عام >عام
عين الحلوة: هل يؤمّ «أبو محجن» صلاة العيد؟
عين الحلوة: هل يؤمّ «أبو محجن» صلاة العيد؟ ‎الثلاثاء 6 09 2016 11:32
عين الحلوة: هل يؤمّ «أبو محجن» صلاة العيد؟


استعادت «عصبة الأنصار الإسلامية» سابق عهدها في «الزمن الجميل» في عين الحلوة. هناك، عندما كانت تفرض حيثية أمنية وسياسية في المخيم وتضرب بيد من حديد، متعهدةً بفرض الأمن كما فعلت عند إنهاء ظاهرة «جند الشام» ودخول الجيش إلى التعمير بعيد اندلاع حرب نهر البارد في حزيران 2007.

منذ أيام، قررت العصبة أن تفرض الأمن لا على امتداد المخيم، وإنما على الأقل على امتداد مربعها في حي الصفصاف. تعهدت «لأهلنا في المخيم» في بيان لها بأن «نذرنا أنفسنا وكل المخلصين في هذا المخيم من أجل عبادة الله وتحقيق الأمن لأهلنا»، معلنة «أننا لن نسمح لأحد بأن يروّع الآمنين أو يعتدي على الطرقات بقطعها متى شاء أو يفتعل ما من شأنه سلب الطمأنينة من قلوب الناس. فمن حق أهلنا أن يعيشوا بأمان وخصوصاً منطقة الصفصاف».
البيان الحاسم جاء رداً على حملة منظمة ومستمرة خاضتها عناصر إسلامية متشددة ضد العصبة بسبب حراكها السياسي في السنوات الأخيرة وانفتاحها على المرجعيات اللبنانية الأمنية والسياسية. آخر فصول المواجهة بين الطرفين، تدخل العصبة للجم الإسلامي عبد فضة وحجزه في مسجد الصفصاف بعد محاولته التهجم على معقل قائد القوة الأمنية اللواء منير المقدح، الذي اتهمه صراحة باغتيال علي البحتي، بحسب ما أظهرت كاميرات المراقبة. حينها، انتشرت العصبة عسكرياً في الشارع الفوقاني في وجه انتشار مجموعة فضة وأجبرتها على الانسحاب. فضة مكث لمدة وجيزة داخل المسجد الذي تشرف عليه العصبة، ولم يمثل أمام لجنة التحقيق في القوة الأمنية كما تعهدت العصبة التي رفضت أن تسلمه للدولة اللبنانية بناء على طلب مرجعيات أمنية وحزبية للاشتباه بتورطه بجرائم اغتيالات عدة في وقت سابق. وبرغم تحرير فضة، إلا أن التوتر ضد العصبة لم يتبدّد. فجر السبت، اندلع اشتباك محدود بين عناصر تابعة للعصبة وعناصر تابعة لفضة خلال محاولة العصبة اعتقال عمر طحبيش المحسوب على فضة.

تلقت العصبة
تهديدات ضمنية باغتيال كوادرها
رداً على تعاونها
مع الدولة

ذروة التوتر سجلت بعد يوم واحد ببيان حمل توقيع «محبي الخلافة ومبغضي المنافقين» تحت عنوان «عصبة الأنصار شربت النفاق شرباً» ويتهمها بالمساعدة بتسليم المطلوبين للدولة، وجد واضعو البيان أن «كثرة الظلم وقلة الإيمان وتفاقم الفقر وشيوع الحسد والغل عند الناس دفع بعض الشباب إلى تسليم أنفسهم، فكان الصراع بين جهازي المخابرات والأمن العام في تسليم المطلوبين عن طريقهم والمعاملة القاسية، فهل يا عصبة الأنصار يرضيك هذا الأمر. وما هو المقابل المادي الذي أخذتِه؟».
«محبو الخلافة» استحضروا أبو محجن، مؤسس العصبة المتواري عن الأنظار داخل المخيم. «لماذا لا تسلمونه كي يذهب إلى الكورنيش وإلى السفارة الفلسطينية والإيرانية والسعودية وليكن قدوة لغيره؟» تساءلوا، متوقفين عن استنفار العصبة في منطقة الصفصاف. «تظن بأنها سترعبنا ولم تعرف بعد أننا أسود جياع. لن نسمح لكم بأن تذلّونا، فسيوفنا متعطشات عليكم وعلى غيركم، لكن رحمة بأهل المخيم سكتنا لهذا الوقت. فإذا ارتكبتم أي حماقة قتل، فسنعامل أنصاركم معاملة كباركم وإن غداً لناظره قريب».
التهديد العلني للعصبة لم يؤثر على الاستنفار العسكري الذي فرضته منذ أسبوع في الصفصاف. في وقت سابق، تلقت العصبة تهديدات ضمنية باغتيال كوادرها رداً على تعاونها مع الدولة. بحسب مصدر أمني فلسطيني، «ضبطت العصبة أخيراً فتى يرتدي حزاماً ناسفاً، كان ينوي تفجير نفسه بالناطق باسم العصبة أبو شريف عقل». اللافت أن التهديدات لم تحجم العصبة، بل دفعتها إلى إعادة طرح مقترحها الذي روّجت له قبل عامين تماماً: عودة أبو محجن لتولي المسؤولية، وخصوصاً بعد انهيار تجمع الشباب المسلم وتراجع دور رئيس الحركة الإسلامية المجاهدة جمال خطاب وتصاعد الخطر من العناصر المتشددة بعد حل جبهة النصرة وانضوائها في تنظيم داعش. وفق المصدر، طرح مسؤولو العصبة عودة أبو محجن على بعض المرجعيات اللبنانية خلال جولاتها الأخيرة. الجانبان اللبناني والفلسطيني على السواء «لم يحسما موقفهما النهائي من الموافقة على عودة أبو محجن المتهم بملفات إرهابية وأمنية خطيرة؛ منها اغتيال الضباط الأربعة». حتى ذلك الحين، يروج عناصر العصبة معلومات تتعلق بأبيهم الروحي لاستمزاج ردات الفعل لعودته؛ آخرها بث شائعات باحتمال مشاركته علناً في صلاة عيد الأضحى المقبل في مسجد الصفصاف.

المصدر : آمال خليل - الأخبار