خاص جنوبيات >بأقلامهم
أقنعة مكيافيلية
أقنعة مكيافيلية ‎السبت 25 09 2021 21:33
أقنعة مكيافيلية

علي زعرور

خلف كواليس الساسة تزفر الأقنعة المكيافيلية لهاثها على بساط أفعال براغماتية، ويسطع نجم الخداع والإزدواجية عبر خزعبلات منغمسة بالمراوغة المنزوعة من تعاليم كتاب الأمير الذي بات دليل المتسلقين على أكتاف الرعية بمواربات من وحي المنافع. في السلوكيات الشخصية المتأرجحة بين الوصولية  وحنكة المداهنة يأفل نجم الفضيلة في المنزلق السياسي ويعتلي مسرح الخلاص أصحاب الياقات البيضاء من ذوي النفوذ ورأس المال وتبقى أولوية بناء الجماعة مجرد أطياف صمت تصفق كلما دعت الحاجة إلى تظهير العمل السياسي بقبول إجتماعي عددي. على أرض الواقع لا مجال لطوباوية حالمة، فولع الهيمنة يتفوق على القضايا الإنسانية، والتملق والمجاملة من السمات الأساسية للوصول إلى المبتغى، والعلاقات العابرة هي المعبر الوحيد في منظومة الشخص المكيافلي. بشهية  المزاوجة بين حب الذات واستغلال المواقف يخطو المكيافبليون نحو الإنقلاب على الصفات الحسنة  شاهرين غلبة المكر والدهاء  للقضاء على الذئاب المتربصة بهم خلسة، وفي المقلب الآخر لا مكان للعواطف، والمدينة الفاضلة لا يمكن إنزالها إلى أرض الواقع. صامتة هي اسقاطات هذه الأقنعة، وعلى حلبة الوطن تحاك الدسائس بمشروعية القبول والتقديس، بَيدَ أنّ قلّة هم  من يمتهنون فن كشف الوجوه في معرض تقييم المواقف، لكن العلّة في عدم  تقبل الحقيقة إما خشية أو رهبة، وعلى وتيرة "حبي لنفسي قبل حبي لبلادي"، الغاية تبرر الوسيلة.

المصدر : جنوبيات