ثقافة وفن ومنوعات >ثقافة وفن ومنوعات
قصة حقيقية: بائع الجرائد..
قصة حقيقية: بائع الجرائد.. ‎الأربعاء 22 09 2021 07:58
قصة حقيقية: بائع الجرائد..


كبير إستشاري أمراض القلب في المستشفى الملكي بلندن .
الدكتور الشهير ضياء كمال الدين
دخل القاعة لحضور حفل تكريمه إثر زيارته للعراق بعد غياب دام اكثر من 15 عام .

وعند مدخل القاعة استوقفه منظر بائع جرائد كبير السن مفترشا جرائده على الرصيف .
اغلق الطبيب عينيه ثم سرعان مافتحهما .
تذكر ملامح هذا الرجل العجوز المحفورة في ذهنه . 

جرجر نفسه ودخل القاعة ثم جلس بهدوء وهو لم يزل يفكر ببائع الجرائد

عندما نودي على الدكتور لتقليده وسام الابداع من الدرجة الاولى  قام من مكانه ، لكنه  لم يتوجه الى المنصة بل توجه الى خارج القاعة وسط ذهول وحيرة الجميع  .

 اقترب من بائع الصحف وتناول يده فسحبها 
رد عليه  البائع قائلاً : 
ارجوك اتركني اتوسل اليك  اني اعيل عائلة واعدك بأنني سأغادر المكان ولن أفترش هنا مرة اخرى .؟

رد عليه الدكتور بصوت مخنوق : 
انت اصلآ لن تفترش لا هنا ولا بأي مكان مرة اخرى لكني أرجوك  تعال معي لندخل القاعة ارجوك .

 ظل البائع يقاوم والدكتور يمسك بيده وهو يقوده الى داخل القاعة ... تخلى البائع عن المقاومة وهو يرى عيون الدكتور تفيض بالدموع وقال له : 
مابك يا ابني ؟

لم يتكلم الدكتور وواصل طريقه الى المنصة وهو ممسك بيد بائع الجرائد والكل ينظر اليه في دهشة ثم انخرط في موجة بكاء حارة واخذ يعانق الرجل ويقبل راسه ويده ويقول : 

انتَ ما عرفتني يا استاذ "خليل "؟

قال : لا والله يا ابني العتب على النظر .

 فرد الدكتور وهو يكفكف دموعه :
انا تلميذك "ضياء كمال الدين" في الاعدادية المركزية . 
هل تذكرتني . لقد كنت الاول دائمآ . وكنت انت من يشجعني ويتابعني سنه 1966 يا استاذي الفاضل .

نظر الرجل الى الدكتور واحتضنه
تناول الدكتور الوسام وقلده للاستاذ وقال للحضور : 

هؤلاء هم من يستحقون التكريم ... والله ما ضياعنا وتخلفنا وجهلنا إلا بعد إذلالنا لهم ... وإضاعة حقوقهم وعدم إحترامهم وتقديرهم بما يليق بمقامهم وبرسالتهم السامية .

انه الاستاذ خليل علي استاذ اللغة العربية في الاعدادية المركزية ببغداد .!!

قصة حقيقية ..تصوير واقعي .

المصدر : جنوبيات