لبنانيات >أخبار لبنانية
رسالة من طبيب في زمن الإنهيار والإرتفاع الفاحش في الأسعار
رسالة من طبيب في زمن الإنهيار والإرتفاع الفاحش في الأسعار ‎الاثنين 27 09 2021 22:53
رسالة من طبيب في زمن الإنهيار والإرتفاع الفاحش في الأسعار

د.طلال حمود

نحن نعرف جميعاً ان امراض القلب والشرايين وهي الأخطر على الإنسان ترتفع نسبة الإصابة بها بعد عمر ال ٤٥ سنة عند الرجال وعمر ال ٥٥ سنة عند النساء. ونعرف ايضاً ان لها عوامل مُسبّبة معروفة جداً منها ما يُمكن التحكّم بها مثل نمط الحياة كالتدخين وإرتفاع الضغط الشرياني ومرض السكّري وارتفاع الدهنيات والبدانة وقلّة الحركة او الرياضة وغيرها، ومنها ما لا يُمكن التحكّم بها كالتقدّم بالسنّ تحديداً والعوامل الوراثية التي كنّا قد فصّلناها في مقالات ومنشورات سابقة.
بعد الأزمة الإقتصادية، المالية، النقدية، الإجتماعية والمعيشية التي عصفت بلبنان، تدهور وضع القطاع الصحي والإستشفائي والصيدلي فيه بشكلٍ مهول، بحيث اقفلت معظم الصيدليات ابوابها وهاجر عدد كبير من الأطباء المشهود لهم بالكفاءة والمستوى العلمي الرفيع واقفلت بعض المستشفيات ابوابها وتردّت الخدمات في كل المستشفيات المتبقّية، لأسباب معروفة جداً من اهمها إنقطاع الكهرباء والمازوت وإرتفاع اسعار المستلزمات الطبية وفقدان وإنقطاع معظم انواع الأدوية خاصة تلك المستوردة وخاصة ادوية الأمراض المُزمنة والمستعصية او تلك الأساسية لأبسط انواع العمليات التشخيصية والعلاجية.
وقد جاءت جائحة الفيروس "التاجي الصيني كور ونا " ومع ما تسبّبت به إصابات وصلت لتاريخ اليوم الى حوالي ٢٤٥ مليون إصابة عبر العالم، وما ادّت اليه من آثار صحية وخسائر هائلة في الأرواح وفي الإقتصاد على مستوى لبنان وكل دول العالم، لكي تزيد من تعقيدات كل المشاكل السابقة وتحوّل واقع القطاع الطبي في لبنان الى جحيم بعد ان اوصلته اصلاً الأوضاع الإقتصادية والمعيشية الكارثية الى الدرك الأسفل من جهنم للأسباب التي شرحتها في مقالات سابقة ايضاً.
لذلك ولأنني عوّدتكم دوماً على السعي لنشر ثقافة الوعي الصحي والطبّي بكل الوسائل المُمكنة بهدف التخفيف عن اهلنا وشعبنا في لبنان وفي كل العالم العربي، أضع اليوم بين ايديكم هذه النصائح التي آمل ان تكون مُفيدة لكم في هذه الظروف العصيبة، خاصة وان معظم الأفراد غير قادرين حالياً على زيارة الطبيب لأسباب قد تكون مادّية وما شابه ( عدم توفّر كلفة معاينة الطبيب وإجراء الفحوصات والدخول الى المستشفيات!) او بسبب إنقطاع مادة البنزين والظروف القاهرة التي تمرّ بها البلاد.
وقد يقول البعض ان بعض هذه البنود اصبح مستحيلاً في لبنان في زمن الإنهيار وغلاء الأسعار وانتشار البطالة وتدنّي القيمة الشرائية لليرة اللبنانية ولكن علينا ان نحاول ونحاول ونحاول… لأن اليأس يقتل الإنسان وعلينا ان  نُحافظ على جرعة الأمل بالخلاص دوماً وابداً…

وبشكلٍ مُختصر وسريع واذا كنتَ رجل عمرك اكبر من ٤٥ سنة او إمرأة عمرها اكبر من ٥٥ سنة فعليكم بما يلي:

- اوّلاً:
القيام بالأمور التالية:

(1) مُراقبة ضغط الدّم بشكل دائم وإستشارة طبيب اذا امكن اذا كان لديك الإمكانية خاصة اذا كنت تشكو من ارقام مُرتفعة من الضغط الشرياني فوق 145 للضغط "العالي" او "الإنقباضي" وفوق ال 85 ملم زئبق للضغط "الأدنى" او "الإنبساطي"،  او اذا كنت تشكو من اعراض او علامات مثل الصداع الدائم والدوخة وضيق النفس او الم الصدر او  إضطراب في ضربات  القلب.
(2) مُراقبة نسبة السكّر في الدم وعلاج هذا المرض الفتّاك للأسف لأنه مُؤذي جداً للشرايين الصغيرة والكبيرة وهو يتسبّب بمرض تصلّب الشرايين التاجية للقلب وبالتالي بالذبحات القلبية وهو العدو الأول للقلب ولكل الشرايين الدماغية ويتسبب بالجلطات الدماغية وغيرها وشرايين الأطرف حيث قد يُؤدَي للبتر والى إصابة الشعيرات  الشريانية والشرايين الصغيرة في العيون والكلى والأعصاب حيث له آثار كارثية.
(3)مراقبة مستوى الدهنيات والشحوم الثلاثية في الدم خاصة اذا كان هناك سوابق مرضية عائلية لإصابات مُبكرة بأمراض القلب والشرايين في العائلة.
(4)ايقاف التدخين فوراً او تخفيض كمية السجائر المُدخّنة الى اقل عدد ممكن. كذلك تخفيف الوزن خاصة اذا كانت هناك بدانة مرضيّة"او زيادة مُفرطة في الوزن وذلك عبر نظام غذائي صحيً سليم والقيام بالتمارين الرياضية ولا مانع من اللجوء الى العمليات الجراحية لتصغير المعدة او لإجراء تحويل في المصران في حال عدم نجاح الخطوات السابقة.

-ثانياً:
سبعة أشياء قلّلها إلى الحد الأدنى وقدر المستطاع:
(1) الملح لأنها العدو الأول لمرض إرتفاع الضغط والقصور او كسل عضلة القلب.
(2) السكر لأنه يُؤدّي لزيادة الوزن ولتفاقم حالة مريض السكري ولإرتفاع الشحوم الثلاثية في الدم.
(3) اللحوم والأطعمة المحفوظة لأن فيها كميات كبيرة من الملح وهي تُفاقم حالة مرضى القلب بشكل .