مقالات هيثم زعيتر >مقالات هيثم زعيتر
أبواب "عاصمة الجنوب" مُوصدة بوجه "الوطني الحر".. يُهدّد بلوغ الحاصل!
الرئيس بري ينال تعهّد "حزب الله" بدعم ترشيح عازار والبحث عن حليف صيداوي
أبواب "عاصمة الجنوب" مُوصدة بوجه "الوطني الحر".. يُهدّد بلوغ الحاصل! ‎الجمعة 28 01 2022 09:16 هيثم زعيتر
أبواب "عاصمة الجنوب" مُوصدة بوجه "الوطني الحر".. يُهدّد بلوغ الحاصل!
الثلج الأبيض يُغطّي أمس مدينة جزين وتلالها.. لن يشفع لسواد "التيار الوطني الحر"!

جنوبيات

تُعتبر "دائرة الجنوب الأولى" التي تضم مدينة صيدا وقضاء جزين، أكثر الدوائر الجنوبية الثلاث حماوة في استحقاق الانتخابات النيابية المُقرر إجراؤها، في أيار/مايو 2022.
مردُّ ذلك، إلى أنّه في الدائرة الثانية والثالثة، الغلبة الترجيحية لـ"الثُنائي الشيعي": "أمل" و"حزب الله"، فيما في "دائرة الجنوب الأولى"، فإنّ الواقع مُغاير لذلك بوجود "موزاييك" سياسي لقوى عدّة!
يبلغ عدد الناخبين في قضاء جزين 61180 ناخباً (29823 ذكور و31357 إناث)، وكان اللافت الكثافة بتسجيل الناخبين المُغتربين في القضاء، الذي بلغ 4898 مُوزعين وفق الآتي: 3381 مارونياً، 886 كاثوليكياً، 11 أرثوذكسياً، إنجليان، واحد سريان كاثوليك، 503 شيعياً، 71 سنياً و43 درزياً، والقسم الأكبر منهم غادر بعد ثورة 17 تشرين الأول/أكتوبر 2019، ناقماً على "العهد القوي".

اكتست جزين أمس، بالثلج الأبيض النقي، وهدر شلالها بقوّة، مُنقلباً على الواقع، الذي شهده القضاء خلال الفترة الماضية، من سيطرة "التيار الوطني الحر".

فقد أرخت النتائج السلبية بظلالها على مدى السنوات الأربع الماضية، بفعل الشرخ الذي أصاب "التيار البرتقالي" في منطقة تقع على فوهة فالق زلزال روم، الذي يُهدّد المنطقة بكارثة في أي لحظة.

الإنقاذ الصيداوي لن يتكرّر!

*"التيار الوطني الحر": بات واضحاً تداعيات الخلاف داخله بين النائب زياد أسود والنائب السابق أمل أبو زيد، والتي برزت خلال الانتخابات الماضية، ورجحت كفّة أسود على أبو زيد في المقعد الماروني الثاني، بفعل تجيير رئيس "التيار الوطني" النائب جبران باسيل أصوات الحزبين، الذين جرى إحضارهم من بيروت إلى جزين، بالاقتراع لصالح أسود، لأنّ المُهمة المرسومة له تأديتُها، هي الدفاع عن مُنتقدي "العهد القوي".
وصل الخلاف بين مُرشّحي "التيار البرتقالي" حد التهديد والوعيد، والعرقلة والتلهي بذلك، بدلاً من الاهتمام بقضايا وأحوال المُواطنين.
لم تقف مُنازلات الأسود عند هذا الحد، بل ظهر جلياً نكثه للجميل الصيداوي، الذي أنقذه، وحمل به إلى الندوة البرلمانية، عن المقعد الماروني الثاني، بعدما نال 7270 صوتاً، ومكّن "التيار" من الفوز بمقعد كاثوليكي للدكتور سليم خوري، الذي نال 708 أصوات، بينما النائب السابق أبو زيد نال 5016 صوتاً.
ما جمعه مرشّحو "التيار" الثلاثة في جزين بلغ 12994 صوتاً، وكانوا يفتقدون 154 صوتاً، لبلوغ عتبة الحاصل الانتخابي 13148 صوتاً.
جاء الإنقاذ عبر التحالف مع رئيس بلدية صيدا الأسبق الدكتور عبد الرحمن البزري، الذي نال 3509 أصوات، و"الجماعة الإسلامية" مُمثّلة بمسؤولها السياسي في الجنوب الدكتور بسام حمود، الذي نال 3204 أصوات - أي ما مجموعه 6713 صوتاً - ما جعل  "لائحة صيدا - جزين معاً" تحصل على 20627 صوتاً، لتحل ثانيةً.
لم يُقدِّر أسود و"الوطني الحر" ما تحمّله البزري و"الجماعة الإسلامية" من تداعيات هذا التحالف، وخسارة أصوات مُناصرين لهما، وما يعني دعم أسود، الذي لم يُسجّل نقطة بيضاء في سجلّه تجاه مدينة صيدا وأهلها، بل ازداد قصفاً واستهدافاً ومُمارسة أساليب الكراهية، بدلاً من مدّ جسور التواصل مع المدينة، التي يضطر لعبور جسرها عند مدخلها الشمالي في وجهته إلى جزين.
لم تشفع جولة نائب رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير السابق طارق الخطيب، على الفاعليات الصيداوية  بالتوصّل إلى أي بارقة أمل لصدى إيجابي لديها، بعدما اكتوت المدينة بنيران تسعير النعرات الطائفية والمذهبية.
لذلك، فإنّ استفاقة النائب باسيل باختيار الوزير السابق الخطيب وإيفاده إلى صيدا، في مُحاولة للعب على الوتر السني، لم تشفِ غليله، لأنّها فشلت بحصد ثمارها المرجوة، فعاد خالي الوفاض، بعدما صُدِمَ بإجماع مُختلف القوى الصيداوية بإيصاد أبواب المدينة أمام "التيار البرتقالي".

تفاقم الخلافات داخل "البرتقالي"

حتى الآن، ما زال الصراع على أشدّه بين مَنْ سيفوز بأولوية استمالة ترشيح "التيار" للانتخابات المُقبلة.
في المرحلة الأولى من الانتخابات الداخلية، فاز أبو زيد، فيما انكفأ أسود، مُتذرّعاً بمُقاطعته لها، وفي الثانية فاز أسود مُتقدّماً على أبو زيد بنسبة 4% من أصوات الحزبيين الذين شاركوا بالتصويت، وبقيت معركة فاصلة لتحديد مَنْ سيفوز بأولية الترشيح عن المقعد الماروني!
علمت "اللـواء" بأنّ أبو زيد أبلغ باسيل رفض المُشاركة في لائحة تضمّه وأسود، والمُساهمة بإيصاله إلى الندوة البرلمانية على حساب الأصوات التي بإمكانه الحصول عليها وتجييرها للائحة.
لا شك في أنّ حسابات باسيل تميل إلى مصلحة أسود، انطلاقاً من أنّه:
- يُمكن استخدامه في موجة الهجوم المستعر، والنبرة المُرتفعة المطلوب استمرارها في مُحاولة لشد العصب الطائفي.
- لا يُمكن أنْ يتحمّل "التيار" تبعات الترشيح من بلدات الأطراف - أي أبو زيد (ابن بلدة مليخ) من دون أنْ يكون له مُرشّح من داخل مدينة جزين، ما يُفقِده أصوات أبناء "عروس الشلال".
- هناك مَنْ قد يطرح اسم أبو زيد كمُرشّح ماروني لرئاسة الجمهورية، وهو المعروف بعلاقته الوطيدة مع المسؤولين الروس، ما قد يُشكّل مُنافساً للنائب باسيل على رئاسة الجمهورية، ومن داخل "التيار"، وهو الذي لا يحتمل مُجرّد ذكر أسماء مَنْ يعتقد بأنّهم سيُنافسونه على سدّة الرئاسة الأولى.
لكن إذا ما أصرَّ باسيل على ترشيح أسود، فإنّه سيفقد أصوتاً عديدة من داخل "التيار"، التي تحمّله تبعات تراجع قوّة وتأثير "البرتقالي"، وترفض إعادة المُساهمة مُجدّداً بإيصال نائب غير مُقتنع به، بل تعتبر أنّه يعمل على مُحاربتها وإفشال دورها.
هنا تبرز مُحاولات أسود الدؤوبة لعرقلة عمل "اتحاد بلديات منطقة جزين" الذي يترأسه خليل حرفوش، بما يُشكّله من ثقل داخل "التيار" ويستقطب من خارجه، لكن لا يلتقي مع أسود، وليس بوارد الترشّح، لأنّه لم يتقدّم باستقالته ضمن المُهلة المطلوبة في 20 تشرين الثاني/نوفمبر 2021 - أي قبل 6 أشهر من موعد إجراء الانتخابات النيابية.
في ضوء ذلك، لا يُتوقّع أنْ ينال "التيار" في منطقة جزين الرقم الذي وصل إليه والبالغ 12994 صوتاً، وهو في أوج ارتفاع أسهم مُؤسّسه الرئيس العماد ميشال عون، حيث سجّل تراجعاً كبيراً.

النائب عازار

* النائب إبراهيم عازار: نال في الانتخابات الماضية 11663 صوتاً، ليحل أولاً على المقعدين المارونيين في قضاء جزين، مُتحالفاً مع أمين عام "التنظيم الشعبي الناصري" النائب الدكتور أسامة سعد، الذي نال 9880 صوتاً، فتصدّرت "لائحة لكل الناس" ترتيب اللوائح في الدائرة، حاصدة 22083 صوتاً.
ينطلق عازار في ما يُشكّله من مسقط رأسه، مدينة جزين، التي يحظى فيها بتأييد واسع لما له من حيثية، وما تركه والده الراحل النائب سمير عازار وجده الراحل النائب إبراهيم عازار.
يُعتبر أقوى مُرشّح مُستقل داخل مدينة جزين، ويحظى بدعم رئيس مجلس النوّاب نبيه بري، ما يزيد من قوّته وفاعليته وحظوظه بالفوز.
كانت واضحة كثافة الأصوات التي نالها عازار في الانتخابات الماضية من الطائفة الشيعية في القضاء، التي بلغت 6665 صوتاً من بين 7 آلاف مُقترع من أصل حوالى 12 ألف ناخب، فيما نال المُرشحون المسيحيون الـ9 الباقون 300 صوت من الأصوات الشيعية.
يُسجّل لرئيس الماكينة الانتخابية في دائرة صيدا - جزين رئيس "الاتحاد اللبناني لكرة القدم" ومُدير عام مجلس الجنوب المُهندس هاشم حيدر (ابن بلدة اللويزة) الدور البارز بذلك.
وكشفت مصادر موثوق بها لـ"اللـواء"، عن أنّ الرئيس بري طلب من "حزب الله" دعم المُرشّح عازار في الانتخابات المُقبلة، لأنّ غير ذلك يُهدّد فوزه بمقعد نيابي وقد تلقّى وعداً حازماً وقاطعاً الإلتزام بدعم عازار بالأصوات التي يمون عليها الحزب.
بقي الحديث عن اللائحة التي سيُشكّلها عازار لحلفاء من داخل منطقة جزين، وأيضاً في مدينة صيدا، بعد إعلان النائب بهية الحريري عزوفها عن الترشّح، بعدما كانت الاتصالات بينهما للتحالف، قد قطعت مرحلة مُتقدّمة.
وإذا كان حليفه السابق النائب سعد يرفض التحالف مع أحزاب السلطة، وكذلك الدكتور البزري، فإنّ الأنظار تبقى مشدودة إلى احتمالات ترشيح شخصية صيداوية لها حيثيتها، تستفيد أيضاً ممّا يفوق أصوات 2000 شيعي في في مدينة صيدا من بين أكثر من 4 آلاف مُقترع من بين حوالى 7 آلاف ناخب، ما يُساهم بحصول اللائحة على الحاصل الانتخابي.

"القوّات اللبنانية"

* "القوّات اللبنانية": رشّحت في الانتخابات الماضية عجاج جرجي حداد عن المقعد الكاثوليكي، ونال 4318 صوتاً، لكن لم تتمكّن "لائحة قُدرة التغيير" من تأمين الحاصل، لأنّ ما جمعته بلغ 6238 صوتاً، ولم يكن ليكتمل تشكيلها لولا تحالف رئيس "تجمُع 11 آذار" مرعي أبو مرعي معها، ودعمها بترشيح ابن شقيقته سمير البزري، الذي نال 1198 صوتاً، فيما لم يتمكّن مُرشّح "حزب الكتائب" جوزيف نهرا عن المقعد الماروني، من الحصول إلا على 472 صوتاً.
حتى الآن، لم تتبلور ترشيحات "القوّات اللبنانية" وصيغة تحالفاتها، وإنْ كان هناك حديث عن دعمها المُرشّحة الدكتورة غادة أيوب أبو فاضل (رئيسة "نادي روتاري صيدا" سابقاً).

رزق

* الوزير والنائب السابق إدمون رزق: لم يظهر حتى الآن القرار الذي سيتخذه بشأن الاستحقاق الانتخابي، وإذا ما كان سيتم إعادة ترشيح نجله أمين رزق، الذي نال في الانتخابات الماضية 638 صوتاً، عندما ترشّح ضمن "لائحة التكامل والكرامة" التي ترأستها النائب الحريري.
كذلك، لم تضح بعد قرارات العديد من الأسماء التي كانت قد جرى تداولها سابقاً، بشأن نيّتها الترشّح من عدمه!
يبقى اسم العميد المُتقاعد جوزيف الأسمر في بورصة التداول مع الحديث عن إمكانية تشكيل لائحة من "الحراك المدني" بالتحالف مع الشيخ محيي الدين عنتر وإسماعيل حفوضة في صيدا.

المصدر : اللواء