عربيات ودوليات >اخبار عربية
سباق بين التوتر الاقليمي والتسويات، واشهر قبل التوافق الجدي
سباق بين التوتر الاقليمي والتسويات، واشهر قبل التوافق الجدي ‎السبت 23 10 2021 18:14
سباق بين التوتر الاقليمي والتسويات، واشهر قبل التوافق الجدي

جنوبيات

ليس واضحا ما اذا كان المسار السياسي في الاقليم يتجه نحو التسوية الشاملة او نحو الانفجار، فبالرغم من كون جزء من عملية التصعيد الحاصلة في المنطقة يمكن ربطها بشكل او لآخر بعملية تحسين الشروط التفاوضية وتعزيزها، لكن خطأ بسيط في الحسابات قد يؤدي الى تفلت الجبهات وحصول الانفجار الكامل.

قد تؤدي غارة اسرائيلية غير محسوبة على سوريا الى سقوط عدد كبير من الضحايا او الى اصابة عناصر من "حزب الله" الامر الذي سيستوجب ردا قاسيا وبالتالي الذهاب بإتجاه رد ورد مضاد ، ومن الممكن ان تنزلق الامور بإتجاه حرب شاملة.

وعلى العكس من ذلك، فمن يضمن الا يؤدي اي قصف مماثل للقصف الذي استهدف القاعدة العسكرية الاميركية في التنف الى وقوع خسائر لا تتحمل واشنطن السكوت عنها؟ في كل الاحوال بات التصعيد في المنطقة امرا واقعا، من فلسطين الى اليمن.

في العراق بدأت الازمة السياسية الناتجة عن الانتخابات النيابية تطل برأسها في ظل عدم اعتراف الحشد الشعبي بالنتائج، وبدء اعتصام شعبي قد يتطور ويتصاعد الحراك فيه خلال الايام الماضية، كما ان التصعيد العسكري عاد الى اليمن بعد ستاتيكو دام لعدة اسابيع.

كل ذلك يحدث على وقع المفاوضات بين ايران من جهة والسعودية والولايات المتحدة من جهة اخرى، اذ ان الاتصالات بين طهران والرياض قطعت شوطا لا بأس به في ما يخص العلاقات الثنائية على ان ينتقل الطرفان الى بحث الملف اليمني بعد ذلك، ليبقى الاتفاق النووي عالقا في ظل التباطؤ الايراني في اعادة فتح باب التواصل مع الاميركيين بما يتعلق بعملية التخصيب وغيرها من النقاط، علما ان التسوية مع الاميركيين قد تفتح الباب امام حلول متفرقة وجذرية في آن داخل دول الاقليم.

الاهم من كل ذلك هو التطور الحاصل في العلاقة بين السعودية وسوريا، وبحسب المعلومات فإن الطرفان باتا قاب قوسين او ادنى من الوصول الى تفاهم شامل يعيد علاقتهما الى سكتها الصحيحة، علما ان التطورات الامنية السلبية في دمشق توحي بأن اطرافا تعمل على التشويش.

اذا، التسوية الكبرى لا تزال متاحة في ظل لعب كل الاطراف اوراقهم لتحسين شروطهم، وقد لا تخرج حادثة الطيونة من اطار التصعيد الحاصل والذي قد يطول لعدة اشهر قبل الوصول الى توافقات جدية، ليبقى السؤال عن مدى تأثير اي تسوية على الواقع الاقتصادي والمعيشي اللبناني؟

المصدر : وكالات