عام >عام
جامعة الكبار تستقبل طلابها لتنشيطهم ذهنياً وصحياً رسالتها نشر مفهوم التعليم المستمر عند كبار السن
جامعة الكبار تستقبل طلابها لتنشيطهم ذهنياً وصحياً رسالتها نشر مفهوم التعليم المستمر عند كبار السن ‎الاثنين 22 08 2016 11:13
جامعة الكبار تستقبل طلابها لتنشيطهم ذهنياً وصحياً رسالتها نشر مفهوم التعليم المستمر عند كبار السن

روزيت فاضل


تساهم جامعة الكبار في الجامعة الأميركية في بيروت في مد الإنسان بالزخم الفكري والمعنوي والذهني عند بلوغه خريف العمر ليكون فاعلاً في المجتمع.

ينتظر المنتسبون موعد بدء التسجيل في جامعة الكبار بشغف. يجددون من خلال اختيار حصصهم في الفصل الأول من السنة الدراسية حقهم بحياة لا يحكمها شعور الوحدة القاتلة أو حرية مسلوبة بحكم تقدم العمر.
كتبت الطالبة في جامعة الكبار مرام قبيسي صليبي رسالة حب إلى زميلتها الشابة التي انتقدت مجيء السيدة "الستينية" إلى الجامعة، وقالت: "أجلس على المقاعد ذاتها التي تجلسين عليها والتي سبقك اليها أولادي. أتابع المحاضرات مثلك تماماً، ولكن من دون التقيد بتخصص معين. أختار ما يحلو لي وما أحب... أليس هكذا تمارس الحرية؟". وتوجهت إليها في كتابها "الأخوي" قائلة: "نعم، أنا في أواخر السبعينات وأتمتّع بكلّ ما تقدم لي الحياة وأتلذذ بكل شيء وأصبحت أفهم معانيها وأبعادها وأسعى لمعرفة أكثر".
وأكدت مديرة برامج "جامعة الكبار" مايا أبي شاهين لـ "النهار"، أن البرنامج يتميز بإعطاء فرص متكافئة لنشر مفهوم التعليم المستمر عند كبار السن. وشددت أن "المنتسبين إلى البرنامج، الذين وصل عددهم في ربيع 2016 إلى 600 طالب يتوقون من خلاله إلى قضاء شيخوخة ناشطة ذهنياً وصحياً وجسدياً واجتماعياً".
ورأت أن "البرنامج الذي إنطلق منذ 6 أعوام، عزز حق كبار السن في معرفة كل شىء من حولنا ومتابعته بتفاصيله المملة". وركزت على "القيمة المضافة للبرنامج الذي يلبي تطلعات "جمهوره" من خلال جذب العنصر الطالبي في جامعتنا للتطوع في تعليمهم كيفية استخدام وسائل التواصل الإجتماعين لافتة إلى أن "برامج كل فصل منفصل عن الثاني، وقالت: نجدد برامج الحصص التي يصل عددها الى 87 حصة في الفصل الواحد. تتطوع مجموعة من أساتذة الجامعة أو خبراء من خارجها في تخصص ما ليمدونهم بالمعرفة بكل من الإنكليزية أو العربية".
وشددت على أنه "يمكن للمنتسب أن يتابع الحصص اليومية من خلال دفعه رسم يبلغ 200 دولار أميركي للفصل الواحد". وأعلنت أن مواد فصل خريف 2016 تتضمن محطات رياضية وثقافية وترفيهية وعدداً لافتاً من الحصص في التخطيط المدني، الاقتصاد والبنوك، تاريخ لبنان، الفنون على أنواعها، فن الأيقونات، الصحة وعلاقتها بالشيخوخة، الغزل في الشعر العربي، القيادة السليمة لكبار السن، التفكير الإيجابي وأثره على الحياة. وقالت: "يتكامل شغف المعرفة مع لقاءات في نواد عدة، منها ناد للقراءة وآخر للسينما. وعلى موعد مع لقاء مميز مع الأديبة إميلي نصرالله وآخر تكريمي لريشة الراحل بيار صادق من خلال لقاء مع أولاده".
من جهته، أشاد غانم غانم (74 عاماً) بهذه التجربة، وقال: "حافظت من خلالها على نشاطي وقاومت خطر الإكتئاب مثلاً". وشدد على "متابعة اهتماماته فيها، لا سيما في علم الاجتماع وسبل السيطرة على ضغوط الحياة، وحصص الموسيقى الشرقية وسواها.
أما الخبيرة الإقليمية في شؤون الكبار والأستاذة المحاضرة في كلية الصحة في الجامعة الدكتورة هبة محيو سباعي فأكدت لـ "النهار" أن مشاركتها والدكتورة سنتيا منتي في تأسيس "جامعة الكبار" هدفت إلى تعزيز مكانة المسنين وقدرتهم على العطاء وشغفهم اللامتناهي للمشاركة. وشددت على أن البرنامج "يعزز فرص عيش شيخوخة ناشطة قائمة على التواصل مع الآخرين".
ولفتت إلى أن "العالم شهد تغييراً في معدل أمد حياة المسنين الذين قد تستمر حياتهم 20 عاماً بعد بلوغهم سن التقاعد. وأشارت إلى أنهم يشكون من العزلة الاجتماعية والشح في الموارد الاقتصادية في بعض الأحيان وإنشغال المقربين عنهم وبعدهم في المكان والزمان، ما يؤثر سلباً على قدراتهم الفكرية والذهنية. واعتبرت أن هذا البرنامج يثمن دورهم ويتدخل لحمايتهم من انعكاسات تقدم العمر على الصعد كافة.
واستفاضت السيدة منى نصار (68 عاماً) في شرحها أهمية البرنامج، وقالت: "يمكنني اليوم أن أناقش في قانون الإيجارات لأننا إطلعنا على مضمونه في البرنامج". ورأت أنه عرفها على أهمية اللغة العربية وكتابها وأدخلها إلى عالمها الخاص.

المصدر : النهار