كم هو جميل أن نودع عاماً مثقلاً بالمآسي والاوجاع وبين يديك كتاب من وزن كتاب الأكاديمي المميز والباحث في العدالة الجنائية الدكتور عمر نشابة حول "الرواية الحقيقية  للمحكمة الخاصة" بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري..

 قد يتفاوت المتابعون لعمر نشابة في كتاباته واطلالاته الاعلامية في تقييم تحليلات الدكتور وقد يختلفون معه في صحتها أو خطأها، لكن أحد لا يستطيع أن ينكر أن الرجل مسكون بهمّ الوصول إلى الحقيقة،اياً كان المتضرر من كشفها، خصوصاً بعد أن رأى كثيرين يحاولون ليْ عنق الحقيقة لكي تناسب مواقفهم ومصالحهم وخدمة الأجندة التي يعملون على تنفيذها.

 فالقيم الاخلاقية التي يحملها الدكتور عمر، والمقاييس العلمية التي يعتمدها، تجعلانه ساعياً إلى كشف الحقيقة، انطلاقاً من قناعة طالما كان يردّدها منذ أن وقف وقفته الشجاعة بوجه محاولات حرف التحقيق الدولي بالجريمة عن المسار المهني الدقيق : "أن اي تلاعب في الحقيقة في الجريمة هو ارتكاب جريمة أخرى تضاهي الجريمة الاصلية في بشاعتها وخطورتها وتؤدي ايضا إلى إيذاء جهات آخرى غير الضحية الأولى في هذه الجريمة.."

كتاب الدكتور عمر نشابة الصادر قبل ايام  عن "دار بيسان للطباعة والنشر" كتاب يستحق القراءة، لكشف الرواية الحقيقية لمحكمة اختصّت بواحدة من أهم جرائم العصر ، وكلّفت لبنان والمموّلين أكثر من أي محكمة اخرى.

 ألف تحية للدكتور نشابة الشجاع في الالتزام بالمعايير المهنية مهما كانت العواقب، والخبير المتخصّص بالعدالة الجنائية غير المتأثرة بأهواء السياسة  وتجاذباتها.