات الحكومية ڤيتو مزدوج أطاح بالخيار الأبرز لتولي الداخلية ‎الجمعة 3 09 2021 21:31
قبل انهيار المبادرات الحكومية ڤيتو مزدوج أطاح بالخيار الأبرز لتولي الداخلية

جنوبيات

على وقع تراجع الأمل بولادة الحكومة بفعل السجالات المستجدة وغير الجديدة بين المكتب الاعلامي للرئيس المكلّف نجيب ميقاتي والمكتب الاعلامي في القصر الجمهوري، وإن كان هذا السجال قد إشتعل رغم اشاعة اجواء بحلّ العقدتَين المتعلقتَين بمن سيتولى حقيبتيّ الداخلية والعدل، وفق ما أكده الرئيس ميقاتي في مقابلته الاسبوع الماضي على قناة العربية الحدث، وبحسب ما كان يؤكده المطلعون على مسار المشاورات التي كانت جارية خلال الأيام الثلاثة الماضية والتي زخّمها دخول مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم على خطّ بعبدا - بلاتينوم في محاولة لتبريد الاجواء وتدوير الزوايا أملاً بالوصول الى حكومة "الممكن" بصرف النظر ان ما كان يؤمل بالوصول اليه لم يكُن بأي شكل من الاشكال هو "أفضل الممكن" ، اذ أن الاصطفافات القاسية بين محاور داخلية وخارجية على حدّ سوء جعلت المفاضلة تدور بين الاسوأ والسيء والأقل سوءاً في تجسيد يحاكي الواقع المعيشي والاقتصادي والاجتماعي والخدماتي والصحي وحتى الامني الحالي والذي بات يشكّل المعاناة الحقيقية للمواطن اللبناني غير الآبه لا بتشكيل حكومة او بتعثّر هذا التشكيل الا على قدر تأثير ذلك في بورصة السوق الموازية او السوق السوداء بالتوازي مع الصعود والانخفاض في بورصة الاسماء المطروحة للتوزير والتي أصبحت أيضاً تدور في سوقٍ سوداء موازية لسوق الدولار، الذي يرتفع مع طرح اسماء ليعود وينخفض مع طرح أسماء أخرى، ليعود ويرتفع مع بيان ولينخفض مجددامع مبادرة من هنا او ابتسامة من هناك، وهكذا دواليك لدرجة أصبح فيها سعر الدولار مرتبطاً حتى بتعابير الوجه ابتساماً او عبوساً. وسط كلّ ذلك تفاعل ما تفرّدت به الهديل قبل يومين بشأن كشف الاسم الذي وقع عليه الخيار في بدء مفاوضات تشكيل الحكومة قبل سقوط الاسم سريعاً من الطرح الجدي وحجبه عن منصات التداول التي احتلتها أسماء أخرى لم يكُن قد حصل معها أي تواصل او اتصال، خصوصاً في ضوء "الحفر" تحت النصوص الذي يتعرّض له اتفاف الطائف في محاولة ترمي الى دفن هذا الاتفاق أو حجبه بطبقة كثيفة من الغبار السياسي تحت مسميات المشاركة الفعلية والتوقيع غير الشكلي، التي تروّج لها أقلام وأصوات معروفة بالضغينة التي تكنّها لكل ما هو عربي، واستجدّ على هذه الضغينة كره لا يقلّ شأناً الى كل ما هو غربي، تحت ستار " التوجه شرقاً"، وكأن هؤلاء يجهلون ان لبنان بهويته العربية المؤسسة في جامعة دولها وانفتاحه الغربي قبل اقفال قنواته بالعوائق السياسية والامنية و"صراع المحاور" كان يُسمى بسويسرا الشرق الا اذا كان شرقهم الفعلي هو حيث تُشرق الصراعات و تتوالد الازمات و تتكاثر وتتوارث. بأيِ حال، وبالعودة الى ما أوردته الهديل قبل يومَين بشأن طرح اسم القاضي هاني حلمي الحجار، لتولي حقيبة الداخلية، وسقوط هذا الاسم بفعل عدم التمسّك به من الجهة التي طرحته، ومع الادراك بأن تبديل الاسماء خاضع للتفاوض ويبقى متاحاً لحين صدور مرسوم التأليف وأن طرح اي اسم لأي وزارة لا يوليه حقاً مكتسباً بالاستمرار بهذا الطرح، الا أن السؤال الذي يطرح ذاته بقوة يتمحور حول مبررات هذا التراجع وأسبابه الحقيقية سيّما أنه لا يتعلّق بشخصية مغمورة بل بإسم ارتبط بكثير من الجرأة والحزم والعدل والعنفوان في الأوقات الصعبة، منع التعدي على الكرامات وحفظ الحقوق ولم تمنعه لا الهجمات السياسية ولا الافتراءات الشخصية من القيام بواجبه ولا داعي للتذكير في هذا المجال بالحملة التي خاضها بوجهه وزيران معروفا الانتماء أصرّا طيلة أشهر على تسريب اشاعات بحقّه لمجرّد أنه تجرأ على فتح ملف "السماسرة" في العدلية و الذي طالت شظاياه قضاةً قريبين من أحد وزراء العدل السابقين، ولا داعي للتذكير هنا أيضاً كيف انتهت حرب الاشاعات تلك سواء بتراجع وزير العدل السابق ألبرت سرحان عمّا كان يرّوج بخصوص القاضي الحجار أو باضطرار مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية الى تعديل بيان تضمّن خبراً غير صحيح بشأنه واستقبال الرئيس عون له في اليوم التالي كبادرة يومها لردّ الاعتبار والتراجع عن الخطأ. وانطلاقاً من كل ما تقدّم يصح التساؤل هل أن التراجع عن تسمية الحجار كانت بفعل "العداوات" التي تولّدت نتيجة قيامه بعمله بكلّ جرأة سواء في القضاء وسواء كمستشار قانوني في رئاسة مجلس الوزراء؟ وهل أن البطاقة الحمراء "الأمنية" التي أخرجته باكراً من ملعب التأليف، بعد "البطاقة الصفراء" السياسية التي رفعت بوجهه في بعبدا، كانت أيضاً على خلفيات عمله القضائي حين رفض التطاول على المملكة العربية السعودية وزجّ في السجن بأحد المنشدين الحزبيّين الذي ما انفكّ يخرّب علاقات لبنان بالمملكة العربية السعودية و بدول الخليج العربي؟ وهل أن الامتعاض من الحجار يتعلّق أيضاً بأدائه في المحكمة العسكرية والتوازن الذي طبع هذا الاداء ووضعه الأمن والاستقرار في احدى كفتيّ الميزان والحرص على الكرامات والعمامات في كفتّه الاخرى، مدافعاً عن الاعتدال ونابذاً للارهاب وداعياً الى تنقية عملية مكافحته ومانعاً إلصاق تهمة الارهاب بكل الطائفة السنية الى حدود محاولة تصوير زعمائهم بأنهم "داعش بربطة عنق". الأسئلة المتقدمة وأسئلة كثيرة أخرى، مطروحة بقوة اليوم على الساحة الوطنية وعلى الساحة السنية ببعدَيها العروبي والوطني وطرفَيها الملتزم المعتدل والعلماني المؤمن، وهي لا تتعلّق بالإسم بل بالخيار ، و هو أي خيار يريده السنة، هل ما يريدونه هم فعلاً او ما يريده لهم الآخرون؟

المصدر : الهديل